موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تعرف على موعد بدء أول رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى الإمارات

121

ضمن اتفاق عار التطبيع المعلن مؤخرا برعاية أمريكية، تم تحدد بعد غد الاثنين موعدا لأول رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى دولة الإمارات.

وكشف جدول مواعيد للرحلات الجوية عبر الإنترنت لمطار بن غوريون أن شركة طيران العال الإسرائيلية ستسير رحلة إلى الإمارات يوم الإثنين، مما يمثل أول رحلة طيران تجاري على الإطلاق بين البلدين.

ومن المتوقع أن تقل الرحلة بين تل أبيب وأبوظبي وفدا إسرائيليا ومسؤولين أمريكيين مصاحبين للوفد لإجراء محادثات بهدف تعزيز اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.

ورقم الرحلة المسجل هو “إل.واي971” على جدول مواعيد الرحلات الإلكتروني، وربما يشير إلى رمز دولة الإمارات وهو 971.

ولا توجد روابط جوية رسمية بين إسرائيل والإمارات، ولم يتضح ما إذا كانت طائرة ركاب إسرائيلية ستستطيع التحليق فوق السعودية، التي لا تربطها علاقات رسمية بإسرائيل، لخفض زمن الرحلة.

وأكد مسؤول بالحكومة الأمريكية أن مسؤولين من بينهم جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب، سيكونون على متن رحلة العال التي تغادر تل أبيب يوم الاثنين.

وقال المسؤول الأمريكي إن العمل ما زال جاريا لتحديد المسار الدقيق للرحلة ووقت هبوطها.

والاتفاق الإسرائيلي الإماراتي بانتظار مفاوضات بشأن تفاصيل مثل فتح السفارات والروابط التجارية وتلك الخاصة بالسفر قبل أن يتم توقيعه رسميا.

وقال مصدر في قطاع الطيران إن الحكومة الإسرائيلية طلبت من شركات الخطوط الجوية في البلاد تقديم عروض لرحلة خاصة لنقل وفد إسرائيلي ومساعدين كبار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإمارات.

واتفقت إسرائيل والإمارات على تطبيع العلاقات في اتفاق بوساطة أمريكية تم الإعلان عنه في 13 أغسطس/ آب، ومن المقرر عقد محادثات لتثبيت الاتفاق يوم الإثنين في أبوظبي.

وقال المصدر إن الناقلة الجوية الرئيسية في إسرائيل (العال) ومنافستها الأصغر (إزرير) قدمتا عروضا لما ستكون أول رحلة تقوم بها شركة طيران تجاري إسرائيلية إلى الدولة الخليجية.

وستكون الرحلة الأولى من إسرائيل إلى الإمارات مثقلة بالرموز، بدءا من الإشارة الواضحة إلى علاقة الأول بالتالي، والمستقبل بالمرسل، والمركز والطرف، وليس انتهاء بالثمن البائس الذي قايضت به أبو ظبي اتفاقية التطبيع بهدف حصولها على صفقة طائرات إف 35، وهو أمر، ما زال، على ما يظهر، محلّ أخذ وردّ، فإسرائيل معتادة على صفقات الإذلال، وليست في وارد التسليم بهديّة مساواتها أمريكيا بدولة متسرعة للتطبيع، فما الداعي للإعطاء إذا يمكن الأخذ مجانا؟

لا داعي، بالنسبة للإسرائيليين، أن يقوم قادة الإمارات بالتمويه، ولا يهمّ بنيامين نتنياهو ورئيس مخابراته يوسي كوهين، أن تساعد تل أبيب أبو ظبي في الادعاءات، سواء في زعم مساهمة الاتفاق في وقف إسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية، أو في استخدام القدس في الموضوع ودعوة سكان الإمارات إلى الحج إليها، وهو ما رفضته السلطات الدينية الفلسطينية وأفتت بعكسه.

وحتى لو افترضنا أن “الاتفاق” جرى للحصول على موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على بيع طائرات إف 35 للإمارات، فإن هذه الصفقة البائسة لم يتم إحرازها بعد، ويبقى طبعا الكلام عن “المصالح” المتبادلة بين البلدين، والتي تعتبر رحلة إلعال أحد أشكالها، عبر الحديث عن افتتاح كنيس يهودي، وفتح باب “السياحة” للإسرائيليين في الإمارات، أو التعامل بشكل مكشوف مع شركات التكنولوجيا التي تزود أبو ظبي ببرامج التجسس على المعارضين، وكل هذه أمور تبدو، في ميزان القوى، “مصالح” إسرائيلية (وأمريكية) لا إماراتية.

في الوقت الذي يطبّع فيه حكام الإمارات مع إسرائيل، ورغم النفوذ الذي لا تكف أبو ظبي عن إظهاره في أنحاء المنطقة العربية والعالم، يبدو أن أبو ظبي تحتاج هي نفسها إلى من يطبّع معها، وخصوصا حين يتعلّق الأمر بالشعوب العربية، فقد اكتسب حكام الإمارات سمعة لا يريد أحد (باستثناء الإسرائيليين ربما) أن ينافسهم عليها.

الأمر الآخر الذي يمكن توقعه، من هذه الرغبة الجامحة في امتلاك أسباب القوة الضاربة والصرف الهائل على التسلح والتدخّلات العسكرية والأمنية في مختلف البلدان العربية، هو أن حكام الإمارات وضعوا إسرائيل كمثال يحتذى ومركز يدورون حوله ويُستتبعون له.

ومن المثير للسخرية أن إسرائيل تقابل هذا الاقتداء بمثلها، والتفاني في التقرب إليها، بالعمل على وضع الحدود المفروض على أبو ظبي أن تلعب فيها، وبالممانعة في تسليمها صفقة إف 35، بحيث لا يعود لديها أي ورقة توت تختبئ وراءها، ولا يتبقى غير حجّ الإسرائيليين المعكوس إلى كنيس “أبراهام” في أبو ظبي.