موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وول ستريت جورنال: محمد بن زايد يوثق تحالفاته مع روسيا والصين

1٬276

يعمد الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان إلى توثيق تحالفاته مع روسيا والصين ويعرض علاقات أبوظبي مع الولايات المتحدة الأمريكية للاختبار بحسب ما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته “إمارات ليكس”، إنه خلال العام الماضي، أصبحت الإمارات مركزًا للأموال الروسية وخفضت إنتاج النفط، مما زاد من قوة حرب موسكو واستدعى الاحتجاج المتكرر من واشنطن.

وذكرت الصحيفة أن محمد بن زايد لم يتم دعوته حتى الآن لزيارة البيت الأبيض في عهد الرئيس الحالي جو بايدن بعد أن وسع الإماراتيون علاقاتهم مع روسيا ومنافس الولايات المتحدة الآخر، الصين.

وأشار إلى أن حكام الإمارات عملوا على الاستفادة من إعادة الترتيب الجيوسياسي منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، ما شكل اختبارا عمليا للعلاقات مع أكبر حليف للدولة النفطية المتمثل في الولايات المتحدة.

في مقابلات نادرة، قال مسؤولون إماراتيون كبار إن الشيخ محمد، المعروف بالأحرف الأولى من اسمه MBZ، لا يرى أن علاقة الإمارات الوثيقة بالولايات المتحدة تمنع العلاقات مع موسكو أو بكين ويقولون إن مثل هذه العلاقات يمكن أن تساعد واشنطن.

وبهذا الصدد قال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الاماراتي للسياسة الخارجية: “لن يتم تحديد هويتنا من منظار التنافس بين القوى العظمى”.

ففي أكتوبر الماضي على سبيل المثال، التقى محمد بن زايد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه في سانت بطرسبرغ، حيث حاول التوسط بتبادل الأسرى مقابل إطلاق سراح نجمة السلة النسائية بريتني غرينر وعرض المساعدة في التبادل.

وبعد ثمانية أسابيع، تم إطلاق سراح السيدة غرينر في قاعدة جوية إماراتية مقابل تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت.

قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن البيت الأبيض راقب محمد بن زايد وهو يحقق نجاحات في السنوات الأخيرة مع روسيا والصين وهو الامر الذي ادى إلى توتر علاقة الإمارات بواشنطن، حيث حذره المسؤولون الأمريكيون من أن التعاون الوثيق مع هاتين الدولتين في الأمور العسكرية والاستخباراتية سيعرض العلاقات مع أمريكا للخطر.

وقال المسؤول إن محمد بن زايد تشاور مع المسؤولين الأمريكيين بشأن روسيا والصين بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة وأن علاقات واشنطن معه تتحسن.

فقبل وبعد زيارة روسيا على سبيل المثال، تحدث الرئيس الإماراتي مع مسؤولي الولايات المتحدة والأمم المتحدة ثم اتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما أشاد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بالجهود الإماراتية لخفض التصعيد في المنطقة في خطاب ألقاه هذا الشهر وضع سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط.

واشنطن تعتبر الإمارات شريكًا في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وتمتلك استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة.

كما قام محمد بن زايد بتطبيع العلاقات مع أكبر حليف لأمريكا في الشرق الأوسط إسرائيل عام 2020.

في السنوات الأخيرة، أقام محمد بن زايد علاقة متوترة مع الولايات المتحدة، فقد كاد بناء قاعدة عسكرية صينية سرية بالقرب من أبوظبي أن يقلب العلاقات الأمريكية في عام 2021.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن محمد بن زايد أوقف المشروع تحت ضغط من الحكومة الأمريكية فيما قال المسؤولون الإماراتيون إنهم يعتقدون أنه ميناء تجاري بحت.

وأدت العلاقات المتنامية مع الصين إلى غموض بشأن صفقة بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 إلى الإمارات، كما احتجت الولايات المتحدة على توظيف الدولة لشركة هاواوي الصينية لبناء شبكة 5G الخاصة بها.

في الأشهر السبعة الماضية، خفضت الإمارات، من خلال منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إنتاج النفط بالتنسيق مع موسكو، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة.

كما حذر المسؤولون الأمريكيون الإمارات مرارًا وتكرارًا ضد مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات حيث يتدفق الروس إلى دبي لتجارة النفط وشراء العقارات وإخفاء الأموال.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركات الإماراتية التي تسهل تجارة النفط الروسية وتزود القاعدة الصناعية لموسكو، لكن ارتفاع أسعار النفط وطفرة سوق العقارات التي غذتها جزئياً اموال الأثرياء الروس دفعتا إلى التوسع الاقتصادي الإماراتي.

وبدأ محمد بن زايد في تعميق العلاقات مع الصين منذ سنوات، لكن البلدين تقاربا خلال جائحة كوفيد 19، عندما أعلنت الإمارات فتح حدودها بينما أغلقها الكثير من العالم.

وتتجاوز التجارة بين الإمارات والصين 70 مليار دولار وتتجاوز حدود النفط وتتوسع لتشمل التمويل والتكنولوجيا والتبادل الثقافي.

تتماشى مصالح الإمارات أيضًا مع مصالح روسيا، ففي فبراير 2022، رفضت أبو ظبي التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يدين غزو موسكو لأوكرانيا، بعد ان سعت ابوظبي للحصول على تأييد روسيا لقرار آخر يصف الحوثيين منظمة إرهابية وأضر هذا الامتناع بالجهود الأمريكية المبكرة لعزل روسيا.

وقد وضعت صناديق الاستثمار الاماراتية مليارات الدولارات في روسيا، واستثمر الرئيس الإماراتي في علاقات شخصية مع بوتين حيث التقى به بانتظام على مدار العقدين الماضيين.