موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

سجينة سابقة: الإمارات تنتقم من معتقليها حال محاولتهم فضح الانتهاكات

344

قالت سجينة سابقة في سجون الإمارات إن النظام الحاكم في أبوظبي ينتقم من معتقلي الرأي ونشطاء حقوق الإنسان في سجونه حال محاولتهم فضح الانتهاكات.

وذكرت “ندى”، السجينة الإيطالية السابقة في سجن الوثبة في أبوظبي، إنها شعرت بالصدمة عندما علمت بحصول معتقلتي الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي على حكم جديد بالسجن 3 سنوات إضافية.

واعتبرت ندى في رسالة ينشرها “مركز مناصرة معتقلي الإمارات” أن الحكم الجديد هو انتقام آخر منهما لمحاولتهما إبلاغ العالم بالحقائق ومعاناة السجناء الآخرين، معبرة في الوقت نفسه عن استغرابها الشديد من طريقة انتقام السلطات الإماراتية منهما.

وخلال رسالتها التي تنشر في الذكرى السادسة على اعتقال أمينة ومريم، قالت “ندى” إن ما يحصل “لأناس لطفاء مثلهما ليس عدلاً”، لافتة إلى أنها خلال فترة وجودها في الوثبة شاهدت سجينة مدانة بالقتل خرجت بعد قضاء ثلث مدة العقوبة فقط، بينما يتم احتجاز أمينة ومريم حتى الآن من أجل الانتقام منهما.

وأشارت إلى الجانب الإنساني في شخصية معتقلتيْ الرأي، وكيف ساعدتا الآخرين قدر المستطاع رغم المشاكل المترتبة على ذلك، موضحة أنها مازالت تحتفظ بسجادة الصلاة التي أهدتها لها مريم.

وذكرت الرسالة أن المعتقلتيْن نظمتا داخل السجن مجموعات صغيرة لتعليم الدين الإسلامي ومساعدة معتنقي الديانات الأخرى للتعرف على الإسلام، في وقت كان الحراس يرفضون السماح لغير المسلمين باستعارة القرآن الكريم.

يشار إلى أن “ندى” وهو اسم مستعار اختارته السجينة الإيطالية السابقة التي قضت في سجن الوثبة أكثر من عامين، التقت خلالهما أمينة العبدولي ومريم البلوشي، وقد قام المركز في 9 نوفمبر الماضي بنشر مقابلة خاصة معها روت فيها تفاصيل مروعة عن السجن.

وتالياً النص الكامل لرسالة “ندى” إلى مريم وأمينة في ذكرى اعتقالهما:

عزيزتاي مريم وأمينة،

أتساءل كيف حالكما؟ أين أنتما الآن؟ كيف صحتكما؟ لسوء الحظ، حتى الآن، لست متأكدةً من وضعكما الحقيقي.

كان من المفترض أن يكون كل منكما في الخارج منذ وقت طويل. لقد صُدمت عندما علمت أنكما تلقيتما حكماً جديدًا بالسجن 3 سنوات، هذا انتقام آخر لمحاولتكما إبلاغ العالم بالحقائق فقط، وأنكما لا تعانيان فحسب، بل آلاف السجناء الآخرين.

لقد قرأت الكثير عن قضيتكما، وعن تجربتكما المؤلمة، لكني لم أقرأ كيف أنتما تعاملكما كبشر.

لقد ساعدتما قدر المستطاع أي شخص يطلب المساعدة، دون الحصول على أي شيء في المقابل سوى المشاكل.

هل تعرفين يا مريم؟ لا زالت معي سجادة الصلاة التي اشتريتها لي، والأدعية التي كتبتها لي، لأنني مجرد واحدة من مئات الأشخاص الذين ساعدتموهما في تعاليمهم الإسلامية، تذكرت حينما أخبرتك للمرة الأولى التي سمعت فيها الأذان، لقد بكيت، شعرت بشيء داخلي لا يمكنني تفسيره.

تذكرت، أنني حينما سألت النقيب عن سبب عدم تمكني من استعارة القرآن الكريم من المكتبة، وكانت إجابتها: “لا”، والسبب أنني لست مسلمة. أخبرتها أنني أعرف ما هي قواعد حمل المصحف، لكن لم يُسمح لي بذلك، لقد أصبت بالإحباط، لكن بفضلكما، لم أكن وحدي بل مئات السيدات أصبحن قادرات على الاقتراب من الإسلام.

لقد شكلتما مجموعات صغيرة كل يوم لتعليم كيفية الصلاة للنساء اللواتي ولدن مسلمات لكنهن لا يعرفن شيئاً تقريباً عن الإسلام، ولأولئك المسيحيات، لكنهنّ أردنَ معرفة الإسلام، إلخ.

أتذكر كيف كنا نجلس في غرفتكما، وكنتما دائماً تقدمان شيئاً للأكل أو الشراب أو حتى لتذوق ذلك الكعك الرائع الذي كنتما تصنعانه من التمر والمكسرات والبسكويت.

لقد ساعدتما أيضاً أكبر عدد ممكن في كتابة الرسائل، التي تحتاج لكتابتها بالعربية، من أجل التواصل مع المؤسسة (شكاوى، طلبات ، إلخ) ورسائل المحاكم، تلك الموجهة إلى القضاة أو المحامين.

في كل الأحوال، كنتما تجلسان معنا، ونشرح لكما ما نريد قوله في تلك الرسائل، وكنتما تكتبان بطريقة مهذبة وأنيقة ورائعة كل مخاوفنا وطلباتنا وما إلى ذلك.

أتذكر كيف لرقية أن تعرف أنكما من كتبتما الرسالة، ليس بسبب خطكما (في بعض الأحيان كنا نعيد كتابتها بأنفسنا)، ولكن بسبب قوة كلماتكما، وبالطبع، لم تكن سعيدة بذلك، لكنها لم تمنعكما من الاستمرار في مساعدة الناس على الرغم من المشاكل التي واجهتماها بسبب ذلك.

يمكن أن أستمر في الكتابة عن أفعالكما الحسنة، لكنني سأحتفظ بهذا لرسالة أخرى …

إنه أمر غير عادل للغاية أن روحين لطيفتين مثلكما تمران بهذه التجربة المؤلمة، كما لو كنتما مجرمتين حقيقيتين، لقد رأيت قاتلة، سجنت ثلث عقوبتكما الأولى، إن هذا غير منطقي، على الأقل بالنسبة لعقلي المتحضر.

ما زلت أتخيل ذلك اليوم الذي سأتلقى فيه رسالة تقول: “لقد خرجتا، إنهما حرّتان”، مجرد الفكرة تجعلني أبتسم، إن شاء الله ستأتي هذه الرسالة قريباً، أدعو الله حقاً.