موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

سقطرى اليمنية تنتفض ضد الاحتلال الإماراتي

200

تظاهر عشرات الآلاف من أبناء محافظة جزيرة سقطرى اليمنية ضد احتلال دولة الإمارات للجزيرة ومؤامرات أبوظبي لنهب مقدراتها وثرواتها والتحكم بموقعها الاستراتيجي.

واحتج المتظاهرون ضد مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من دولة الإمارات، بعد أن طفح الكيل من ممارساتها منذ سيطرتها على الجزيرة في حزيران/ يونيو الماضي، بقوة السلاح وبدعم إماراتي وتواطؤ سعودي.

وذكرت مصادر محلية أن سكان جزيرة سقطرى انتفضوا في مدينة حديبو، مركز محافظة سقطرى، تحت شعار “سقطرى يمنية” وذلك رفضاً لممارسات ما يصفوه بـ”الاحتلال الإماراتي” للجزيرة، تحت غطاء المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث شرعت السلطات الإماراتية بمحاولة تغيير هوية الجزيرة برفع الأعلام الإماراتية في الأماكن البارزة والمؤسسات العامة وإزالة الأعلام اليمنية من كل واجهات المؤسسات العامة.

وأوضحت أن المظاهرة الحاشدة التي نظمها تكتل الائتلاف الوطني الجنوبي نجحت في إظهار صوت أبناء جزيرة سقطرى الرافض للتدخل الإماراتي فيها والبقاء تحت سلطة الحكومة الشرعية، رغم كل المعوقات والعراقيل التي وضعتها ميليشيا الانتقالي الجنوبي أمام المتظاهرين لإعاقة وصولهم إلى مدينة حديبو مركز جزيرة سقطرى.

وردد المتظاهرون شعارات تندد بالتدخل الإماراتي في سقطرى وضد مظاهر طمس الهوية الوطنية اليمنية فيها، بالإضافة إلى ترديدهم هتافات تدعو إلى نبذ بؤر الفتنة وسياسة إشعال الحروب، وأعلنوها صراحة في هتافاتهم “مطلبنا دولة وسكينة، لا نقبل فتنة وضغينة”، وأيضاً “سقطرى رمز السلام، لا تقبل زرع الألغام”.

ورفع المتظاهرون أيضاً شعارات تطالب بسرعة تطبيق اتفاق الرياض، لإعادة جزيرة سقطرى إلى حضن الدولة وانتزاعها من قبضة ميليشيا الانتقالي الجنوبي التي تعمل لصالح الإمارات دون أي اعتبار لمشاعر أبناء المحافظة، والتي جلبتهم الإمارات من محافظات أخرى، والتي عملت على خلخلة اللحمة الوطنية وتدمير النسيج الاجتماعي لأبناء سقطرى، عبر زرع النزعات التشطيرية وزرع الفتنة بين سكانها.

وقال بيان صادر باسم المظاهرة: “في يوم استثنائي يعكس الإرادة الحرة لأبناء محافظة أرخبيل سقطرى، خرجت هذه الجموع الحاشدة لتقول كلمتها الفصل وتوصل رسالتها إلى القيادة السياسية والعالم أجمع، معبرة عن مواقفها الوطنية ومطالبها المشروعة والعادلة”.

وأضاف “أن هذه المليونية الهادرة من أبناء محافظة أرخبيل سقطرى الأبية المسالمة… تقف مع توحيد الصف خلف القيادة الشرعية والحفاظ على الجمهورية والثورة اليمنية، ومشروع اليمن الاتحادي الذي يستند إلى قاعدة الشراكة الواسعة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، والذي لا يقبل الإقصاء والتهميش والوصاية من أي طرف سياسي، ويرفض مشاريع التمزيق وممارسات العنف واستخدام السلاح”.

وشدد على أن “هذا المليونية الجماهيرية الكبيرة لهي تعبير صريح عن موقف أبناء سقطرى المنحاز لمنطق الدولة والشرعية والتنمية والأمن والاستقرار، وتأكيداً على أن هذه المحافظة، بموقعها الجيوسياسي وتموضعها الاستراتيجي، إنما هي كتلة صلبة في مدماك الوطن الكبير”.

وأشار إلى أن هذه المظاهرة الحاشدة خرجت للدفاع عن الوطن واستعدادها لتقديم التضحيات حفاظاً على سيادة واستقلاله ووحدة أراضيه، رافضين كل أساليب العنف والاحتكام إلى القوة، مؤمنين أن الحوار والتعايش والشراكة هي الحل الوحيد لكافة الإشكالات.

وطالبت المظاهرة بتنفيذ اتفاق الرياض وآلية تسريعه بكافة بنوده وحسب الجدول الزمني وبما يضمن استعادة مؤسسات الدولة وسلطتها الشرعية، وعودة قيادة السلطة المحلية إلى محافظة أرخبيل سقطرى على وجه السرعة، في إشارة إلى رفض سيطرة ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي عليها بقوة السلاح ودعم إماراتي.

وشدد المتظاهرون على ضرورة تسليم المعسكرات بكافة عتادها إلى الدولة وإخراج العناصر المسلحة التي تم استقدامها من خارج محافظة سقطرى.

وأعلنت رفضها محاولة الاعتراف بالمجلس الانتقالي كممثل وحيد لمحافظات الجنوب، ووصفته بأنه أحد المكونات الجنوبية فحسب، ويمثل أسوأ صور الإقصاء والإلغاء الذي عانى منه شعبنا في الجنوب ردحاً من الزمن، وهو الأمر الذي لا ينبغي أن يتكرر، لأنه تنكر بشع للشعب وقواه الوطنية وتضحياتها في مختلف مراحل النضال الوطني، وآخرها تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيا الانقلاب الحوثية.

وأكدت على ضرورة إشراك كافة القوى السياسية والمجتمعية في المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها القوى السياسية بمحافظة سقطرى في الحكومة المقبلة والعملية السياسية برمتها، لتفادي التهميش والإقصاء الذي يطالها إثر التعامل مع المجلس الانتقالي وكأنه الممثل الوحيد للجنوب من قبل رعاة اتفاق الرياض وغيرهم من الدول المهتمة بالشأن اليمني.

وعبّرت مظاهرة سقطرى عن رفضها القاطع لمحاولات الاستئثار من قبل أي مكون أو فصيل سياسي أو اجتماعي، وتعد أي محاولة من هذا القبيل سعياً لتمزيق اللحمة الوطنية ونسف السلم الاجتماعي.

وأعلن المتظاهرون، في بيانهم، الرفض القاطع لـ”الاحتكام للعنف ولغة السلاح، ورفض كل الممارسات التي تمت في سقطرى خارج إطار سلطات الدولة وجيشها الوطني”.

وطالبوا بضرورة عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه ما قبل انقلاب مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي في حزيران/يونيو الماضي، وعودة مؤسسات الدولة وأجهزتها لمزاولة عملها وبما يضمن إحلال السلام والسكينة العامة”.

وجاءت هذه المظاهرة الحاشدة على خلفية توافد أعداد كبيرة من العسكريين الإماراتيين إلى جزيرة سقطرى تحت لافتات عديدة، بينها لافتة الأعمال الخيرية والاستثمارية، بالإضافة إلى الشروع في الحجز والسيطرة على أراض واسعة في جزيرة سقطرى لصالح مشاريع إماراتية وهمية، ربما الهدف منها إنشاء قواعد عسكرية إماراتية في الفترة القادمة بشكل مخالف كلية لاتفاق الرياض وآلية تسريعه التي ترعاها الحكومة السعودية والتي أظهرت تواطؤاً واضحاً مع السياسات الإماراتية في محافظة سقطرى.