موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد: شبكة مشبوهة أدت لتورط سياسي سويسري بارز في فضيحة سببها بن زايد

415

سلطت فضيحة شخصية للسياسي السويسري البارز بيار مودي بسبب علاقته بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، الضوءَ على نفوذ بعض رجال الأعمال السويسريين من أصل لبناني، الذين توسطوا بين بن زايد والمسؤول السويسري، بسبب كره الأخير لجماعة الإخوان المسلمين.

وبسبب الهدايا التي قدَّمها رجال الأعمال اللبنانيون إلى مودي، وُجِّهت له أصابع الاتهام على خلفية قبولها فيما بعد.

إذاً فمن  هم هؤلاء الأشخاص النافذون الذي قدَّموا المساعدة إلى ولي عهد أبوظبي، وكانوا سبباً في توريط المسؤول السويسري؟ وما وزنهم على الساحة السياسية أو في مجال الأعمال؟ ثم ما مدى تأثيرهم الحقيقي أو المفترض.

موقع  Le Temps السويسري، كشف في تقرير هام علاقة هؤلاء الأشخاص بولي عهد أبوظبي، ودورهم في الصفقات التي تسبَّبت في توريط المسؤول السويسري. وبحسب الموقع، لم يرغب أيٌّ من هؤلاء الأشخاص في الإدلاء بأي تصريح حول هذه القضية.

في مرحلة أولى، كان أنطوان ضاهر أول طرف توصَّلت إليه التحقيقات. ويعد ضاهر صديقاً لكل من بيار مودي ورئيس مكتبه السابق باتريك بود لافين، المكلف بالإشراف على الرحلة إلى أبوظبي.

وقد أشير إلى أن شركة ضاهر قد تمكَّنت من جمع 35 ألف فرنك، على خلفية تمويلها لدراسة استقصائية حول شعبية بيار مودي. ووفقاً لشكوى جنائية تقدَّم بها مؤخراً شريك تجاري سابق لرجل الأعمال، تكفَّل ضاهر بتكاليف تجديد غرفة الحمام الخاصة بباتريك بود لافين، وذلك في شكل هدية مقدمة له.

وبحسب الموقع السويسري، يُدير أنطوان ضاهر الشركة العامة للبناء Renovis، التي يرجح أنها قد تحمَّلت تكاليف حفلة عيد ميلاد بيار مودي. كما يعمل أيضاً في شركة Capvest Advisors SA، للخدمات العقارية. ويرأس  ماجد خوري، ثاني الأسماء التي ظهرت في هذه القضية، هذه الشركة.

وكان رجل الأعمال، خوري قد دعم الدراسة الاستقصائية السابق ذكرها مالياً، فضلاً عن أنه عضو في الحزب الليبرالي الراديكالي السويسري. ولا يبدو هذا الأمر محض صدفة.

ووفقاً لصاحب هذه الشكوى الجنائية الآنف ذكرها، من المرجح أن يكون كل من أنطوان ضاهر وماجد خوري قد استضافا أحد القضاة إلى العشاء، مقابل تسريع منحهما تصريح فتح إحدى المؤسسات.

وفقاً للعديد من الناشطين في مجال عقارات جنيف، على الرغم من امتلاكه لأسهم في 42 شركة أخرى، فإن المطور العقاري ماجد خوري لا يُعد من بين أهم الفاعلين في سوق العقارات السويسرية.

والجدير بالذكر أن خوري يُساهم في 3N Investissements، الشركة التي تدير مشروعاً عقارياً كبيراً في بلدية تروانكس (Troinex).

ويفيد أحد المستثمرين في هذا المشروع، البالغ عددهم 12 شخصاً، أن «ماجد خوري ليس من الفاعلين الأساسيين في هذا المشروع، حيث يُشارك بأقل من 10% من رأس المال، النسبة التي تُعد ضئيلة للغاية».

في السياق ذاته، أورد أحد المسؤولين في شركة عقارية بجنيف، أن «العديد من الأعمال المشتركة والمترابطة فيما بينها تجمع بين أنطوان ضاهر وماجد خوري. وتستهدف نشاطاتهم عملاء من المستثمرين الخليجيين، المهتمين بمجال العقارات التجارية بشكل أساسي».

وحسب هذا المصدر، يعهد هؤلاء (المستثمرون الأجانب) بأموالهم إلى شركة Capvest Advisors دون العلم، ضرورة، بأن الشركة التي ستقوم بتجديد ممتلكاتهم، تخص كلا الرجلين. وقد انتقد عدد من منافسيهما في جنيف طريقة عملهم هذه.

وبحسب الموقع السويسري، لا يملك ماجد خوري النفوذ الواسع الذي سيسمح له بربط علاقات مع العائلة المالكة في أبوظبي ورئيس مجلس الدولة بيار مودي. وعند هذا المستوى، تتدخل عائلة غانم.

وتعد هذه العائلة النافذة بمثابة وسيلة التواصل بين زعماء دولة الإمارات ورجال الأعمال اللبنانيين في جنيف. وبحسب الموقع، من الممكن أن يكون أنطوان ضاهر قد تواصل مع شربل غانم، أحد المقربين من ولي عهد أبوظبي.

وبعد عمله في المجال المالي في جنيف لمدة 30 سنة، أصبح غانم الآن يعيش في  الإمارات بشكل سري. وقد نشأ ابنه فيليب ودرس في جنيف.

وعن عمر يناهز 38، يوصف فيليب غانم الذي تُلقبه الصحافة الاقتصادية في الشرق الأوسط «برجل الأعمال اللبناني الناجح»، بأنه من أبرز أعمدة التمويل الدولي.

ويتبوأ فيليب غانم منصب نائب الرئيس، المدير العام لمجموعة ADS Securities، الشركة المالية التي يقع مقرها في أبوظبي، والتي يُقدر رأس مالها بنحو 400 مليون دولار.

كما يترأس فرع شركة ADSS في جنيف. ويُعتبر كريم خوري، شقيق ماجد خوري والمحامي في جنيف، مؤسس هذا الفرع. كما يتولى كل من فيليب غانم وكريم خوري مناصب هامة في شركة Socoholding في لوزان، الناشطة في المجال المالي.

وخلافاً لبيار مودي، يُعرف فيليب غانم بولعه بسباق السيارات. وترعى شركته السائق السويسري  لويس ديلتراز في الفورمولا 2.

وبحسب الموقع السويسري، قادت التحقيقات للغوص مع عائلة غانم في عالم من الترف والرفاهية. ففي سنة 2015، تزوجت سابين غانم، شقيقة فيليب ومصممة المجوهرات، من جوزيف غاتي، وريث «إمبراطورية» Getty Images، في كنيسة Saints-Apôtres في روما. وقد سبق مراسم الزواج تنظيم احتفال صاخب، تداولت تفاصيله مجلة للمشاهير، في تقرير تحت عنوان «العلاقات الخطرة».

من الواضح أنه قد تم التنسيق في جنيف بين رجال الأعمال وعائلة غانم، التي ربما استخدمت نفوذها لدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أجل ربط العلاقات مع بيار مودي.

وبسبب معارضته الشرسة للإخوان المسلمين، وبحثه عن إنشاء علاقات على الصعيد الدولي، يبدو أن لولي العهد أبوظبي مصلحة، وإن كانت محدودة، في مقابلة مثل هذه الشخصية السويسرية البارزة.

في الأثناء سيُثبت التحقيق، أو سينفي، إمكانية وجود سبب محدد لتوسط رجال الأعمال اللبنانيين السويسريين بين الطرفين. كما سيكشف عن مصالحهم من تنظيم لقاء مماثل. ولكن، يمكن الاكتفاء بالقول إن هذا الاجتماع استجاب ببساطة لمنطق العلاقات العامة، الذي يُفضله محمد بن زايد.

وفي خضم ذلك، تدخلت شبكة مكونة من رجال أعمال لبنانيي الأصل وسويسريي المنشأ في هذا الموضوع، إلى أن وقع بيار مودي في شراكها.