موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

شهادات جديدة مروعة للتعذيب في سجون الإمارات في اليمن

361

صعق بالكهرباء… اعتداءات جنسية… تخويف بالكلاب، صور يتذكرها يمنيان خلال وصف معاناتهما في معتقل إماراتي في عدن جنوبي اليمن، وسط شكوك حول تورّط أميركيين في عمليات التعذيب، بحسب ما أورد موقع “دايلي بيست” الأميركي، في تقرير حصري.

يقول اليمني الأول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، ويشير إليه الموقع باسم سلفاتور، إنّه خضع لاستجواب من قبل شخصين أحدهما إماراتي، والثاني ويدعى “جون” يتحدث الإنكليزية بلكنة أميركية، مشيراً إلى أنّه لم يتمكّن من التأكد من ذلك، نظراً لكونه يبقى معصوب العينين في المعتقل.

اعترف سلفاتور، للموقع، بأنّه كان عنصراً في تنظيم “القاعدة” قبل عشرين عاماً، مستذكراً خضوعه سابقاً لاستجواب من قبل أميركيين، مرجّحاً عودة هؤلاء لممارسة مهنتهم القديمة بالتوازي مع الدعم الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي، الذي تدخل في اليمن منذ مارس/آذار 2015.

يقول سلفاتور إنّ المستجوب الإماراتي، وبعد انتهائه من طرح الأسئلة، يأمر زملاءه وأحدهم باسمه المستعار “هتلر” “بفعل اللازم” وبدء عمليات التعذيب، مضيفاً “هتلر كان يكهربني. ثم يقوم بتعريتي من ملابسي وضربي ضرباً مبرحاً”، مرجّحاً أنّ “جون كان يشرف على عملية الاستجواب، بينما يقوم الإماراتي بطرح الأسئلة وإعطاء أوامر التعذيب”.

أما المعتقل السابق الثاني واسمه عبد السلام ناصر الحسني، فتحدّث لـ”دايلي بيست”، عن تورط أميركيين بعمليات التعذيب في المعتقلات الإماراتية في اليمن، مشيراً إلى أنّه سمع معتقلين آخرين يتحدثون عن ذلك أيضاً.

وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة ليس لديها قوات على الأرض في اليمن، إلا أنّ وزارة الدفاع “البنتاغون” أقرّت رسمياً، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في تقرير موجز قدمته الكونغرس، وفق ما كشف موقع “ذي إنترسبت”، بأنّ أفراداً عسكريين أميركيين، يتولون عمليات في السجون اليمنية.

وعلى الرغم من أنّ الإماراتيين تدخلوا في اليمن، لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، إلا أنّ المحقق داخل مجمع يعرف باسم “قاعدة التحالف” في حي البوريقة في عدن، لم يكن يسأل سالفاتور عن الحوثيين، بحسب تقرير “دايلي بيست”.

ويقول الرجلان إنّهما رأيا أميركيين يرتدون زياً عسكرياً، عليه شارات العلم الأميركي، يتجولون في معتقل “قاعدة التحالف”، في حين يذكر الحسني أنّه رأى أمثال هؤلاء أيضاً في سجن “بئر أحمد”، في عدن.

ولفت “دايلي بيست” إلى أنّ القيادة المركزية الأميركية لم تجب على أسئلته بشأن هذا التقرير، كما لم ترد سفارة واشنطن في الإمارات على أسئلته، بينما رفضت وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” التعليق مطلقاً.

ويصف الحسني وسالفاتور صوراً من “التعذيب الشنيع” الذي تعرّضا له على أيدي الإماراتيين، بالتزامن مع استجوابهما، بعضه وقع رغبة منهم في التعذيب فقط.

فبعد أسبوعين، توقف الإماراتيون عن استجواب الحسني، لكنهم لم يتوقفوا عن ضربه وتهديده، وفق ما يقول لـ”دايلي بيست”، مضيفاً: “كانوا يجيئون إلى زنزانتي، ويعلّقونني بمشنقة من السقف من يدي ويقومون بضربي. في بعض الأحيان كانوا يسحبونني من الزنزانة ويركلوني في أعضائي التناسلية. ما زلت أعاني من أوجاع جراء ذلك. دون أن يوجهون لي أي أسئلة”.

وتحدّث الحسني وسلفاتور عن وسيلة تعذيب يستخدمها الإماراتيون تسمى “الفتّاحة”، لتعذيب المعتقلين من أعضائهم التناسلية، مشيراً إلى أنّ بعض هؤلاء تعرّضوا حتى للاغتصاب.

يصف المعتقلان السابقان، للموقع، كلبة داخل “قاعدة التحالف” كان الحراس الإماراتيون يستخدمونها لتهديد المعتقلين، ويلبسونها معطفاً ذا فراء أشقر، ويلقبونها باسم “شاكيرا”.

يقول الحسني عن الكلبة “شاكيرا”، إنّها “كانت ضخمة، بحجم حمار. يستخدمونها للتخويف. ويقولون: إذا لم تتحدث، فسوف نفلت عليك الكلبة”، مستذكراً قيام “شاكيرا” ذات مرة بعضّ أحد المعتقلين، وتمزيق جلد صدره وبطنه.

بدوره يقول سالفاتور عن الكلبة “شاكيرا”، “كان يجلبونها إلى قربك لدرجة تجعلك تشعر بأنفاسها إلى جانبك. تشعر كما لو أنّها ستأكلك من غضبها. كانت طريقة للتخويف. لم تعضني أنا، لكنها عضت معتقلين آخرين”.

وكان تقرير أعدّه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، قد وجد أنّ معتقلين تعرضوا لعمليات تعذيب جنسي من قبل أفراد إماراتيين في أحد السجون باليمن.

كما ذكر تقرير لوكالة “أسوشييتد برس”، في يوليو/تموز2017، أنّ الولايات المتحدة “تقدّم أسئلة إلى الإماراتيين وتتلقى نسخاً من استجواباتهم” في سجون في اليمن.

وقالت المحامية جينيفر جيبسون في جمعية “ريبريف” الحقوقية، إنّ “روايات سالفاتور والحسني تؤكد عمق الأسئلة غير المجابة، حول تورّط الولايات المتحدة، في مجمع سجن وحشي يديره شركاؤها في الائتلاف” السعودي الإماراتي.

وقدّم أعضاء في الكونغرس، الأربعاء الماضي، مشروع قرار أمام مجلسي النواب والشيوخ، لإجبار الولايات المتحدة على وقف الدعم للتحالف في اليمن.

والتورط الأميركي بعمليات التعذيب في سجون اليمن، بالنسبة لسالفاتور، وفق ما يذكر لـ”دايلي بيست”، “لا يمكن أن يكون موضع خلاف”، خاتماً بالقول: “الأميركيون هناك 100 بالمائة. لماذا يعصبون أعيننا؟ كي لا نقول شيئاً…. بحيث لا نكون قادرين على فضحهم”.