موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. شهادات مروعة لتعذيب مارسه أمريكيين في سجون الإمارات في اليمن

352

عندما حان الوقت لاستجواب معتقل في السجن اليمني، سيذكره موقع The Daily Beast الأمريكي فيما بعد باسم سالفاتور، عُصبت عيناه ووضعوه أمام فريقٍ يتألف من رجلين. أحدهما إماراتي الجنسية. وبجانبه، تمكن سالفاتور من سماع رجل يهمس بالإنجليزية، في ما أعتقد أنها لهجة أمريكية. يناديه الإماراتي باسم جون.

يضيف تقرير موقع The Daily Beast الأمريكي: أدرك سالفاتور، الذي يعترف بأنه كان عضواً في تنظيم القاعدة منذ 20 عاماً، أن المحقق جون أمريكي الجنسية، وتذكر أنه خضع للاستجواب من أمريكيين من قبل. وفي الوقت الراهن، نظراً لأن الولايات المتحدة صارت جزءاً من التحالف السعودي الإماراتي الذي يقصف اليمن منذ عام 2015، يظن سالفاتور أن الأمريكيين قد تجدد اهتمامهم به مرة أخرى. يهمس جون بشيء ثم يطرح الإماراتي سؤالاً على سالفاتور.

فور انتهاء الأسئلة، تبدأ المعاملة الفظة. كان المحقق الإماراتي ينادي على زملائه بأسماء مستعارة، و”يعطيهم الأوامر بما سيفعلونه”، بينما يسمع سالفاتور وهو معصوب العينين. ومن بين أولئك الزملاء رجل معروف باسمه المستعار هتلر.

قال سالفاتور: “كان هتلر يصعقني بالكهرباء. وكانوا يجردونني من ملابسي، ويضربونني بقسوة شديدة، ومن ثم تبدأ تتفهم دينامية الغرفة بتروٍ. كان هذان هما المحققين، اللذين “أشرف أحدهما على الاستجواب بكامله”، مشيراً إلى جون الذي يفترض أنه أمريكي، “بينما الآخر يجري الاستجواب ويأمر بالتعذيب”.

تتسم رواية سالفاتور بأنها متقطعة، شأنها في ذلك شأن رواية أخرى لمعتقل سابق أجرى موقع The Daily Beast الأمريكي مقابلة معه ويسمى عادل سالم ناصر الحسني، وقد قدَّم رواياتٍ مماثلة عن وجود أمريكي في سجون التعذيب اليمنية بناءً على ما رآه -لم يكن كل الضحايا معصوبي العيون- وما سمعه وما حُكي له من باقي المعتقلين.

لا يجب أن تعتبر كلام المعتقلين حقيقةً مُسلَّماً بها، بيد أنه مع ذلك يعترف الجيش الأمريكي الآن بوجود قوات أمريكية في تلك المنشآت.

لكن روايات سالفاتور والحسني تتحدى الموقف الرسمي للولايات المتحدة، المنطوي على أنه رغم وجود أفراد من الخدمة الأمريكية في السجون اليمنية، لا تعرف الولايات المتحدة شيئاً عن أي تعذيب يحدث في مراكز الاعتقال التي يديرها حلفاؤها.

في ديسمبر/كانون الأول، في تقرير موجز قُدم إلى الكونغرس ونشره موقع The Intercept للمرة الأولى، أقر البنتاغون رسمياً أن أفراداً عسكريين أمريكيين يعملون في السجون اليمنية.

وورد عن البنتاغون: “القوات الأمريكية ليست مسؤولة عن إدارة عمليات الاعتقال في اليمن، بل تجري الاستجوابات الاستخباراتية مع المعتقلين في سجون شركائها”.

ظاهرياً، يتواجد الإماراتيون في اليمن من أجل سحق الحرب التي دشَّنها الحوثيين ودعمتها إيران. لكن داخل مجمع يُعرف باسم قاعدة التحالف، موجود في مديرية البريقة بعدن، لم يكن المحقق يطرح على سالفاتور أسئلةً بخصوص الحوثيين. بل لم يكن سالفاتور معتقلاً أساساً لارتباطه بالحوثيين، فقد كان جزءاً من مقاومة محلية ضد الحوثيين في محافظة أبين.

أراد المحققون معرفة معلومات من رجل اعتُقل مع سالفاتور في وقتٍ سابق من العامين اللذين قضاهما في السجون الوحشية للحرب اليمنية، وفهم سالفاتور أن الرجل قد هرب من أجل القتال مع مجموعة جهادية متطرفة في العراق.

أخبر سالفاتور موقع The Daily Beast من خلال مترجم: “إنه محط اهتمام للأمريكيين”. الأمر كذلك، في حين أن الولايات المتحدة تُعد جزءاً من تحالف سعودي إماراتي يقاتل الحوثيين في اليمن، فهي تواصل هجوماً بدأته منذ زمن على فروع تنظيم القاعدة وغيرهم من الإرهابيين. لا يسع سالفاتور التأكد من أن جون أمريكي أم هو عضو في الخدمة الأمريكية أم عامل استخبارات. فقد كان معصوب العينين طوال الاستجواب، لذا لم يتمكن من رؤية هيئة جون وإذا كان يرتدي زياً عسكرياً للولايات المتحدة.

لكنه هو والحسني أخبرا موقع The Daily Beast عن وجود أمريكي واضح داخل سجون عدن المتعددة حيث تعرَّضا للصعق والضرب والتهديد بالاعتداء الجنسي، ويُعتقد أن آخرين تعرَّضوا للاغتصاب بالفعل.

ومع أنهم كانوا معصوبي العيون أثناء جلسات التحقيق، لكنهما كانا يزيلان العصابة عن أعينهم في زنازينهم، حيث يقولون إنهم في بعض الأحيان كانوا يلمحون رجالاً من غير العرب داخل السجون. كانت مؤسسة حقوق الإنسان Reprieve تساعد في إجراء مقابلات معهم. كان الكثير من الوجود الأمريكي المزعوم ظاهراً بشكل واضح منطوياً على عمليات تفتيش أو زيارات، حسب ما يقول أولئك المعتقلون السابقون أو من غيرهم من أقاربهم الذين كانوا أو لا يزالون داخل تلك السجون الوحشية.

قال الرجلان إنهما شاهدا أمريكيين في زي عسكري، وعليه شارة العلم الأمريكي. وقالا أيضاً إنهما يعتقدان في وجود متعهدين في الداخل أيضاً، مستشهدين بشخصين شاهداهما وكذلك شبكات الهمس داخل الزنازين. لم تُجِب القيادة المركزية الأمريكية على الأسئلة بخصوص تلك القصة قبل انتهاء المهلة المحددة.

كذلك لم تُجِب سفارة واشنطن في الإمارات على الأسئلة بخصوص تلك القصة قبل انتهاء المهلة المحددة. وكذلك عزفت وكالة الاستخبارات المركزية عن التعليق.

شارك الحسني في القتال ضد الحوثيين قبل أن تتهمه الإمارات وشركاؤها اليمنيون بتشويه سمعتهم على حسابٍ على تويتر لم يكن له. وشأنه في ذلك شأن سالفاتور، قال إنه رأى رجالاً غربيين يرتدون زياً عسكرياً في قاعدة التحالف ومعتقلاً آخر يسمى بير أحمد في عدن.

وقال: “إنه يشبه الزي العسكري الأمريكي، وهو مصنوع من قماش الكاكي يرتديه الجنود الأمريكيون مثل زي الجيش الأمريكي. جميعهم يتمتعون بأجسام كبيرة وطويلة وضخمة”. وقد سمع من معتقلين آخرين أن بعضاً منهم ربما يكونون متعهدين. استخدم المساجين كلمة مختصرة شائنة عند الإشارة إلى المتعهدين الملحوظين: بلاك ووتر.

قال محام يمني يعمل مع المعتقلين السابقين والأشخاص الذين يحاولون العثور على أقاربهم المختفين في السجون التي تديرها الإمارات إن معظم الاستجواب الذي خضع له عملاؤه “ليس له علاقة بالصراع ضد الحوثيين. كذلك لم تكن الأسئلة من النوع التي تهم الحكومة اليمنية” التي من المفترض أن الإماراتيين يحاولون إعادتها إلى مكانتها من جديد.

أضاف المحامي، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته لتجنب الانتقام الإماراتي، إن تلك الأسئلة تتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو أمر ذو أهمية أساسية للأمريكيين. ذكر الحسني وسالفاتور العذاب الشنيع الذي تعرَّضا له على أيدي الإماراتيين. وقد وقعت بعض الأعمال الوحشية بالتزامن مع الاستجواب. وبعضها الآخر قامت لذاتها.

تذكر الحسني أنه استجوِبَ عدة مرات على مدار أسبوعين في قاعدة التحالف في وقت مبكر من اعتقاله الذي دام عام وتسعة أشهر. جرَّدوه من ملابسه وشغلوا جهازاً تمكن من رؤية شرارته الكهربائية من وراء العصابة حول عينيه. وقال: “كانوا معظم الوقت يصعقونني تحت إبطي وأعضائي التناسلية”.

وبعد أسبوعين، توقف الإماراتيون عن استجواب الحسني، لكنهم لم يتوقفوا عن ضربه وتهديده. وقال: “دخلوا زنزانتي وعلقوني من يدي في السقف ثم ضربوني. أحياناً كانوا يسحبونني من السجن ويركلونني في أعضائي التناسلية، وما زلت أعاني من ذلك حتى الآن، وكل ذلك دون أن يطرحوا على أي سؤال”.

عادل سالم ناصر الحسني، معتقل سابق: “في معظم الأحيان، كانوا يصعقونني تحت إبطي وأعضائي التناسلية”. استخدم الحراس الإماراتيون التهديد والاعتداء الجنسي كجزء من مرجع الممارسات لديهم.

قال الحسني وسالفاتور إن الإماراتيين كان لديهم شيء يسمى “الفتاحة” الذي يستخدمونه ليخترق المساجين من فتحة الشرج. قال الحسني: “كان المساجين يعودون إلى زنزاناتهم وهم ينزفون”.

قال سالفاتور: “تعرَّض الكثير من المساجين للفتاحة وبعضهم تعرض للاغتصاب بالفعل. كانوا يعودون إلى زنازينهم ويظلون ينزفون من المستقيم يومين أو ثلاثة”. ومع أن سالفاتور لم يعش تلك التجربة، فإن المحققين والحراس كانوا يجردونه من ملابسه ويهددونه بأنهم سيغتصبونه. وبشكل مستقل، ذكر المعتقلان السابقان والمحامي وجود كلبة داخل قاعدة التحالف يستخدمها الحراس الإماراتيون لتهديد المعتقلين. وكان اسم الكلبة شاكيرا، ويُقال إنها كانت شقراء الشعر.

أضاف الحسني: “كانت الكلبة ضخمة بحجم الحمار. وكانوا يستخدمونها للتخويف.. إن لم تتحدث سيطلقونها عليك”. غالباً ما تزمجر الكلبة من شدة شراستها بينما يشدها الحراس من سلسلتها قبل أن تعض المعتقل، لكن الحساني يقول إنه عرف معتقلاً مزقت شاكيرا لحمه من الصدر والبطن.

سالفاتور، معتقل يمني سابق: “تشعر أنها غاضبة للغاية وأنها ستأكلك. إنها طريقة للتخويف”. قال سالفاتور: “إنهم يقربونها منك إلى حد أنك تشعر بنفسها جوارك تماماً. ويصلك شعور بأنها غاضبة للغاية وستأكلك. إنها طريقة للتخويف. لم يسبق أن عضتني من قبل، لكنها عضت بعضاً آخرين”.

لكن هذا بعيد تماماً عن رواية التعذيب الأولى داخل السجون الإماراتية في اليمن. وفي تقرير أُعد لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في سبتمبر/أيلول، كشف أنه في أحد السجون التي احتُجز فيها الحسني وسالفاتور وُضع 200 معتقل “جردوهم من ملابسهم بينما كان أفراد من الإمارات يفحصون فتحة الشرج لديهم قسراً.

وخلال ذلك، اغتُصب العديد من المساجين بالأدوات والعصيان” في مارس/آذار 2018. أخبر معتقل في قاعدة التحالف منظمة العفو الدولية إنه “وُضع في حفرة في الأرض وكانت رأسه فقط خارجها لما يصل إلى ثلاثة أيام لم يكن يقدم له سوى كمية قليلة من الماء مرتين في اليوم وتُرك ليتغوط ويتبول على نفسه في هذا الوضع.

ولم تكن تلك هي الرواية الأولى المنطوية على التدخل الأمريكي في سجون التعذيب اليمنية. في يوليو/تموز 2017، ذكرت وكالة Associated Press الأمريكية أن الولايات المتحدة “تقدم الأسئلة إلى الإماراتيين وتتلقى نسخاً من استجواباتهم”، مع أن الوكالة لم تصل إلى حد الإبلاغ عن مشاركة الولايات المتحدة في ممارسات التعذيب.

وبرغم كل ذلك، يصر البنتاغون على أنه لا يعرف شيئاً بخصوص أي تعذيب، سواء من جانب الأمريكيين أو حلفائهم. وبحسب ما ورد في تقريرها الأخيرة إلى الكونغرس: “تصمم وزارة الدفاع على أن أفرادها لم يلاحظوا أبداً أو يتواطؤوا في أي معاملة قاسية أو غير إنسانية أو مهينة للمعتقلين في اليمن”.

وفي الواقع، في معرض تناول الأمر لن تستطيع نفي وقوع أي نوع من التعذيب على الإطلاق: “لم تحصل وزارة الدفاع على أي معلومات مستقلة وموثوقة تشير إلى أن حلفاء أو شركاء أمريكا قد اعتدوا على المعتقلين في اليمن”.

لكن سالفاتور يرى كل هذا هراءً، وهو الذي يعتبر الأمريكيين وصلة أساسية في خط أنابيب الاستخبارات الذي يتدفق من وإلى سجون التعذيب. وقال: “لماذا إذاً يوجد أمريكيون في سجون تعج بالمساجين والمحققين الذين يحاولون استخلاص المعلومات؟ بالنسبة لي، الأمر الوحيد المنطقي هو أن الإماراتيين يقومون بتغذية جهة ما بالمعلومات، وتلك الجهة هي أمريكا”.

قالت المحامية من مؤسسة Reprieve جنيفر غيبسون  إن روايات سالفاتور والحسني تؤكد عمق الأسئلة غير المجابة بخصوص التواطؤ الأمريكي في مجمع السجون الوحشي الذي يديره شركاؤها في التحالف. قالت جنيفر: “في وقت سابق من شهر يناير/كانون الثاني، أنكرت وزارة الدفاع مرة أخرى أنها تملك أي دليل “موثق” على أن شريكها الرئيسي يعذب الناس في سجونه.

في الوقت الراهن، يتحدث القليل من اليمنيين الشجعان بصوت عال، ويروون قصصاً لا تنطوي فقط على التعذيب الإماراتي، بل أيضاً التورط الأمريكي في التعذيب، وفي الواقع وجود أمريكيين في الغرفة بينما يتعرَّضون للتعذيب. يتحدث هؤلاء الأشخاص، وهذه مجازفة شخصية كبرى. يريد الجمهور الأمريكي إجابات عاجلة حول دور الولايات المتحدة في هذه الاعتداءات، ومن يعرف بشأنها في البنتاغون”.

سالفاتور، مسجون سابق: “لماذا يعصبون أعيننا؟ حتى لا نقول أي شيء. حتى لا نفضحهم”. يوم الأربعاء 30 يناير/كانون الثاني، قدم أعضاء الكونغرس من مجلس النواب والشيوخ الذين عارضوا الحرب في اليمن من جديد قراراً لفرض الانسحاب الأمريكي من الاستخبارات ودعم الأهداف الذي يواصل الجيش الأمريكي تقديمه، مؤكدين بذلك أن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب، التي لم يسبق أن صرح بها الكونغرس، تنتهك قرار سلطات الحرب 1973، وهو يشبه ذلك الذي وافق عليه مجلس الشيوخ بأغلبية في ديسمبر/كانون الأول.

لكنه كونغرس من نوع جديد، والأمر بتطلب مجهوداً جديداً لإخراج الولايات المتحدة من اليمن. بقيادة رو خانا (النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا)، يحظى القرار بدعم القيادة الديمقراطية ومن المرجح الإقرار عليه.

يقول المساعدون الديمقراطيون إن توقيت التصويت غير واضح لكنه قد يأتي في وقت ما بشهر فبراير/شباط. في مجلس الشيوخ، ستتلقى لجنة العلاقات الخارجية قراراً مرافقاً لبيرني ساندرز المستقل من ولاية فيرمونت، وسيشارك في رعايته مايك لي، النائب الجمهوري عن ولاية يوتا، وكريس مورفي، النائب الجمهوري عن ولاية كونيتيكت. يتطلع ساندرز إلى التماس بالرفض من اللجنة على القرار، مثلما فعل ساندرز وحلفاؤه العام الماضي 2018، للحفاظ على زخم المناورة المناهضة للحرب.

مع ذلك، يظل تمرير القرار في مجلس الشيوخ أصعب بسبب وجود أغلبية من الحزب الجمهوري، وليصير قانوناً، يتطلب القرار توقيع الرئيس ترامب، الذي يدعم بقوة شريكتيه السعودية والإمارات. يعتبر فريق ساندرز إن ذلك يشكل تحدياً لترامب أكثر من كونه مرحلة نهائية، ويراهن على أنه أضعف من أن يفوز فيه.

قال جوش ميلر لويس، المتحدث باسم ساندرز: “إن تمرير قرار سلطات الحرب سيبعث بإشارة قوية إلى الرئيس ترامب بأن الكونغرس على استعداد لإعادة تأكيد سلطته على أمور الحرب وسيجبر الرئيس على تفسير لم تدعم القوات المسلحة الأمريكية النظام السعودي الاستبدادي في حربه في اليمن للشعب الأمريكي. إن كان يظن ترامب أن الجيش الأمريكي يجب أن يكون في اليمن، دعونا نخوض هذا النقاش، لكن الرئيس ليس لديه القوة لإعلان الحرب دون موافقة الكونغرس والشعب الأمريكي”.

بالنسبة لسالفاتور، لا يقبل التواطؤ الأمريكي في تعذيبه أمر أي جدال. قال سالفاتور: “الأمريكيون متواطئون بنسبة 100%. لماذا يعصبون أعيننا؟ حتى لا نقول أي شيء. حتى لا نفضحهم”.