موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

موقع ألماني: ضغوط أوروبية على الإمارات لسحب مرتزقتها من ليبيا

211

كشف موقع ألماني عن ضغوط أوروبية على الإمارات لسحب مرتزقتها من ليبيا لتمكين أفق النجاح للحكومة الانتقالية من إنقاذ البلاد.

وقال موقع دويتشة فيلة dw إن تحديات أمنية جسيمة تواجه الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا أبرزها وجود ميليشيات أطراف خارجية في مقدمتها الإمارات.

وذكر الموقع أن تأمين مصادر الطاقة والسواحل الليبية المترامية الأطراف تأتي في صلب الدعم الأوروبي للحكومة الليبية.

وصرح بذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال زيارته مؤخرا إلى طرابلس، متحدثا عن قضايا الهجرة التي تؤرق دول الجوار الشمالي.

ووصولا إلى ملف إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة الشائك والذي تتورط به الإمارات منذ سنوات.

ووضعت الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي تقديرات للقوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة في ليبيا بحوالي عشرين ألف عنصر.

وبموازاة الحوار الصعب الجاري أمريكيا وأوروبيا مع الروس حول سحب مرتزقة الفاغنر من شرق ليبيا.

باشر الأوروبيون عبر آلية “إيريني” لمراقبة حظر الأسلحة في ليبيا، ضغوطهم على الإمارات ومصر لإخراج المرتزقة الأفارقة والعرب من الأراضي الليبية.

وإذا ما تغلبت حكومة الوحدة الوطنية الليبية وداعموها الدوليون على تجاوز عقبة المرتزقة والقوات الأجنبية، فستكون أمام ليبيا معضلة أخرى أكثر تعقيدا وتتمثل في إعادة هيكلة القوات الأمنية وبناء جيش وطني موحد.

إذ يتطلب إنجازها عمليا تفكيك الميليشيات في غرب البلاد وقوات الجنرال خليفة حفتر في الشرق والمدعوم من أبوظبي.

ولا يرجح أن تنجز هذه المهمة في آجال قريبة، على الأقل في ظل الحكومة الانتقالية بسبب التحريض الإماراتي المستمر.

ومنذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية في ليبيا يسير عبد الحميد الدبيبة وفريقه الحكومي حثيثا في اتجاه وضع أسس مشهد جديد في بلاده بهدف إخراجها من نفق الحرب الأهلية والأزمة السياسية التي تعصف بها منذ عقد من الزمن.

مراقبون كثيرون فاجأهم اختيار الدبيبة لرئاسة الحكومة في ختام محادثات جنيف التي جرت في بداية في فبراير/ شباط الماضي برعاية الأمم المتحدة، وكيف تفوق على أقطاب المشهد الليبي.

وها هو اليوم يسير بخطى حثيثة لتغيير موازين عديدة في تضاريس الأوضاع في ليبيا بشكل قد يفاجئ ومن جديد المتتبعين، ويضع بلاده على سكة الخروج من نفق الأزمة، فهل يحقق المعجزة وينبعث طائر الفينيق الليبي من جديد؟

ملامح جديدة في المشهد الليبي

عبد الحميد الدبيبة الذي نشأ في مدينة مصراتة ودرس التخطيط وهندسة البناء في كندا ثم الولايات المتحدة، جاء إلى المشهد الليبي من عالم المال والأعمال، معتمدا على نفوذ مدينته مصراتة في المشهد الليبي بعد الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل عمر القذافي.

انتزع الدبيبة رئاسة الحكومة من “أفواه الأسود” المتطاحنة في المشهد الليبي، بمن فيهم ابني مدينته، الرجل القوي في الغرب وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا وأحمد معيتيق الذي ناور في اللحظات الأخيرة مع رجل الشرق القوي الجنرال خليفة حفتر، كما تمكن من إزاحة المخضرم عقيلة صالح رئيس مجلس النواب (الشرق).

أعطى صعود الدبيبة ضمن توليفة ضمت معه القادم من طبرق(الشرق) محمد يونس المنفي كرئيس لمجلس الرئاسة، إشارة على تراجع معسكر الجنرال حفتر المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا.

بيد أن المراقبين ينظرون بحذر لحقيقة التراجع الملحوظ للطرفين.

فالجنرال حفتر الذي أعلن دعمه للعملية السياسية والسلمية في البلاد، يتفادى الحديث عن مخرجاتها بالنسبة إلى مستقبله الشخصي.

فيما يشهد معسكره الداخلي ببنغازي تصفيات غامضة راح ضحيتها مساعده العسكري محمود الورفلي المطلوب من محكمة الجنائية الدولية.

وفور توليه رئاسة الحكومة، لفت الدبيبة أنظار الليبيين بجولاته عبر المدن الليبية، غربا وشرقا وجنوبا، في دور الإطفائي لنار الفتنة الجهوية وحروب المناطق التي عصفت بالبلاد لسنوات.

وهو يواصل دوره الإطفائي عبر إعلانه مؤخرا عن تأسيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية.

كما وضع الدبيبة في صدارة أجندة حكومته مواجهة أزمة كورونا (كوفيد 19) التي تنهش الجسد الليبي المثخن بالحرب.

وبادرت حكومته باقتناء أول دفعة من اللقاحات التي طال انتظار الليبيين لها.

ملامح المشهد الليبي الجديد تعبر عنه أيضا وجوه بارزة في تشكيلة حكومة الدبيبة، عبر حضور لافت للنساء في أربع وزارات استراتيجية وحسّاسة، العدل والشؤون الاجتماعية والثقافة والتنمية المعرفية، إضافة لوزارة الخارجية التي تولتها امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد، هي الدكتورة نجلاء محمد المنقوش.

طرابلس قِبلة الديبلوماسيين والمستثمرين

من يتابع تطورات الوضع في ليبيا، يرصد الديناميكية الملحوظة التي تشهدها علاقات طرابلس بعواصم العالم.

فمنذ تشكيل الحكومة الجديدة لا يكاد يمر يوم دون أن تستقبل طرابلس وفودا رفيعة المستوى بين رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، وأحدث زوار طرابلس هو رئيس وزراء إيطاليا الجارة الشمالية النافذة في الشأن الليبي.

ومن أهم المكتسبات الدبلوماسية التي حققتها حكومة الدبيبة ووزيرة خارجيته المنقوش، إعادة الدول الأوروبية الكبرى المؤثرة في الشأن الليبي: إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بالإضافة للاتحاد الأوروبي، فتح سفاراتها التي أغلقت قبل ستة أعوام بسبب المخاطر الأمنية.