موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل/ الإمارات تطعن الفلسطينيين بالظهر

107

صرح مسئولون في منظمة التحرير الفلسطينية بأن تصاعد وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل يمثل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة صريحة لما يمثله من التفاف على حقوقه.

وعمد النظام الحاكم في دولة الإمارات مؤخرا على تدشين مرحلة التطبيع العلني مع إسرائيل بعد سنوات طويلة من العلاقات السرية والتعاون في المجالات السياسية والأمنية وغيرها.

وظهر ذلك جليا عبر المشاركة المشبوهة للإمارات ودول عربية خرى في مؤتمر وارسو الذي عقدته الإدارة الأمريكية قبل أيام بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

والأبرز في المؤتمر كان تصريح وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بشأن “حق إسرائيل” في الدفاع عن مصالحها وأمنا في سوريا.

بن زايد وأمثاله كانوا يشاركون في مؤتمر وارسو وهم يخشون مواجهة الميكروفونات والكاميرات فهم يدركون أن مهمتهم في بولندا تتجاوز غاية المؤتمر المعلنة مواجهة النفوذ الإيراني وتلك غاية تبرر لكثيرين في اعتقادهم على الأقل التقارب مع العدو الحقيقي المفترض قد لا يقال كل شيء عن التطبيع مع إسرائيل في اللقاءات التي تحظى بتغطية إعلامية غير أن تلك المتكتم عليها حين تتسرب فإنها كاشفة لمراحل متقدمة بلغها السباق المحموم نحو التطبيع.

لكن في تسجيل سربه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ظهر بن زايد يبني تفهمه للأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا باعتبارها دفاعا عن النفس كما يصفها كلام لم يكن مقررا أن يخرج إلى العلن إذ أنه تم في جلسة على هامش مؤتمر وارسو لم يدع إليها الإعلام.

والإعلام في حقيقة الأمر سمع تباهيا إسرائيليا كثيرا بتحول تاريخي تحقق لتل أبيب هناك لم يكن مطلوبا إسرائيليا ربما من المطبعين العرب الجدد أكثر من ربط الصلات مع تل أبيب وإن سرعة وإذ بهم الآن يبدون لا مجرد التعاطف بل مناصرة صريحة المحتل إنه وحده من يعود بنجاح دبلوماسي من وارسو دون أن يدفع شيئا لقاءه.

فهل أن خطر إيران هو فعلا كما يرى نائب الرئيس الأميركي ما يقرب بين إسرائيل وذاك الصنف من العرب المشاركة جنبا إلى جنب في مؤتمر ولقاءات نتنياهو مع عرب على هامش الحدث وحول مائدة عشاء واحدة وكذا تبادل عبارات الود كلها بدت وكأنما تهيأ المنطقة لعصر جديد يسميه الأميركيون عهدا جديدا من التعاون في مواجهة التحديات بالشرق الأوسط وهم الذين تحايلوا اللقاء للترويج لخطة تروم تصفية القضية الفلسطينية يبشرون بطرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية في أبريل المقبل.

وهل كان حديث الصفقات ليروج لولا مناخ عربي ملبد بالتطبيع مع من يحتل أرضا ويهود المقدسات ضمن مشروع عار التطبيع الذي تقوده الإمارات.

ليست بجديدة الاتصالات واللقاءات السرية بين مسؤولين عرب وموفدين منهم غير رسميين مع الجانب الإسرائيلي لكن كثيرا ما كان الحرج يدفع أولئك إلى النفي لم يعد ذاك الشعور موجود اليوم ولم تعد إسرائيل نفسها تتكتم ولماذا تفعل وقد صار التطبيع جماعيا وفي العلن يدير ظهره إلى قضية العرب المركزية وينشد شراكة مع إسرائيل إن لم يكن حلفا إنه نمط من السلوك اتسعت دائرته كما يبدو إلى دول عربية لا تربطها معاهدات سلام مع تل أبيب نذكر مثلا كشف القناة الثالثة عشرة العبرية عن سلسلة من المحادثات السرية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام.

ويعتبر الفلسطينيون ممارسات الإمارات وغيرها من الدول العربية في التطبيع العلني مع إسرائيل انتهاك وتجاوز خطيرين لمبادرة السلام العربية التي تنص على تطبيع الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع إسرائيل بشرط انسحابها من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

لكن مصادر موثوقة تؤكد لإمارات ليكس أن الإمارات تدفع بشدة باتجاه تعديل مبادرة السلام العربية التي أصبحت أصلا لا تُطبق والكثير من الدول العربية أبرزها أبو ظبي والسعودية والبحرين، ودول أفريقية إسلامية أخرى مثل تشاد والمغرب والصومال، قد استغنت عن بنودها وغير ملتزمة بها وقد بدأت فعلياً مرحلة طبخ العلاقات السرية مع إسرائيل على نار هادئة منذ سنوات”.

وتؤكد المصادر أن الدول العربية والإسلامية “تتغنى” إعلامياً بتمسكها بمبادرة السلام العربية، وحرصها على عدم فتح باب التطبيع إلا بحلول منطقية وعادلة للقضية الفلسطينية، لكن ذلك كله يخالف تماماً ما يجري داخل الغرف المغلقة والسوداء.

وتشير إلى أن السعودية وقبلها الإمارات نجحتا في قيادة باقي الدول العربية للتطبيع العلني، وهو ما ظهر مؤخراً مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وقد شجعتا تلك الدول على الخطوة التي كانت مُحرمة في السابق.

وتتابع المصادر: “من أجل هذا التقارب ورفع الحرج عن تلك التي تريد أن تمد يدها لإسرائيل بدأت دول عربية وعلى رأسها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، في التفكير فعلياً بتعديل المبادرة بما يتماشى مع التطورات السياسية الحاصلة في المنطقة”.

المصادر ذاتها كشفت عن أن التعديل سيطول فعلياً أهم بند في المبادرة وهو العلاقات مع إسرائيل، وجعل التطبيع وفتح باب العلاقات الرسمية معها اختيارياً للدول التي تسعى لذلك، ودون إلزام من الدول الأخرى.

والجدير ذكره أن المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لتعديل مبادرة السلام كانت مستمرة منذ سنوات طويلة، لكن دائماً ما كانت تُواجه برفض عربي قوي، إلا أن العلاقات التي شهدت تطورات مفاجئة في الشهور الأخيرة شجعت إدارة واشنطن على إعادة تفعيل هذه الخطوة التي باتت تتبناها السعودية وتعكف على تنفيذها.