موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس تكشف تصعيد الإمارات دورها التأمري لتصفية القضية لفلسطينية

158

لم يكن ما جرى الكشف عنه من إجراء دول عربية لقاءات سرية في دولة الإمارات بهدف تغيير ملامح القضية الفلسطينية، بتوجيه مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوى حلقة صغيرة في مسلسل طويل من تآمر أبو ظبي لتصفية القضية الفلسطينية.

وبحسب ما جرى الكشف عنه شارك في اللقاءات السرية في أبز ظبي مسؤولون من إدارة ترامب، إضافة إلى شخصيات فلسطينية موجودة في الخارج وعلى خلاف كبير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأبوظبي استضافت حتى هذه اللحظة ثلاثة لقاءات على الأقل، وشارك فيها مسؤولون إماراتيون، وسعوديون، ومصريون، إضافة إلى شخصيات فلسطينية معارضة، وجميعها كانت تحت إشراف الإدارة الأمريكية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن تلك اللقاءات لم تشارك فيها أي أطراف رسمية من السلطة الفلسطينية أو حتى حركة فتح، في إشارة واضحة إلى أن ما يجري إعداده سيكون مخالفا للموقف الفلسطيني المتعلق بالقضايا السياسية المطروحة، وعلى رأسها “صفقة القرن” الأمريكية.

وبحسب مصادر دبلوماسية فإن: “زيارة المبعوثين الخاصين للرئيس ترامب، جارد كوشنير، وجيسون غرينبلات، للمنطقة العربية، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، لم تنجح في إقناع رؤساء بعض الدول العربية، وعلى رأسها الأردن بالصفقة الأمريكية، ومن ثم لم تحقق أهدافها الأمر الذي عطل طرحها”.

وتابعت: “إدارة ترامب بدأت البحث عن طرق أخرى، بالتعاون مع دول عربية صديقة لها، وداعمة لصفقتها السياسية، من بينها السعودية والإمارات، لإيجاد جسم عربي مساند لها، وغير معارض لتمرير صفقتها، حتى وإن تسببت بتغيير ملامح القضية الفلسطينية بأكملها، وهذا كان جوهر تلك اللقاءات”.

ولفتت المصادر الرسمية إلى أن “كل القرارات، التي صدرت عن ترامب خلال الفترة الأخيرة، والتي تعلقت بالقدس واللاجئين وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وغيرها، جاءت دون أي معارضة من الدول العربية، الأمر الذي شجع ترامب على تنفيذ 70% من بنود صفقته، دون حتى أن يعلنها، بشكل رسمي”.

ومنذ تولي دونالد ترامب، منصب الرئاسة الأمريكية، بدأ باتخاذ عدد من القرارات، التي تُضعف القضية الفلسطينية؛ كان أولها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ووقف تمويل بلاده وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وتعمد خلال الفترة الماضية تداول مصطلح “صفقة القرن”؛ وهي خطة جديدة للرئيس الأمريكي لحل القضية الفلسطينية، ولكن الغموض ما زال يحيط بملامح هذه الخطة بالكامل

وبالعودة للمصادر الدبلوماسية، فقد أكدت أن الإمارات ودولا عربية أخرى متحالفة معها تعتبر مواقف الفلسطينيين المتشددة والرافضة للصفقة الأمريكية، والعودة لمفاوضات السلام مع إسرائيل، عقبة أمام فتح باب التطبيع مع إسرائيل على مصراعيه، رغم وجود علاقات ولقاءات سرية تشهد تطوراً يوماً بعد يوم.

وذكرت المصادر الدبلوماسية أن اللقاءات التي تجري في أبوظبي كان على أجندتها الأولى كيفية الضغط على الفلسطينيين، لتغيير مواقفهم السياسية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، واللعب كذلك بأوراق تغيير المشهد الفلسطيني بأكمله، بما يتناسب مع مشاريع التطبيع التي يطمحون لها، والتقرب أكثر من إسرائيل.

ويربط المراقبون بين موقف الإمارات المخزي عربيا وإسلاميا وتسارع وتيرة تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وإسرائيل.

وبهذا الصدد قال مسئولون فلسطينيون مؤخرا إن الإمارات تتصدر تسابقا تخوضه عدة دول عربية في التقرب والتطبيع مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

وحذر المسئولون من أن الإمارات تدفع بحليفها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لفرض تعديل مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002 من أجل تسريع وتيرة التطبيع العلني والرسمي مع إسرائيل.

وفي نهاية شهر مارس/آذار الماضي، أفادت الصُحف العبرية بأن اثنين من السائقين الإسرائيليين يشاركان في أحداث جولات بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية “كروس كانتري”، رالي أبوظبي الصحراوي، في دولة الإمارات.

ويبدو أن هذا الخبر أصبح اعتيادياً لدى الصحافيين الإسرائيليين الذين لا يمر شهر إلا وهناك حديث عن زيارة أو علاقة جديدة بين الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات. فمع أن الدولة لا تعترف بـإسرائيل إلا أنها فتحت ممثلية دبلوماسية لها في أبوظبي، لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة (ايرينا) التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها عام 2015.

وأكدت السلطات الإماراتية تأسيس الممثلية في البلاد لكنها زعمت بالرغم من كل ذلك إن موقفها تجاه إسرائيل “لم يتغير”، موضحة أن “أية اتفاقات بين وكالة الطاقة المتجددة في أبوظبي، وإسرائيل لا تمثل أي تغيير في موقف الإمارات أو علاقاتها بإسرائيل”.

ردت وكالة الأمم المتحدة بإعلان رئيس مكتب الاتصالات بالوكالة إلى عدم وجود أي بعثة دبلوماسية معتمدة لدى الوكالة لأي من الدول الأعضاء بها في أبو ظبي لأن معظم الدول ممثلة ببعثاتها الدبلوماسية في الإمارات. لتلقي باللوم على توافق أبوظبي وإسرائيل من أجل هذه البعثة.

وهذه الممثلية هي نتاج تاريخ أكبر من العلاقات بين الإمارات وإسرائيل حيث تسمح الدولة لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية بالدخول إلى البلاد فقط تحت شروط خاصة، وهو الذي أدى إلى اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في “دبي” عام 2010.

وقد يعود تسارع تطبيع العلاقات بين الدولة وإسرائيل خلال الثلاثة الأعوام الماضية إلى هذه الممثلية التي نشأت في ظل حالة من الاضطراب في المنطقة كبيئة مثالية للوجود الإسرائيلي في شبه الجزيرة العربية. وتسارع التطبيع ليصعد من المجال الرياضي إلى السياسي وحتى الأمني والعسكري.

وهنا يدعو التساؤل لماذا الآن؟

للإجابة على هذا التساؤل يمكن معرفة الموقف الرسمي من التطبيع، فمن الناحية العسكرية هناك سياسة الأخ الكبير وإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت إدارة ترامب أكثر تطبيعاً مع إسرائيل لذلك لكسب ولائها تعتقد الدول وقادتها أنَّ التطبيع مع إسرائيل يزيدها قرباً.

ووصف “الأخ الكبير” جاء على لسان وكيل وزارة الدفاع الإماراتية، اللواء ركن طيار عبد الله السيد الهاشمي المدير التنفيذي للجنة العسكرية المنظمة لمعرض دبي للطيران بالقول خلال تصريحات تلفزيونية (نوفمبر2017): “الإمارات لا ترى في الاحتلال الإسرائيلي عدواً، كما أنَّ الاحتلال لا يرى في الإمارات عدواً أيضاً. وأشار للولايات المتحدة بالأخ الكبير للجميع بمن فيهم الإمارات وإسرائيل وسيقول الأخ الكبير-كما يقول الهاشمي-: “توقفوا لا يمكن أن تتحاربوا”!

وتشترك الدولة في المناورات عسكرية شملت عِدة دول غربية مع الإمارات إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وتضم المناورات علّم إسرائيل وقوات عسكرية تابعه لها. كما أن صفقات أسلحة تم الحديث عنها لشراء أسلحة إسرائيلية.