موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وفد مصري زار الإمارات لإقناع القاهرة بالخيار العسكري في ليبيا

170

كشفت مصادر مصرية أن عدداً من الإعلاميين والخبراء السياسيين المصريين زاروا العاصمة الإماراتية أخيراً، بدعوة من ديوان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في زيارة عمل استمرت لمدة يومين، وجرى خلالها التباحث بشأن الخيار العسكري في ليبيا.

وذكرت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة من لندن، أن الدعوة التي كانت بهدف معلن وهو التباحث وتبادل وجهات النظر بشأن الأزمة الليبية و”المساعي التركية للهيمنة على البلدان العربية”، على حد تعبير المصادر، حملت هدفاً آخر غير معلن من جانب عدد من المسؤولين في الإمارات، وهو الترويج لحتمية المواجهة العربية وفي مقدمتها مصر مع تركيا “بتطلعاتها لإعادة الخلافة العثمانية”.

ولفتت المصادر إلى أن المسؤولين في أبوظبي يسعون لتسهيل مهمة النظام المصري ودفعه للاستجابة إلى المطالب والتوجّهات الإماراتية التي ترمي إلى تأجيج حرب عسكرية واسعة في ليبيا ومحاولة جر تركيا إليها.

وأشارت إلى أن الوفد المصري ضم عدداً من النواب البرلمانيين، والخبراء السياسيين، وشخصيات دبلوماسية سابقة، بالإضافة إلى إعلاميين وكتّاب صحافيين، وشمل نحو 40 شخصية.

وأوضحت المصادر أن الرسائل التي أكدها ولي عهد أبوظبي خلال جلسة حضرها ضمن مناقشات الوفد المصري، تضمّنت ما وصفه “بأخطاء صانع القرار المصري بشأن تعاطيه مع عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها التأخر في القرار المناسب، والتردد بشأن اتخاذ مواقف حاسمة، مما يزيد من تعقيد الموقف”.

وبحسب المصادر، ضرب بن زايد مثلاً بأزمة سد النهضة، معتبراً أن مصر أخطأت كثيراً في هذا الملف، ما مكّن إثيوبيا من تسيّد الموقف وامتلاك دفّة توجيه الأزمة، وهو ما جعل الموقف المصري دائماً رد فعل فقط.

وأوضحت المصادر أن رسائل الجانب الإماراتي للوفد المصري تركزت بشكل أساسي على ضرورة لعب دور عبر مساحتهم الإعلامية والصحافية، ومشاركتهم في الحياة العامة والسياسية بضرورة التحذير مما أسمته الخطر التركي والتمدد العثماني في المنطقة العربية، والتشديد على ضرورة التصدي لذلك بالسبل كافة وفي أي موقع وليس ليبيا فقط.

وكان وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، قد قال أخيراً إنه “لا يمكن أن يكون عالمنا العربي وعواصمه مشاعاً للتدخل الإقليمي من دون حساب أو عقاب”.

وكانت كشفت مصادر مصرية عن ابتزاز صريح تمارسه دولة الإمارات لمصر عبر العرض عليها لدعمها في أزمة سد النهضة مع أثيوبيا، مقابل تنفيذ القاهرة رغبة أبوظبي في التدخل العسكري في ليبيا.

وجرى تقديم العرض المذكور خلال مشاورات مصرية إماراتية رفيعة المستوى جرت أخيراً مع تصاعد عمليات التحشيد حول مدينة سرت الليبية بحسب ما أوردت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة في لندن.

وخلال المشاورات عرض الجانب الإماراتي اتخاذ موقف “حاسم” إلى جانب مصر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، في حال بادرت القاهرة بتوجيه ضربة ضد تركيا في ليبيا.

وأوضحت المصادر أن العرض الإماراتي للقاهرة جاء بعدما أرجعت مصر موقفها غير المرحب باندلاع معركة عسكرية على حدودها الغربية في ليبيا، إلى أن الظرف الراهن لا يسمح بفتح أكثر من محور للصراع، في ظل مرور مصر بصراع وجود متمثل في سد النهضة الإثيوبي، ومحاولات أديس أبابا جرّ مصر إلى صدام.

وقالت المصادر إن “ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يدفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دفعاً لتفجير حرب واسعة ضد تركيا في ليبيا بدعم أيضاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يتبنى موقفاً عدائياً من تركيا، الحليف الرئيس لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في غرب ليبيا”.

وحول ماهية وطبيعة التدخل الإماراتي في أزمة سد النهضة، ومدى تأثيره على موقف إثيوبيا، اكتفت المصادر بالقول إن “أبوظبي شددت على أن تدخلها سيكون حاسماً”، موضحة في الوقت ذاته أن القاهرة أكدت أنها لن تبادر باتخاذ أي خطوات عسكرية مباشرة طالما أنه لم يتم المساس بـ”الخط الأحمر” الذي أعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو/حزيران الماضي، خلال تفقده قوات المنطقة الغربية في قاعدة سيدي براني العسكرية.

في السياق، قالت مصادر غربية في القاهرة إنه في الوقت الذي تكتفي فيه القاهرة بالوقوف عند خط سرت والجفرة، وكذلك روسيا، فلدى الإمارات طموح بإعادة الكرّة من جديد، وغزو الغرب الليبي، ولكن هذه المرة بتدخّل صريح من القوات المصرية، بدعم من “الجيش الوطني” (في إشارة إلى مليشيات خليفة حفتر)، وعناصر مرتزقة “فاغنر” الروس، بخلاف دعم عسكري يكون واضحاً من فرنسا، وهو ما باتت ترفضه باريس أيضاً.

وأوضحت المصادر أن كافة حلفاء أبوظبي وداعمي حفتر ومعسكر شرق ليبيا، بات طموحهم الرئيسي كبْح جماح حكومة الوفاق وتركيا عند خط الموانئ النفطية، والتوصل إلى اتفاق سياسي يضمن إعادة ضخ النفط، ووقف العمليات العسكرية عند هذا الحد، والشروع في اتفاق سياسي شامل يراعي مصالح كافة الأطراف المحلية والخارجية.

وحول التحركات المصرية خلال الفترة القريبة المقبلة تجاه ليبيا، قال مصدر مقرب من اللجنة المعنية بالملف الليبي إنه تم الاستقرار على أحد المعسكرات السابقة للجيش الليبي في مدينة أجدابيا، كمعسكر تدريب، يستغله الجيش المصري لتدريب أبناء قبائل شرق ليبيا، لتشكيل قوة مسلحة مساندة لمليشيات حفتر.

ولفت إلى أن التواجد العسكري المصري سيقتصر على خبراء لتدريب المقاتلين من أبناء القبائل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مصر تتابع الوضع على الأرض بشكل دقيق ساعة بساعة عبر تقارير استخباراتية.