موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

انتقادات واسعة لمؤتمر إفريقي في موريتانيا برعاية الإمارات

172

قوبل “المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم” المقام في موريتانيا برعاية دولة الإمارات بانتقادات واسعة على خلفية دعمه الأجندة المشبوهة لأبوظبي.

وأثار المؤتمر الإفريقي للسلم المتواصل في نواكشوط حالياً، جدلاً واسعاً وقوبل بانتقادات من طرف مفكرين إسلاميين أكدوا أنه “استخدام للدين الإسلامي لخدمة أجندات معادية للإسلام، كما أنه لقاء لا يذكر فيه احتلال فلسطين ولا معاناة أهلها”.

وقال المفكر السلفي الموريتاني محمد سالم المجلسي: إن “مؤتمر تعزيز السلم تموله دولة الإمارات التي لا يزال ينزف الجرح الذي خلفته في اليمن وليبيا وغيرهما، ويحضره سفير الحريات الدينية في أمريكا التي نشرت الخوف والظلم وأسالت الدماء والدموع في كل مكان”.

وأبرز المجلسي، برامج المؤتمر المضلة المثبورة المبدلة للدين باسم السلم العالمي، والداعية لوحدة الأديان باسم الأخوة الإنسانية، فليت شعري ماذا يُرجى من حكماء النظام العالمي الجديد وقرة عين مسعِّري الحروب وموقِدي الفتن!؟.

وقال: “لا ريب أنَّه لا تستقيم منفعة مع الفوضى، ولا يُذاق لثمرة حلوة طعم في ظلِّ الخوف، بل الأمن منتجع النُّفوس، ومورد الآمال، ولكن لا سبيل إلى أمن شامل وارف الظلال ما لم تُنكر المنكرات السلطانية، وذلك أمر لا يلوي عليه مؤتمر السلم إلا بجعل الإنكار على الحكام ورفض هيمنة قُوى الكفر العالمي سبيلاً للفوضى واعتراضاً على السلم”.

وتابع المجلسي: “سيقع استبشار بثقة الدَّولة في العلماء، وليتَ شِعري أيَّ علماء!!؟ إنَّهم سيبقون فرقة عَزف لحن الحاكم، ولن ينبت في جهتهم أمل ولو كانوا يغرسون على شَفة السَّحاب، وعجيب أنَّ المؤمن لا يلدغ مِن جُحر مرَّتين، بينما يُراد لنا أن نُلدَغ من جُحرِهم مِراراً”.

وزاد: “عند كلِّ حكومة طائفة منهم، تُبرِّر باطلَها، وتَمدح عاطلَها، ويومَ زار ترامب أرض الجزيرة، وصف بعضُهم زيارته بالمباركة، وثمَّنوا دعوته للسلام، وشَدُّوا على يَده لمحاربة التَّطرُّف استدلالا بالمصلحة وخدمة للإنسانية، كما يفعل علماء البلاط عندنا عند كلّ مضايقة للدَّعوة، وذلك كله شِنشنة معروفة عن علماء السُّوء”.

أما العلامة الشيخ محفوظ إبراهيم فال، فقد علق على مؤتمر “بذل السلام للعالم” قائلاً: “من المؤسف حقاً أن يكون علماء الإسلام هم من يتولون تحريف الدين وطمس معالمه وتشويه حقائقه، وهم من ويبذلون علمهم وفصاحتهم فيما يسمونه ضرورة تصحيح مفاهيم عدة منها: الجهاد وولاة الأمر؛ ويتماهون في خطابهم مع مسؤول الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية ويتبادلون معه الخطب؛ ليس ذلك مكانكم معشر العلماء، بدون مجاملة، إنكم في المكان الخطأ ومع القوم الخطأ وتنشرون الخطاب الخطأ”.

وتدخل القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور مساهماً في هذا النقاش بقوله: “لم أجد ما يمثلني فيما كتب عن مؤتمر السلم في إفريقيا المنعقد هذه الأيام في نواكشوط، لأن معظم من كتبوا توزعوا نوعين من الناس: نوع ينظر لمضمون الخطاب وطبيعة الأفكار، فيحكم حكماً إيجابياً، ونوع ينظر إلى السياق السياسي وطبيعة الرعاة والاصطفاف في تمايزات الساحة الإسلامية العالمية، فيحكم حكماً سلبياً”.

وقال: “لا أستطيع أن أخفي إعجابي بأفكار الحوار مع الغرب، وتغليب معاني السلم والوسطية والانفتاح، وسبيل التسامح في التعامل مع الآخر الديني والفكري والسياسي، ورفض مسالك التطرف والغلو والتشدد، كما لا أستطيع أن أخفي حساسيتي من الاصطفاف مع من يمول الحروب، ويندفع نحو الكيان الصهيوني معترفاً داعماً، ولا يدخر جهداً في محاصرة الوسطية الإسلامية المشهود لها بذلك”.

وزاد: “كما أجد صعوبة في فهم مؤتمرات للعلماء، لا تذكر فيها فلسطين ولا يندد باحتلالها، ولا تحضر فيها معاناة الأمة بكافة أبعادها، فالأمة تعاني من ثالوث الغزاة والغلاة والطغاة، وهي جهات تتخادم وإن ظهرت متخاصمة متدابرة”.