موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

ليبيا: ارتفاع حظوظ الحاسي لخلافة حفتر بسبب تفضيله من الإمارات

85

لا يزال مصير اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا غامضاً، إثر تعرّضه لوعكة صحية، وسفره لتلقي العلاج في فرنسا، قبل العودة إلى بنغازي أخيراً عبر القاهرة، مصدر دعمه الإقليمي الأبرز مع أبوظبي.

وقد بدأت مصر والإمارات في وضع سيناريوهات للتعامل مع الملف الليبي في حال غياب حفتر عن قيادة الشرق الليبي. وترددت خلال الفترة الماضية أسماء عدة من كبار قادة قوات حفتر، أبرزها رئيس أركان قوات حفتر عبد الرازق الناظوري، وعبد السلام الحاسي، ونيس بوخمادة.

في هذا السياق، أفادت مصادر مصرية قريبة من الملف الليبي بأن “أسهم عبد السلام الحاسي ارتفعت بشدة خلال الأيام القليلة الماضية، ليكون خليفة لحفتر”.

وأضافت المصادر أن “الأسماء التي كانت متداولة في الأوساط المصرية والإماراتية كان من بينها الحاسي، وكانت التفضيلات الأخيرة من نصيبه، وليس كما أُشيع أن الاتجاه الأقرب هو تولية عبد الرازق الناظوري رئيس أركان قوات حفتر”. وتابعت أن “الحاسي يتمتع بثقل كبير إقليمياً، وهناك ثقة كبيرة به في القاهرة، خصوصاً أنه كان رئيساً لغرفة عمليات الكرامة في بنغازي”.

وأشارت المصادر إلى أن “مقارنات حدثت على مدار الفترة الماضية لوضع تصوّر كامل لترتيب المشهد الليبي حال غياب حفتر تماماً بسبب مرضه الشديد، الذي سافر على أثره لتلقي العلاج في فرنسا”.

وأكدت أن “الحاسي يعتبر الأقرب لحفتر لناحية السمات الشخصية والقيادية، إذ إن غياب الأخير وما يحظى به من دعم في المعسكر الشرقي بليبيا لن يتمكن أحد من تعويضه، خصوصاً أن صعود حفتر لم يكن بين ليلة وضحاها”.

ولفتت إلى أن “الحاسي لديه باع طويل وشخصية معروفة في الأوساط الليبية ويحظى بدعم قبلي، ومن أبناء المؤسسة العسكرية القدامى، ولديه كاريزما تمكّنه على الأقل من محاولة تعويض غياب حفتر”.

وشددت على “عدم اتخاذ أي إجراءات في هذا الشأن في القريب العاجل، بانتظار استيضاح الحالة الصحية لحفتر من خلال اختبار قدرته على العودة لمواصلة عمله مرة أخرى”.

وحول وجود حفتر في القاهرة، قبل عودته إلى بنغازي، كشفت المصادر ذاتها أن “حفتر وصل إلى مصر في زيارة خاطفة سريعة في طريق عودته من فرنسا، إذ وصل صباح الثلاثاء الماضي، وسط تكتّم شديد من السلطات المصرية”.

ولفتت إلى أن “حفتر لا يزال يعاني من تأثيرات المرض حتى الآن، وهذا يفسّر عدم الإعلان الرسمي عن وجوده في مصر، إلا بعد وصوله بساعات عدة”.

وأفادت المصادر بأن “تحركات ومكان وجود حفتر ومدى صحة إجراء لقاءات مع مسؤولين مصريين، كانت غامضة لأقصى درجة، وأحيط حولها تكتم شديد، وإلا لكانت ظهرت صورة له خلال وجوده”.

ورجّحت أن “تكون زيارة حفتر ليست إلا محاولة من المسؤولين في القاهرة للاطمئنان على حالته الصحية قبل التحرك لإعادة ترتيب المشهد الليبي خلال الفترة المقبلة، ومراجعة التقارير الطبية والفحوصات التي أجراها في فرنسا”.

وفي وقت سابق، تحدثت مصادر أن “الحاسي من أبرز المرشحين لتولي منصب حفتر أو على الأقل تعيينه نائباً له إلى حين غياب حفتر نهائياً عن المشهد”.

وقالت إن “هناك تأييداً محلياً ودولياً للقبول به لخلافة لحفتر، فهو يمتلك إمكانات وخبرات عسكرية، وشارك في قوات حفظ السلام الدولية في أفريقيا، بالإضافة إلى عدم وجود ممانعة محلية حوله لتولي هذا المنصب”.

ويُعرف عن الحاسي ولاؤه الشديد لحفتر الذي رقّاه إلى رتبة لواء وعيّنه المسؤول الأول لغرفة “عملية الكرامة” في بنغازي، وهو انضم مبكراً إلى هذه العملية وتولّى المسؤولية عن غرفة عمليات الجبل الأخضر، واعتمد عليه حفتر في إقصاء خصومه، ومن أشهر عملياته إنهاء ما يشبه الانقلاب العسكري الذي قاده العقيد فرج البرعصي وضباط آخرون عام 2015.

ولم تتوقف ثقة حفتر به عند قيادة قواته بل بلغت إلى حد إرساله مبعوثاً إلى السودان والجزائر، مطلع هذا الشهر، لتحسين العلاقات مع هاتين الدولتين، ما يشير إلى خبرته في الجانب السياسي بالإضافة إلى العسكري.

وفي سياق متصل، أكّدت مصادر مصرية وليبية خاصة أن “عودة حفتر مجرد مرحلة لإعادة ترتيب المشهد الليبي، ولكن بشكل أكثر هدوءاً، وأن الاسمين اللذين سيتم حتى الآن الاختيار من بينهما، وهما عبد السلام الحاسي وعون الفرجاني، فرصهما متساوية تقريباً”.

وأشارت المصادر إلى أنه “خلال المرحلة المقبلة سيتم تصعيد واحد منهم رئيساً للأركان بدلاً من الناظوري، ليكون من سيقع عليه الاختيار جاهزاً لتولي مهام حفتر في حال غيابه في أي وقت. وهناك اتفاق رسمي على ترضية له لأن هناك توافقاً مصرياً ـ إماراتياً ـ ليبياً على عدم قدرته على خلافة حفتر”.