موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

هكذا استخدمت الإمارات باحثا بريطانيا ورقة ضغط على لندن بشأن حرب اليمن

117

كشف تقرير فرنسي عن استخدام دولة الإمارات باحثا بريطانيا اعتقلته لعدة أشهر عام 2018 كورقة ضغط على لندن من أجل التخلي عن طرح قرار يدين حرب أبو ظبي الإجرامية على اليمن.

وقال تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية إن الإمارات واحدة من دول تعمدت بشكل متزايد توقيف الباحثين والأكاديميين، الذين تعتبرهم أوراق مساومة قيّمة في خلافاتها مع الغرب.

وحذّر المؤرّخ لدى معهد العلوم السياسية في باريس جان-بيار فيليو من أن “المخاطر التي يواجهها الباحثون حاليًا في دول الشرق الأوسط وعلى رأسها الإمارات غير مسبوقة”.

وفي أيار/مايو 2018، أوقفت السلطات الإماراتية الباحث الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز وأبقته قيد الحبس الانفرادي لشهور قبل بدء مدة محكوميته بالسجن المؤبّد.

وأطلق سراحه بعد أقل من أسبوع من صدور الحكم بحقه وتزامنًا مع تخلّي الأمم المتحدة عن قرار رعته بريطانيا كان يطالب بوقف العملية العسكرية التي تقودها الإمارات والسعودية في اليمن.

وقبل إطلاق سراحه بعدّة أيام، كتب مدير معهد أبحاث الأزمات في جامعة أكسفورد مارك ألموند في صحيفة “ذي تلغراف” “قد يكون السيّد هيدجز ورقة الضغط التي يستخدمونها لإجبار لندن على التراجع عن قرار في الأمم المتحدة يدعو لوقف الحرب في اليمن”.

واتّفق فيليو مع هذا الرأي قائلاً “شاءت الأقدار ان يتم إطلاق سراحه بينما تم التخلّي عن المبادرة البريطانية” في إشارة إلى الابتزاز الذي مورس من النظام الإماراتي ضد لندن.

لكن محللين يشيرون إلى أن الحملة الأمنية ضد الأكاديميين في عدة دول أبرزها الإمارات تأتي في وقت تزداد أهمية أعمال البحث على الأرض لفهم التجاذبات السياسية والاجتماعية التي تحرّك مجرى الأحداث في الشرق الأوسط.

ويقول خبراء غربيون إن الإمارات واحدة من الدول التي يقودها نظام يشعر بالذعر من فكرة أن الناس قد يعرفون ما الذي يجري في بلدهم.

وبحسب فيليو، “تمنع القوى والمنظمات التي تدرك بشكل كامل أن البحث بإمكانه مواجهة الأكاذيب والدعاية المستخدمة لزرع الرعب في أوساط شعوبها”.

يذكر أن ماثيو هيدجز طالب الدكتوراه بجامعة درم، احتجز في الإمارات عندما اعتقل في مطار دبي بعد زيارة لمدة أسبوعين لإجراء بحث.

وقالت أسرته إن الأدلة المقدمة ضده تضمنت ملاحظات بشأن البحث.

وبعد خمسة أشهر من احتجازه بشكل تعسفي أفرجت السلطات الإماراتية عن هيدجز ب”كفالة” بعد أن أجبر على توقيع اعتراف مكتوب باللغة العربية لم يكن يفهمه.

وقالت أسرته إنه عانى من تدهور صحته البدنية والنفسية أثناء فترة اعتقاله.

وفي نوفمبر الماضي قال هيدجز إن ترويج الإمارات لنفسها على أنها “واحة التسامح” مجرد “وهم وادعاء كاذب”.

ونشرت صحيفة غارديان مقالا لهيدجز في ذكرى مرور عام كامل على إطلاق سراحه، قال فيه إنه اعتُقل في الإمارات سبعة أشهر في زنزانة انفرادية، وعاش ظروفا مروعة ومُنع من التواصل مع محاميه

وأضاف أنه تلقى دعما محدودا من الخارجية البريطانية، وأيقن أن بلاده تضع مصالحها التجارية والسياسية فوق حقوق الإنسان وحقوق مواطنيها.

وأشار إلى أن المعتقل الذي احتجز فيه لم يكن سوى غرفة دون نوافذ في مجمع مكاتب إدارية بالإمارات، وإنه ظل طوال الشهور الستة الأولى من اعتقاله يخضع للاستجواب، وحُرِم من التواصل مع أي محام، ومن الحصول على المساعدة القنصلية المناسبة من سفارة بلاده.

وتابع “لقد عانيت مرارا من الخضوع لاستجوابات مؤلمة، وفي نهاية الأمر حُكم عليَّ بالسجن مدى الحياة وأجبروني على التوقيع على اعتراف كاذب”.

ولفت إلى أن حالته ليست الوحيدة “فالعديد من زوار الإمارات عانوا من قوانينها غير المنطقية والانتقامية”.

والإمارات تصور نفسها للعالم على أنها مركز سياحي وتجاري لكنها لا تتسامح مع الانتقاد العلني لسياساتها أو أسرها الحاكمة ولها سجل أسود بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان داخليا وخارجيا.