موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

محمد بن زايد ونبوءة لوحة “ميخائيل يهزم الشيطان”

91

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية بموجة من الانتقادات والضحك والسخرية رافقت التغريدات والأخبار التي تقول إن الرسام الإيطالي برونو أماديو والمشهور باسم جيوفاني براغولين، اعتمد على وجه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، لإنجاز لوحة “ميخائيل يهزم الشيطان” عام 1981.

وفيما لم يتسن التأكد قطعيا من مدى صحة الخبر فإن التشابه الحاصل في شخصية الشيطان في اللوحة ومحمد بن زايد واضح للعيان ولا يمكن إنكاره.

وغالبا هي نتيجة نبوءة فنيّة أنتجتها مخيلة فنان، في محاولة لتوصيف سوق الفن في الإمارات ولوفر أبوظبي، و كل هذه الفقاعة.

كما أنه نبوءة فنية لإبراز حقيقة محمد بن زايد المقلب منذ سنوات بأنه شيطان العرب بسبب جرائمه وانتهاكاته ودعمه الثورات المضادة والحروب والتدخلات العسكرية.

مراقبون سخروا من الغضب الإماراتي على اللوحة وما يمكن التخوّف منه هو شراء أبو ظبي لكافة لوحات جيوفاني وإخفاؤها، أو التجسّس على الرسام الإيطالي باستخدام بيغاسوس وإلصاق فضيحة ما به.

وإذ أن القائمة تطول لردات فعل محتملة من الإمارات، إذ لا يمكن التكهن برد الفعل الذي يمكن أن تقوم به سلطات أبوظبي، فمن يخطف الأميرات ويتجسّس على النشطاء والصحفيين ويسحق الشعوب والمدنيين لا يستبعد عنه شيء.

وعلى مدار سنوات حكمه، كرس محمد بن زايد نفسه شيطان العرب وأسوأ حكامهم، فهو مجرم حرب ملاحق قضائيا في عدة غربية بتهم ارتكاب جرائم قتل وتعذيب ضد المدنيين في اليمن وليبيا ودول أخرى.

ويعرف عن بن زايد بأنه قائد الثورات المضادة في ظل مساندته الحكام المستبدين والعسكر لإفشال ثورات الربيع العربي ونشر الفوضى والتخريب خدمة لأجنداته.

كما أنه مغتصب للسلطة بعد أن زور ولاية عهد أبو ظبي ليستولي على السلطة في الإمارات وعزز سلطاته بالإقصاء والتهميش لحكام الدولة.

فضلا عن ذلك بأنه محمد بن زايد ديكتاتور قمعي اعتقل العشرات من الشخصيات السياسية والأكاديمية ونشطاء حقوق الإنسان عقابا على مطالبهم بالإصلاح.

وولي عهد أبو ظبي متورط بالفساد بعد أن ارتبط اسمه بفضائح فساد مالي داخل الإمارات وخارجها وحول أبو ظبي إلى مأوى للفاسدين الملاحقين قضائيا.

سجل ملطخ بالتطبيع

ولدى محمد بن زايد سجلا ملطخا بعار التطبيع والتحالف الشامل مع إسرائيل.

وشرع بن زايد منذ سنوات بالهرولة نحو التطبيع المجاني مع إسرائيل دون أن يمثل في ذلك الشعب الإماراتي.

ويجمع مراقبون أن بن زايد خان قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتقارب مع العدو المحتل للأراضي الفلسطينية، دون أي مبرر.

إلا الانصياع لأوامر الكفيل الأمريكي الذي يفرض النظام الإماراتي ومسئوليه على رأس الإماراتيين رغماً عنها.

تطبيع كاشف وفاضح

إن الهرولة العلنية نحو التطبيع كانت كاشفة وفاضحة لمحمد بن زايد وزادت تعرّيته أمام الشعوب العربية والإسلامية.

وأبانت أنه لا يسعى إلا للسلطة، والهيمنة على مقدرات الأمة، في ظل حرمانه الإماراتيين من الحرية والديمقراطية.

ويتعاون بن زايد مع العدو لخدمة مصالحه منذ زمن بعيد، ولذلك أعلن عمّا كان يخفيه، ويسعى إليه في الخفاء.

سنوات من التعاون

ينطلق بن زايد في تكريس التطبيع من هدف حماية نظامه وتقريبه من واشنطن، بغض النظر عن موقف الفلسطينيين وموقف شعبه من التطبيع.

وهو خالف الحقيقية التاريخية لشعب الإمارات باعتبار إسرائيل دولةً عدوة، والتزامه برفض كل أشكال التطبيع معها قبل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

وفي آذار/مارس 2002، تبنّت قمة بيروت العربية مبادرة السلام التي أطلقها ولي عهد السعودية في حينه عبدالله بن عبدالعزيز.

وطرحت المبادرة سلاماً كاملاً مع الدول العربية، بشرط انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما في ذلك الجولان.

وعلى الرغم من وجود تاريخ طويل من العلاقات السرية بين دول عربية عديدة وإسرائيل، واستمرار الأخيرة في رفضها بنود المبادرة العربية.

فإن خطوات التطبيع من بن زايد أخذت منحى متسارعاً وعلنياً في الآونة الأخيرة.

ويجري هذا التطبيع على عدة مستويات، اقتصادية، وتجارية، وأمنية، وعسكرية، وثقافية، ورياضية.

إذ تنامى نسق التطبيع التجاري والاقتصادي بين إسرائيل والنظام الإماراتي بوضوح خلال السنوات الأخيرة.

تطبيع استخباراتي

لجأ بن زايد لشراء التكنولوجيا الاستخباراتية المصنوعة في إسرائيل للتجسس على معارضيه السياسيين ومراقبة وتتبع نشاطاتهم.

واشترت الإمارات تكنولوجيا متطوّرة لقرصنة الهواتف النقالة بغرض التجسس على معارضيها وخصومها.

وعسكرياً شاركت الإمارات في تمارين عسكرية إلى جانب إسرائيل من أهمها تمرين العلم الأحمر (Red Flag).

وهو تمرينٌ متقدّم على القتال الجوي، تُشرف عليه القوات الجوية الأمريكية.

وعام 2019، شارك سلاح الجو الإماراتي مع إسرائيل في تدريبات عسكرية تعرف باسم إينيو هوس (Iniohos) في اليونان.

وعلاقة الإمارات مع إسرائيل باتت تتجاوز مسألة التطبيع إلى التحالف والخدمات المتبادلة، وذلك ليس في مواجهة إيران.

فأبوظبي تعرف أن إسرائيل لن تواجه إيران من أجلها، بل في التنسيق والتعاون على التأثير في سياسات الولايات المتحدة في المنطقة.

مؤامرات النفوذ

وبينما تقود الإمارات تحت نهج محمد بن زايد قاطرة التطبيع يزيد مؤامراته لبسط نفوذ أبوظبي عبر مساحات واسعة من منطقة الشرق الأوسط، وشمال وشرق إفريقيا.

وذلك من مدخل اقتصادي يتحول في معظم الأحيان إلى مخابراتي، وأحياناً إلى عسكري وسياسي، وذلك عبر نشر ميليشيات مسلحة وقوى سلفية، وجيوش من المرتزقة هنا وهناك.

إن الدور الذي يحاول ولي عهد أبوظبي لعبه تجاوز قدرات وإمكانات ومكانة بلده، وهو ما يعني أن لعبة النفوذ والسيطرة قد تنقلب عليه في أي وقت.

فالكلفة المتعاظمة للتدخل خارج الحدود، وفي صراعات وأزمات ذات حساسية عالية كبيرة جداً.

ليس فقط مالياً، بل، وهو الأهم والأخطر، أمنياً واستراتيجياً، خصوصاً مع تعاظم السخط الشعبي على سياسيات الإمارات في أكثر من بلد ومنطقة.

وترى الإمارات، بعد أن توغلت في أزمات عديدة، وحمّلتها الشعوب العربية مسؤولية فشل ربيعها.

وترى كذلك أنها سفكت دماءهم ودمرت أوطانهم، أن إسرائيل قد تشكِّل أفضل حام لها في هذه الظروف!.