موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تدعم ميليشيات حفتر في ليبيا بمعدات عسكرية ومرتزقة

204

تواصل دولة الإمارات دورها العدواني لنشر الفوضى والتخريب في ليبيا عبر دعم ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر بمعدات عسكرية متطورة ومرتزقة وسط تحذيرات جسيمة من انتهاكات لحقوق الإنسان بحق المدنيين الليبيين.

وأكدت مصادر ليبية في الساعات الأخيرة استقبال معسكرات ميليشيات حفتر المزيد من المقاتلين المرتزقة ومعدات عسكرية متطورة من جانب حلفائه في أبوظبي.

وقال مصدر برلماني من طبرق مقرب من قيادة حفتر، إن قاعدتي الجفرة، المجاورة لهون وسوكنه، أصبحتا مرتبطتين بجسر جوي مع قاعدة الخادم شرق البلاد، واستقبلتا من بين الدعم العسكري الإماراتي الجديد معدات دفاع جوي سيتم نقلها إلى مواقع قريبة من طرابلس.

وتهدف هذه التعزيزات، التي ستتركز على نشر دفاعات جوية بالمنطقة الغربية، إلى تحييد خطر الطيران المسير التابع لقوات حكومة الوفاق وإنقاذ الأوضاع في قاعدة الوطية الجوية التي باتت خارج الخدمة بعد استهدافها لأكثر من مرة.

وأشار البرلماني إلى أن حفتر يسابق الوقت لتعزيز قواته على الأرض بعد رفض مقاتلي فاغنر الروسيين المشاركة في القتال وتهديدهم بالانسحاب إذا لم يحم حفتر أجواء مواقعه ومعسكراته.

وجراء الجمود والمراوحة العسكرية التي تعيشها قوات حفتر في محيط مدينتي طرابلس وسرت، أكد مصدر برلماني من طبرق، أن معسكر الشرطة العسكرية في هون (650 كم جنوب غرب طرابلس) ومقر رحبة الدروع في مدينة سوكنه المجاورة لهون، أصبحا مكانين لتحزين الإمدادات العسكرية الجديدة القادمة من معسكرات حفتر من الشرق الليبي.

ويرى مراقبون أن المعركة في ليبيا تشهد تحولا استراتيجيا بعد أن أصبحت مواقع حفتر هدفاً سهلاً لسلاح الجو التابع لحكومة الوفاق، وأن توسعة رقعة الضربات الجوية إلى خارج طرابلس تعني فقدان حفتر سيطرته على أجواء ساحة المعركة.

ويؤكد المراقبون أن سلاح الجو لعب دوراً حاسماً ورئيساً في معركة طرابلس عندما عول عليه حفتر بشكل كبير، وأن تراجع سيطرة مليشيا حفتر على الأجواء لا يمكن تفسيره إلا بانشغال حلفائه، وخصوصاً الإمارات بمقاومة كورونا على أراضيها، ما جعل حفتر يكثف من خروقاته للتغطية على ضعف قواته على الأرض.

وقلبت عملية عاصفة السلام موازين المعركة، كما أن انشغال داعمي حفتر بمقاومة كورونا في أراضيهم هيأ الظروف لقوات الحكومة لتسيطر على الأوضاع وتستهدف دفاعات حفتر وتحقق تقدمات هامة، الأمر الذي يبدو أنه أجبر داعمي حفتر، ومنهم الإمارات، على العودة إلى أرض المعركة.

وهدف أبوظبي الحالي هو دعم حفتر في مواقعه وحماية معسكراته الرئيسة، خصوصاً أن خطر طيران قوات الحكومة بات قريباً من قاعدة الجفرة التي تُعد غرفة القيادة المركزية للمعركة.

ويشير أحدث تصاعد للمواجهات منذ منتصف آذار/مارس الماضي إلى عدم وجود أي إشارات على تراجع الصراع مع استمرار القتال والقصف على عدة جبهات دون تحقيق أي طرف لمكاسب حاسمة.

ويدور الصراع في ليبيا بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني) بقيادة خليفة حفتر وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا التي تسيطر على العاصمة طرابلس وبعض الأجزاء الأخرى بشمال غرب البلاد.

ويتحدى هذا التصعيد مناشدات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية بوقف إطلاق النار للسماح للنظام الصحي الليبي المنهك بسبب الحرب بالاستعداد لمواجهة فيروس كورونا مع ظهور 21 حالة إصابة مؤكدة بأنحاء البلاد.

ويوم الاثنين الماضي أصابت مقذوفات مستشفى الخضراء في أبو سليم وهي منطقة تسيطر عليها حكومة الوفاق قرب أحد خطوط المواجهة مما تسبب في أضرار ودفع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى التنديد “بالانتهاك الصريح للقانون الإنساني الدولي”.

واستهدفت طائرات مسيرة مقدمة من تركيا في الأيام القليلة الماضية خطوط إمداد لقوات شرق ليبيا بحسب ما أعلن الجانبان، وقصفت شاحنات. ويوم الأحد استهدفت طائرة قالت حكومة الوفاق إنها كانت تحمل أسلحة بينما قالت قوات شرق ليبيا إنها كانت تحمل إمدادات طبية.

ويرى خبراء ليبيون أن استمرار خروقات حفتر للهدن والمطالب الدولية لوقف الحرب التي وافق عليها يكشف سعيه للتغطية على الضعف الكبير الذي تعاني منه قواته في محيط طرابلس وسرت.

ورغم استنكار البعثة الأممية في ليبيا استهداف مستشفى الخضراء، وسط طرابلس والمخصص لاستضافة المصابين بفيروس كورونا، إلا أن عدم تسميتها للطرف المتورط في الحادث شجعه على معاودة قصف المستشفى ليلاً، كما يقول باحثون ليبيون.

وقدر بيان البعثة الأممية أنه تم إغلاق 14 مرفقاً صحياً بسبب قربها من خطوط المواجهة العسكرية، مشيراً إلى أن 23 مرفقاً آخر معرضة للإغلاق بسبب إمكانية تعرضها لأضرار.

ولم يعد حفتر يهتم بالنداءات الدولية ولا الإنسانية بقدر ما يهمه استغلال هذا الانشغال لتقوية جبهاته فيما أن معاودة قصف المستشفى يعني أنه قصف متعمد وليس عشوائياً.