موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: ازدواجية الإمارات تفضح مؤامراتها العدوانية في ليبيا

237

تفتضح ازدواجية سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بالشأن الليبي حجم مؤامراتها العدوانية لتعزيز الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد ضمن خططها للتوسع والنفوذ.

ويبرز مراقبون أن الإمارات تعتمد سياسة التعامل بأكثر من وجه فيما يتعلق بالشأن الليبي، إذ تعترف إعلاميا ورسميا بالحكومة المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج سياسيا فيما تدعم مليشيات خليفة حفتر عسكريا.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي صلاح البكوش أن إسقاط حكومة الوفاق طائرة إماراتية مسيرة تقاتل مع حفتر بعيد عودة رئيسها من قمة للتضامن مع الرياض وأبو ظبي ليس بالأمر الجديد.

واستدل على ذلك بالتذكير بالتدخل الإماراتي عن طريق قصف الليبين سنتي 2015 و2016، وذكر بالقصف الإمارتي على ليبيا في أبريل/نيسان الماضي، كما أشار إلى تطوير قاعدة جوية إمارتية شرق بنغازي كما هو موثق في تقارير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن.

واعتبر أن الجديد بالأمر هو الاستمرار في الهجمات في ظل دعوة  ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى عملية سياسية باعتبارها الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية.

وأبدى استغرابه من عدم التعجب لدعم الإمارات لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وخروج مؤتمرات عربية وصفها “بالمهزلة” ببيان تنتقد فيه إيران بشأن تدخلها في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى، متسائلا بدوره عن تدخل الإمارات والسعودية ومصر في الشؤون الليبية.

بدوره اعتبر الكاتب المتخصص في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد الصيام  تعامل الإمارات مع حفتر عسكريا وسياسيا مع السراج ازدواجية معايير معهود بها في المجتمع الدولي.

وأوضح أن الاعتراف بشرعية السراج ودعم حفتر في السر يعد اختراقا للقانون الدولي، مشيرا إلى صراع الإيديولوجيات بين الدول المتخدلة في ليبيا، بين من يريد أن يكون انتقال ديمقراطي، ومن يدعم قائد عسكري دكتاتوري يضمن مصالحهم وأهدافهم الخاصة.

وأشار الصيام إلى أن الليبين أنفسهم قادرون على تمويل حروبهم، لما تزخر به ليبيا من إمكانيات محلية.

في المقابل، ذهب الكاتب الصحفي مجدي شندي إلى أن المسألة الليبية لها بعد خاص يتمثل في قتال الجماعات الإرهابية التي تقاتل في ليبيا مرة مع حفتر وتارة أخرى مع السراج.

وأفاد بأن هناك أطرافا إقليمية كثيرة تعتبر أن الأراضي الليبية تشهد حربا بالوكالة، داعيا إلى الاحتكام إلى التفاوض ورفع الأيدي الخارجية عن ليبيا.

وتأكيدها لدورها الإجرامي والتخريبي في ليبيا، أسقطت قوات حكومة الوفاق الليبية عبر الدفاعات الجوية التابعة للمنطقة العسكرية الغربية طائرة إماراتية من دون طيار جنوب طرابلس.

وتناقلت وسائل الإعلام فيديوهات وصوراً تظهر حطام طائرة مسيّرة تحمل علم دولة الإمارات، قالت إن قوات عملية “بركان الغضب” أسقطتها، فجر اليوم جنوب طرابلس.

ومؤخرا كشف تقرير تلفزيوني عن تنسيق سري بين دولة الإمارات وإسرائيل لدعم هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس التي يقع فيها مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وبثت قناة الجزيرة الفضائية ضمن برنامج “المسافة صفر” صور فضائية وبيانات لحركة طائرات عسكرية إبان هجوم ميليشيات حفتر على طرابلس  بما في ذلك استعانة قوات حفتر بطائرتين تابعتين لشركة كزاخية-إماراتية للقيام بمهمات في ليبيا.

وتبين أن الطائرتين -وهما من طراز إليوشن 76 للنقل والدعم اللوجستي- تقومان برحلات شبه منتظمة بين مصر وإسرائيل والأردن وليبيا، مع اتباع نمط التخفي من حين إلى آخر.

ظهرت إحدى الطائرتين في صورة فضائية ملتقطة يوم 13 أبريل/نيسان الماضي في قاعدة الخادم الجوية الإماراتية شرق بنغازي.

وقد وثق مصدر محلي وصول الطائرة إلى القاعدة في إحدى المرات برقم تسجيل محدد، ومع تتبع هذا الرقم تم رصد مسار مريب تتنقل فيه الطائرة بشكل شبه منتظم بين مصر وإسرائيل والأردن، وذلك قبل ظهورها في ليبيا وبعد ذلك.

وبمواصلة التحقيق، لوحظت طائرة أخرى من الطراز نفسه تتبع نمط التخفي من حين إلى آخر وتتنقل في المسار نفسه.

وظهرت هذه الطائرة يومي 12 و19 أبريل/نيسان في قاعدة الجفرة التابعة لقوات حفتر، كما ظهرت في قاعدة بنينا جنوب شرق بنغازي يوم 2 مايو/أيار الجاري.

وبالبحث وراء الطائرتين تبين أنهما مسجلتان في كزاخستان تحت اسم شركة “إير ألماتي” قبل أن تغير اسمها إلى “سيغما للطيران”.

وتبين أن الوكيل التجاري لسيغما للطيران هو شركة إماراتية تدعى “ريم ترافل” وتمتلك 49% من أسهم شركة سيغما.

ووفقا لما يرد في موقع شركة سيغما، فإن طائرتها يمكن أن تستخدم لشحن مروحيتين من طراز “إم آي 8” أو خمس سيارات دفع رباعي، إضافة إلى الحاويات بمختلف مقاساتها.

ويبدو أن قوات حفتر تعتمد على الطائرة إليوشن بشكل كبير في عملياتها العسكرية، لظهورها وتنقلها كثيرا بين قواعدها العسكرية.

وقد ظهرت إحدى الطائرتين في فيديو نشرته قوات حفتر في مطار قاعدة تمنهنت جنوب ليبيا وهي محملة بشحنة أموال طائلة، وتم التعرف عليها بعد التدقيق في رقم التسجيل تحت جناح الطائرة، وهو “يو بي آي 7645”.

وكشف التحقيق أيضا عن قيام طائرتي تجسس ورصد مستأجرتين لصالح الاستخبارات الفرنسية بعمليات استطلاع فوق ليبيا.

كما تظهر البيانات قدوم طائرة شحن عسكرية مصرية إلى ليبيا يوم 15 أبريل/نيسان.

يشار إلى أن قوات حفتر تشن هجوما عسكريا على طرابلس منذ بداية أبريل/نيسان، لكنها فشلت في اقتحام تحصينات أقامتها قوات حكومة الوفاق حول المدينة.

ويحظى حفتر بدعم قوي من فرنسا والإمارات ومصر والسعودية، ويشن غارات جوية على مواقع مدنية وعسكرية تابعة لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.

والشهر الماضي أظهر تقرير سرّي أنّ خبراء للأمم المتحدة يحقّقون في ضلوع دولة الإمارات عسكرياً في النزاع الدائر في ليبيا حيث أُطلقت في نيسان/أبريل صواريخ من طائرات مسيّرة صينية الصنع يمتلك مثلها الجيش الإماراتي.

وبحسب التقرير فإنّ الصواريخ التي قصفتها الطائرات المسيّرة في الضاحية الجنوبية لطرابلس يومي 19 و20 نيسان/أبريل هي صواريخ جو-أرض من طراز “بلو آرو” وذلك استناداً إلى شظايا درسها الخبراء الأمميّون.

ولا تمتلك هذا النوع من الصواريخ إلّا ثلاث دول هي الصين وكازاخستان والإمارات العربية المتّحدة، ذلك أنّ هذه الصواريخ تطلقها حصراً طائرات بدون طيار تنتجها شركة وينغ لونغ الصينية.

ولفت التقرير إلى أنّ “مجموعة الخبراء تحقّق في الاستخدام المحتمل لمتغيّرات من طائرة وينغ لونغ المسيّرة من قبل الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر، “أو من قبل طرف ثالث داعم للجيش الوطني الليبي”.

وبحسب التقرير فإنّه “من شبه المؤكّد” أنّ هذه الصواريخ لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنّعة أو من الصين.