موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مؤمنون بلا حدود.. ذراع إمارتي مشبوه في مواجهة الإسلام السياسي

203

توالت مجموعة من المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عقب ثورات الربيع العربي 2011م من طرف بعض الدول التي ساهمت في إجهاضه بشكل أو بأخر محاولة بذلك إسكات أصوات الشعوب ممن تاروا ضد حكامهم الذين اتصفوا بالظلم والديكتاتورية والاستبداد، ومن بين تلك الدول التي ساهمت في إنهاء الربيع العربي وإسكات صوت الشعوب المقهورة والمظلومة نجد دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر عدوة الربيع العربي وعرابة الحداثة والعلمانية.

حاولت الإمارات في السنوات الأخيرة بشتى الوسائل والطرق التخلص من الربيع العربي، وذلك بتمويل الثورات المضادة بكل ما أوتيت من قوة، فمثلا قامت بتمويل الانقلاب العسكري في مصر ودعمت ركائزه ماليا ودبلوماسيا، نفس الأمر في ليبيا حيت قامت الإمارات بتمويل الإنقلابي خليفة حفتر على الحكومة الشرعية المنتخبة من طرف الشعب.

غير أنها ليست وحيدة في ذلك بل نجد معها دولة السعودية المتمثلة في شخص محمد بن سلمان المتهور الذي لا يعرف نتائج القرارات التي يتخذها والإمارات في شخص محمد بن زايد الذي عرف من أين تُأكل الكتف، هذان الشخصان حاولا بكل قوتهما القضاء على ما يسمى الإسلام السياسي وما يدور في فلكه، كجماعة الإخوان المسلمين مثلا والتي تُصنفها كل من الإمارات والسعودية كجماعة إرهابية مع العلم أن لهم تاريخ مشترك قبل صعود هاذين الاثنين.

وفي هذا الصدد حاولت الإمارات مواجهة وملاحقة الإسلام السياسي حيتما راح وارتحل بطريقة نعمة سلسة وذلك بتمويل منظمات وهيئات وجمعيات ومؤسسات، ومن ذلك مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” فما هدفُ هذه المؤسسة؟ وما هي الظروف والوقت التي نشأة فيها؟

إن المتتبع لتاريخ المؤسسة وإن كان قصيرا، إلا أنه يجد أشياء كثيرة ومن ذلك ظهورها المفاجئ وانتشارها بشكل غريب في أوساط عربية وإسلامية على غرار باقي المؤسسات.

ومن ذلك أيضا ما قد يثير استفهام المتتبع لهذه المؤسسة على أنها ما تلبث إلا أن تدخل في سجال وشذ وجدب في قضايا تخالف اتجاهها البحثي والعلمي، غير أن الشيء الذي أظهر حقيقتها بشكل واضح هو ما وقع مع رئيس مجلس الأمناء يونس قنديل في الأردن بحيث تفجأ الحاضرون للمؤتمر بخبر اختطافه وتعرضه للتعذيب والضرب.

تحاول الإمارات من خلال شن هذه الحملات المضادة للقضاء على الإسلام السياسي من خلال مؤسسة مؤمنون بلا حدود التي أنشأتها عام 2013 لتكون ضمن أجهزة القوة الناعمة التي تعتمد عليها.

لكن سرعان ما أعلنت الشرطة الأردنية العثور عليه في حالة مزرية مكتوب على ظهره بالسكين “مسلمون بلا حدود” واتهمت المؤسسة خصومها أي التيارات الإسلامية، لكن بعد استمرار التحقيق الأمني في الأردن ظهرت المفاجأة وهي اعتراف ابن أخت يونس قنديل حيث قال أن خاله طلب منه الاشتراك في اختراع هذه القصة، وليعترف بعد ذلك هو بنفسه بقوله أنه كان يبحث عن الإثارة والفتنة السياسية وإلقاء التهمة على جماعة الإخوان المسلمين، وليتضح بعد ذلك أن جماعة الإخوان المسلمين بريؤون من هذه القضية براءة الذئب من ذم يوسف، والتأكد على أن مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” تتأمر على نفسها، وفقدت بذلك مصداقيتها في الأوساط العربية والإسلامية بحيث أطلاق المغردون هاشتاغ على توتير بعنوان “كاذبون_بلا_حدود”.

وفي هذا الصدد قام مجموعة من الطلبة المنتسبون إلى جماعة الإخوان المسلمين والمعروفة في المغرب بمنظمة التجديد الطلابي في لقاء جمعهم مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “أحمد الريسوني” وتزامن ذلك مع تعينه في هذا المنصب خلفا للقرضاوي، حيث سأله أحد الطلبة عن منظمة “مؤمنون بلا حدود” لينطلق في هجومه المكثف على هذه المنظمة ووصفها بأنها “تبدأ بالإيمان لتنتهي بالإلحاد” معتبرا أن لها دور خطير في المجتمع، إلا أنه لم يكتفي بذلك فحسب بل دعاها للاعتذار عن دعوته للمشاركة في فعاليتها وفقا لمصدر العمق المغربي.

وقد قال الاستاذ محمد الهلالي مدير المركز المغربي للدراسات “أن مؤسسة مؤمنون بلا حدود مدعومة من الإمارات لمحاصرة فكر التجديد والردة على الربيع العربي”، وتعتبر مدينة الرباط المقر الرئيسي للمؤسسة في المغرب ولها عدة فروع ومكاتب في بعض الدول العربية، وتزامن تدشين هذه المؤسسة مع الانقلاب العسكري في مصر، كرد على ثورات الربيع العربي، وتهدف المؤسسة إلى ترسيخ قيم العلمانية ونشر فكر التنوير في الأوساط الاجتماعية وإعطاء الدين طابعا حداثيا تهدف من خلالها القضاء على الإسلام السياسي.

وفي هذا الصدد نشر موقع المؤسسة مقال بعنوان “العلمانية بوصفها فهما للدين” فقد أورد الكاتب في مقاله أن القرآن والكتب السماوية نزلت من السماء باعتبارها رسالة من الله إلى الإنسان على نحو فردي، ولا علاقة لها بسلطة أو جماعة، وأن هذا التدخل بين الله وبين الإنسان يفسد الدين ويضلل المؤمنين”.

تحاول الإمارات من خلال شن هذه الحملات المضادة للقضاء على الإسلام السياسي من خلال مؤسسة مؤمنون بلا حدود التي أنشأتها عام 2013 م لتكون ضمن أجهزة القوة الناعمة التي تعتمد عليها لتفكيك سرديات ما يسمى الإسلام السياسي ومساندة الأنظمة المستبدة في صراعها مع الشعوب، واستهداف جماعة الإخوان المسلمين الذين هم أكثر القوى السياسية العربية فعالية وتنظيما بحيث يكون القضاء عليهم مقدمة للقضاء على كافة الاتجاهات السياسية الأخرى.

وفي الختام إن ما تقوم به مؤسسة مؤمنون بلا حدود التي ترعاها الإمارات كرد على ثورات الربيع العربي لا تجدي نفعا بلا تزيد من نشاط الجماعات الإسلامية السياسية هذا من جهة ومن جهة أخرى تحاول مساندة الأنظمة المستبدة والظالمة والدكتاتورية على شعوبها، إضافة الى أن التخطيط الذي قامت به الإمارات في قضية يونس قنديل محاولة بذلك التغطية على قضية جمال خاشقجي لم تجد أي نفع بل ساهمت في فقدن المؤسسة لمصداقيتها التي حاولت كسبها عبر سنوات، وإن المتأمل في من خطط لهذه القضايا أي قضية جمال خاشقجي ويونس قنديل بهذه الطريقة الغبية، لدرجة أنه لم يتحدى المنطق فحسب بل نسفه نسفا، ولا نجد من خطط لهذا سوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن أقل ما يقال على هذه المؤسسة أنهم “ملحدون بلا حدود”.