موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

ناشطة حقوقية دولية: محمد بن زايد ذو شخصية مضطربة مناهضة للديمقراطية

332

وصفت ناشطة حقوقية دولية ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بأنه ذو شخصية مضطربة مناهضة للديمقراطية والحريات.

وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي في مداخلة تلفزيونية إن محمد بن زايد هاجسه الديمقراطية والحركة الإسلامية.

وأضافت ويتسن أن محمد بن زايد “لأسباب نفسية عميقة بشخصيته المضطربة ويظن أن بإمكانه السيطرة على الدول المحيطة”.

وأشارت إلى أن الإمارات تحت حكم محمد بن زايد “دولة صغيرة بمصادر وإمكانات كثيرة، تريد السيطرة على المنطقة”.

وأعربت ويتسن عن اعتقادها بوجود دعم خفي وثيق من محمد بن زايد للانقلاب الأخيرة في تونس ضمن قيادة أبوظبي الثورات المضادة.

ويمثل محمد بن زايد واجهة للاستبداد والحكم بالقمع الشامل بقضبة أمنية تسحق الحريات وتمنع أي معارضة سلمية.

ووصف الصحفي المخضرم روبرت وورث الكاتب في مجلة نيويورك تايمز الأمريكية، محمد بن زايد بأنه عدو ثورات الربيع العربي والمناهض الأبرز للمطالبة بالديمقراطية.

وقال وورث إن بن زايد يرى أن لمنطقة الشرق الأوسط خيارين لا ثالث لهما: إما سلطة أكثر عنفا أو كارثة حتمية.

وأضاف أن بن زايد قمع داخل الإمارات أي مطالب بالإصلاح السياسي وأسس دولة تتمتع بأحدث وسائل الرقابة، ليرصد أي ميول معارض له.

رعاية أمريكية خاصة لمحمد بن زايد

في 1991، عندما جمع جورج بوش الأب ائتلافا لطرد الرئيس العراق الأسبق صدام حسين من الكويت، أثار تحمّس زايد للمشاركة في هذه العملية إعجاب البنتاغون.

بعدها، شرعت قيادات عسكرية أمريكية في تدريب محمد بن زايد، الذي أصبح ضابط جيش وسرعان ما برز لكونه الأكثر طموحا وتأهيلا من أبناء زايد.

فقد قال بروس ريدل، وهو مسؤول قديم في وكالة المخابرات المركزية يعمل اليوم كمحلل في مؤسسة بروكينغس: “كان عفويا وذا مستقبل واعد وقادرا على قيادة البلد. لذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية الاهتمام به واحتضانه”.

يبدو أن السحر الأمريكي كان ناجعا، فقد صرفت الإمارات المليارات لشراء الطائرات الأمريكية الخاصة والأسلحة، ويؤكد زوار مكتب بن زايد أنه يحتفظ بأكوام من المجلات العسكرية المختصة.

وفي مطلع التسعينات، أخبر بن زايد ريتشارد كلارك -الذي كان حينها مساعد وزير الخارجية- بأنه يرغب في اقتناء الطائرة الحربية F-16.

سأله كلارك إن كان يعني النموذج الذي تبيعة الولايات المتحدة لحلفائها، لكن بن زايد أصرّ على أنه يريد النموذج الأخير الذي قرأ عنه في مجلة “Aviation Week” والذي يتمتع بجهاز رادار وأسلحة أكثر تطورا، فأخبره كلارك بأن هذا النموذج لم ينجز بعد لأن السلطات العسكرية لم تقم بعد بالأبحاث والتطويرات اللازمة.

فما كان من بن زايد إلا أن عبر عن استعداده للدفع شخصيا كي يتم ذلك. وقد دامت النقاشات حول هذه الصفقة سنوات، وأغضب إصرار بن زايد بعض مسؤولي البنتاغون.

يقول كلارك: “في نهاية الأمر، نجح بن زايد في الحصول على نموذج أفضل حتى من ذلك الذي تمتلكه القوات الأمريكية”.

وفي العقود الموالية، حرص بن زايد على أن يفهم الأمريكيون أنهم في حال رفضوا مده بما يريد، فلن يتردد في التعاون مع غيرهم، بما فيهم الصينيين، الذين باعوا في السنوات الأخيرة طائرات بلا طيار للإمارات العربية المتحدة بثمن زهيد. لكن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية تبقى إلى اليوم الأوثق على الإطلاق.

منعطف 11 سبتمبر/أيلول

غيرت أحداث 11 سبتمبر/أيلول حياة بن زايد، حيث أظهرت حجم الخطر الإسلامي ومدى إنكار العالم العربي له.

وأخبرني بن زايد كيف استمع باندهاش في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من تلك السنة إلى حاكم عربي كان في زيارة لأبيه في أبو ظبي، وهو يصف تلك الهجمة بكونها عملا من الداخل ساهمت فيه وكالة المخابرات المركزية أو الموساد.

بعد رحيل الزائر، سأل زايد ابنه عن رأيه في الموضوع فأجاب: “أبي، لدينا أدلّة”. وفي خريف تلك السنة، اعتقلت قوات الأمن الإمارتية حوالي 200 إمارتي و1600 أجنبي كانوا ينوون السفر لأفغانستان للالتحاق بتنظيم القاعدة، من بينهم ثلاثة أو أربعة أشخاص كانوا سينفذون عمليات انتحارية.

بعيد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، قام بن زايد بمراجعة جميع نقاط ضعف بلده أمام الخطر الإرهابي.

تقول مرسيلا وهبا، التي عينت كسفيرة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات تلك السنة: “أظن أن أحداث 11 سبتمبر/أيلول جعلته يعيد النظر في الوضع الداخلي للبلاد لتقييم أهم المجالات، من التعليم حتى الاقتصاد. وقد عبرت السلطات الإمارتية تلك المرحلة بطريقة جد منهجية”.

كوّن بن زايد فريقا يعد إخوته وأهم مستشاريه، وعملوا جاهدا -وفق وهبا- لسدّ جميع الثغرات. فقاموا بتسجيل جميع دكاكين الحوّالات [حيث يتم تحويل المال من بلد لآخر] التي يستعملها عادة الإرهابيون، ووضعوا أجهزة اتصال راديو قصيرة المدى على جميع سفن الداو التي كانت تجوب بحر الخليج، وشرعوا في البحث على أفضل طرق لمراقبة الشبكات الإماراتية للتجارة والتمويل المترامية الأطراف.

كان الهدف من كل هذا القبض على الإرهابيين الذين يعبرون من الإمارات، لكن الخطر الإرهابي في الداخل كان حقيقيا كذلك.

ففي السنوات الموالية، نجحت السلطات الإمارتية في إفشال عدد من العمليات الإرهابية التي كانت تخطط لها مجموعات جهادية، لا سيما عملية تفجير ثلاث سيارات أمام نزل بخمسة نجوم سنة 2005.

في نفس الوقت، شن بن زايد حربا على الفكر الإسلامي. كان العديد من الإسلاميين في الإمارات ينتمون إلى جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، التي أسست في السبعينات وكانت بمثابة الفرع المحلي لمنظمة الإخوان المسلمين.

وكان من بينهم آلاف الأجانب، أغلبهم مصريون، استقبلهم البلد قبل عقود لسد احتياجاته ليد عاملة مثقفة وموظفي مكاتب.

في بادئ الأمر، رحّبت العائلات الحاكمة ببروز حركة الإصلاح واعتبروها مجرد مجموعة دينية.

لكن في التسعينات، جعل الإسلاميون من وزارتي التعليم والعدل “دولة داخل الدولة”، وفق العبارة التي استعملها الصحفي الإماراتي سلطان القاسمي، من خلال منهجهم في توزيع المنح الدراسية ودفعهم بالقضاة في اتجاه أكثر تدينا.

تغيير في المنهاج الدراسية

أذن بن زايد بتسريح مدرسين إسلاميين وإعادة كتابة شاملة للمناهج الدراسية. وقد روى أغلب الإماراتيين الذين أعرفهم حكايات صادمة عن معلمين في الصفوف الإعدادية كانوا يمجدون الجهاد المسلح ويصفون لهم فساد الكفار.

وقد فعل بن زايد الكثير ليحصر الدين في الدوائر الخاصة، كما أعطى منبرا لرجال دين من بينهم متصوفون مهمون مثل علي الجفري وعارف علي نايف وحمزة يوسف وعبد الله بن بيّه -وهو موريتاني المولد وأحد أكبر علماء السنّة المعاصرين ويترأس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.

تداعيات حرب اليمن

دمرت الحرب اليمن، لكن أثرها لم يكن هينا أيضا على الإمارات، إذ قتل أكثر من 100 إمارتي في المعارك.

وقد يبدو هذا العدد ضئيلا جدا مقارنة بالكم الهائل من القتلى اليمنيين، لكنه من ناحية الخسائر البشرية يجعل هذه الحرب الأغلى ثمنا في تاريخ الإمارات.

لكن في نفس الوقت، يُرجّح أن وجود أبناء أو أقارب بن زايد وأغلب أمراء الإمارات الست الأخرى في الجبهة -وإصابة بعضهم بجروح بليغة- ساعد السكان في تقبل هذه الحرب.