موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مسئولون عرب يهاجمون بالإمارات “عراب الثورة المضادة”

148

يظهر كبار المسئولين العرب فضبهم من ممارسات دولة الإمارات لاسيما قيادتها الثورة المضادة لموجات الربيع العربي المطالبة بالحرية والتغيير وذلك دعما من أبو ظبي لأطماعها في التوسع والنفوذ وقمع الشعوب العربية.

وبعد أن دعمت الانقلاب العسكري في مصر عام 2013 وتدخلت بشكل إجرامي في اليمن وليبيا وقبلهما سوريا، تتصاعد الاتهامات بالتآمر لقمع الشعوب في دول المغرب العربي.

وصرح الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي أن قوى إقليمية ودولية “تتربص بالثورة التونسية لأنها لا تريد لتونس أن تكون ديمقراطية، وعلى رأس هذه القوى الإمارات.

وقال المرزوقي إن الإمارات وتدخلاتها وغيرها من القوى باتت مكشوفة، مطالبا أبو ظبي والقوى التي تساندها بأن تترك تونس وشأنها، فتونس “لا تتدخل في شؤونهم وعليهم عدم التدخل فيها”.

وأضاف أن انسحاب الإمارات من اليمن وفشلها في محاولة الاقتراب من الجزائر دليل على عدم نجاحها في مساعيها، داعيا التونسيين إلى عدم السماح لـ”قوى الشر بإفشال التجربة الديمقراطية والالتفاف حول دولتهم الوطنية”.

وأفاد المرزوقي بأنه كان على يقين بحصول موجة ثانية من ثورات الربيع العربي مثل الجزائر والسودان، رغم تحذيرات القوى المضادة التي عملت على عدم استمرار هذه الثورات.

وأشار إلى استمرار الثورات في الجزائر والسودان “بل إن هؤلاء تعلموا من ثورة تونس ومن بقية الثورات العربية، ففي الجزائر مثلاً لم يبنوا على القديم وتعلموا من خيبات بقية الشعوب وبالتالي الثورة المضادة في ورطة ولم يبق لها من سند سوى السند الخارجي ولكنها ستفشل”.

وأشار الرئيس التونسي السابق إلى أن الدول الغربية “لا تدافع عن الديمقراطية في الدول العربية وأن دمقرطة العالم العربي ستكون دون الغرب، فالدول الغربية عادت إلى سياستها القديمة، فمثلا في مصر يتم دعم السيسي وكأن لا هم للدول الغربية سوى دعم الدول الدكتاتورية، وهو أمر مرتبط بعيب هيكلي في الديمقراطية والبحث عن المصالح”.

واعتبر أن الدولة الوطنية والديمقراطية “تتم دائما محاولات اختطافها من قبل عصابات ولوبيات، والصراع لا ينتهي والثورة ليست جاهزة بل تتطور على مر الأزمان”، مبينا أنه لا بد من الوقت لتنجح أي ثورة.

في السياق ذاته اعتبر الأمير المغربي هشام العلوي، أن الانتفاضات من أجل الديمقراطية التي تتفاعل في الجزائر والسودان، قد منحت الربيع العربي عمقاً أكبر لأن الأمر يتعلق بحركة مجتمع برمته ولم تعد تقتصر فقط على الشباب، فيما اتهم الإمارات والسعودية بالاستمرار في نشر الفوضى أكثر من دعم الأنظمة الاستبدادية.

وفي مقال في الجريدة الفرنسية الرقمية التي تهتم بالتحليل والفكر (أوريون 21)، قال العلوي إن الموجة الجديدة من الربيع العربي لا تكتفي بإسقاط الرؤساء بل تهدف إلى الحد من دور منظومة الحكم المتشابكة بين الجيش والبيروقراطية والفصائل المحافظة في الدولة نفسها. ويركز في هذا الصدد على عدم امتلاك المؤسسة العسكرية مثل حالة السودان والجزائر كلمة الفصل بل تحاول الرهان على استراتيجيات مختلفة.

ويعالج الأمير المغربي الدور السلبي للثورة المضادة المتمثلة أساساً في السعودية والإمارات العربية.

ويقول “لقد حضت الجبهة التي تتزعمها الإمارات والسعودية في السودان ميليشيا الجنجاويد على مهاجمة الحراك الاحتجاجي. وفِي الجزائر كان رد فعل هذه الجبهة المضادة للثورة على استقالة بوتفليقة أن دفعت خليفة حفتر الى شن حملة السيطرة على العاصمة طرابلس. هدف الجبهة المعادية للثورة هو إحلال الفوضى الشاملة والحيلولة دون حدوث أي تغيير سياسي إيجابي قد ينتقل بعد ذلك الى مراكز الاستبداد الأخرى”.

ويضيف أن الثورة المضادة لم تعد تهدف الى دعم استقرار أنظمة استبدادية بل الدفع نحو نشر الفوضى، مؤكدا على فشل هذه الإستراتيجية في منطقة المغرب العربي بحكم غياب انقسام ديني وأيديولوجي وطائفي.

كما يؤكد فشل الإمارات والسعودية في دعم التيارات الاحتجاجية في الأقاليم لأن حراك الريف في المغرب مثلاً يبحث عن تحسين الأوضاع المعيشية والبحث عن مكانة وطنية وليس الانفصال نهائياً.

ويبرز الأمير المغربي  نقطة رئيسية وهي تنامي حساسية الرفض في المغرب العربي لكل من السعودية والإمارات، ما يجعل مخططاتهما تفشل.

وسبق أن هاجم رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بن كيران في كلمة له أمام عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية المغربي، دولة الإمارات مبيناً أنّها “تتحرش” بالمغرب.

وقال بن كيران إن الإعلام الإماراتي أشاد بالتظاهرات التي خرجت عام 2016 بمدينة الدار البيضاء ضد ما أطلق عليه “أخونة الدولة”، والتي كانت تهدف لإسقاطه من رئاسة الحكومة.

وأضاف بن كيران: إن “تلفزيون الإمارات طبّل لمسيرة ولد زروال وكأنها ديالهم (تخصهم)، ومواقفهم معروفة في هذا الأمر”.

كما تطرق رئيس الحكومة السابق في هجومه على كل من الفريق ضاحي خلفان، نائب مدير شرطة دبي، ومحمد دحلان مستشار ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.

ولفت إلى أنّ “الإمارات فيها أشخاص يتحرشون بنا.. خلفان وجه النحس، ودحلان المسخوط، يتحرشون بنا ويتحدثون عنا، ومع ذلك حين يستدعونني لحفلاتهم أذهب رغم أنه كان بإمكاني عدم الذهاب، وإذا سألني الملك كنت سأقول له: راهوم بسلوا (إنهم تمادوا كثيراً)”.

وعبد الإله بن كيران رئيس الحكومة للمملكة المغربية السابع عشر بين 2011 و2017، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي السابق، وعضو مجلس النواب المغربي منذ 14 نوفمبر 1997، لثلاث ولايات.

وهذه الأيام يتوحد الاتهام الموجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في كل من تونس والجزائر بقيادة الثورة المضادة للتآمر على المطالب الشعبية بالحرية والإصلاح عبر دعم العسكر والشخصيات المشبوهة.

ويتزايد الوعي في صفوف التونسيين يوماً بعد الآخر، بأنّ تأزّم الأوضاع في بلدهم لا يعود فقط إلى خلل في أدوار الطبقة السياسية الحاكمة وفهمها للعبة الديمقراطية وهشاشة المشهد السياسي في إطار الانتقال الديمقراطي، وإنما أيضاً لتدخّل أطراف خارجية تعبث بالمشهد التونسي، من أجل إجهاض التجربة الفتية قبل أن تثمر، بانتهاء الفترة الانتقالية، مؤسسات ديمقراطية مستقلة.

ومع تصاعد الأصوات المنددة بالتدخلات الخارجية التي تقودها قوى أجنبية أو دول عربية، ترتفع أيضاً حدّة الحذر في البلد والحرص على أن تواصل تونس سيرها نحو الاستحقاقين الانتخابيين، البرلماني في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والرئاسي في نوفمبر/تشرين الأول المقبل بسلاسة.

وعزّز ما شهده يوم “الخميس الأسود” في 27 يونيو/حزيران الماضي، من ضربات إرهابية وترويج خبر وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها، فضلاً عن الحديث عن محاولات انقلابية داخل السلطة، من المخاوف على التجربة الديمقراطية في تونس، لا سيما بعد تصريح رئيس البرلمان محمد الناصر، في أول جلسة عامة عقب أحداث الخميس، بأنّ “هناك أطرافاً خارجية تستهدف التجربة الديمقراطية التونسية”.

بدوره، قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد إنّ “تونس مُستهدفة في اقتصادها ومسارها الديمقراطي، قبل أشهر من موعد الانتخابات المُرتقبة”.

كذلك، تحدّث رئيس حركة “النهضة”، راشد الغنوشي، في حوار تلفزيوني أخيراً، عن “وجود خطة أجنبية لإيقاع الشعب التونسي في حالة هلع واضطراب وجمود وشلل”.

غير أنّ شخصيات سياسية تونسية وجّهت أصابع الاتهام مباشرة نحو دول بعينها، على رأسها الإمارات، متهمةً إياها بتعكير الأوضاع في تونس والدفع نحو إحباط التجربة الديمقراطية.

وجاءت أولى هذه الاتهامات على لسان أستاذ القانون الدستوري والناشط السياسي جوهر مبارك الذي قال في حوار على التلفزيون الرسمي أخيراً، إنّ “الإمارات تقف وراء الارتباك الحاصل في تونس”.

وأضاف مبارك أنه “إذا تمّ إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية نهاية هذه السنة، ومرت تونس إلى الديمقراطية الثابتة، يغلق ملف المنظومة العربية الاستبدادية نهائياً، لتخلق (تونس) نموذجاً للشعوب العربية، يتمتّع فيه المواطن بالحقوق والحريات في إطار دولة مؤسسات وقوانين”.

ولفت إلى أنّ “دول الاستبداد العربي على رأسها السعودية والإمارات تخشى أن ينتشر هذا النموذج، لذلك تعمل على إعاقته وإنهائه”.

ورأى المتحدث نفسه أنّ “هذه الأطراف الإقليمية تسيّر مصالحها بالأدوات ذاتها، ليس في تونس فقط، وإنما في ليبيا التي تعيش حالة من التخريب، جراء حرب بين قوى خليجية على أرض ليبية”. ومن وجهة نظره، “لا تستطيع هذه القوى تنفيذ أجنداتها في تونس، إلا بوجوه وعناوين تونسية تتحرّك باسمها”.

وتواترت الاتهامات لدولة الإمارات، لترد أيضاً صراحة على لسان الناشط السياسي، وأحد مؤسسي حزب “نداء تونس”، عمر صحابو، الذي أكّد في حوار تلفزيوني يوم الخميس الماضي، أنّ مسؤولاً إماراتياً لم يكشف عن اسمه، أبلغه بأنّ أبوظبي تسعى للقضاء على الديمقراطية في تونس.

وشدّد صحابو على أنّ “تونس مستهدفة بسبب تجربتها الحداثية وديمقراطيتها”، مؤكداً أنّ “هناك جهات ترغب في القضاء على هذه التجربة بشتى الطرق، ومنها التجويع والتفقير والإرهاب”.

ووفقاً لقوله “تلتقي هذه الجهات مع الجماعات المتشددة في الداخل، وتتحالف معها من أجل تنفيذ هدفها المشترك، وهو انهيار الدولة الوطنية المدنية في تونس”.

ويشاطره القيادي بحزب “التيار الديمقراطي” غازي الشواشي الرأي نفسه، معتبراً أنّه “من الثابت ومنذ اللحظات الأولى للثورة التونسية، أنّ هناك أطرافاً إقليمية تزعجها هذه التجربة، لأن النموذج التونسي الذي قام بثورة شعبية، وأسّس لدولة ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة ومؤسسات على النمط الديمقراطي الغربي، يحرج دولاً عربية ليس من مصلحتها أن تنجح هذه التجربة، وتُصدّر إلى بلدانها”.

وقال إن “الأنظمة التي تسوّق أنّ الديمقراطية خراب وكفر وتسيّب، لا يمكن أن تسمح لتونس بأن تؤسّس ديمقراطيتها. فعديدة هي الدول العربية التي أدت دوراً في محاولة تعطيل المسار الانتقالي في تونس، ولها دور في كل ما عاشته من أحداث أليمة زعزعت استقرارها”.

ولا يستبعد الشواشي، وفق المؤشرات العامة، أن تكون هذه الدول “متورطة في الاغتيالات السياسية والإرهاب وتغذيته، في إطار هدفها، وهو تقويض الدولة التونسية”.

كذلك وجه الشواشي اتهاماً للإمارات التي قال إنها “تؤدي اليوم أدواراً في سورية واليمن وليبيا وتونس أيضاً”، مستدلاً على ذلك بحضور السفير الإماراتي في تونس راشد المنصوري ، اجتماعاً في 26 إبريل/نيسان الماضي، للحزب الدستوري الحرّ، الذي يعدّ سليل حزب التجمّع (حزب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي)، وهو ما يعني دعماً مباشراً للنظام القديم. كما تطرق إلى الأموال التي تدفقت خلال الانتخابات الماضية، “من أجل ضرب المسار الديمقراطي وتعطيل مؤسسات الدولة”.

وفي الجزائر عمل الحراك الشعبي خلال الأيام الأخيرة على استعادة  نفَسَ الثورة ضد النظام والجيش وسط اتهامات مباشرة للإمارات بالتآمر على الثورة الجزائر ضد حكم العسكر.

ويوم الجمعة الماضية تظاهر الآلاف من الجزائريين، اليوم الجمعة، في العاصمة ومختلف المدن الجزائرية، في الجمعة الـ20 من الحراك الشعبي، الذي تزامن مع ذكرى عيد الاستقلال الخامس يوليو، وسط حشد وترتيبات أمنية غير مسبوقة.

وغصّت شوارع العاصمة الجزائرية بالمتظاهرين، الذين نزلوا بكثافة إلى الشارع للتعبير عن التمسك بمطالب الحراك، ورحيل رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، كما رفعوا شعارات مناوئة لقيادة الجيش، التي تدعم بقاء هذه الرموز تحت عنوان “الحفاظ على مخرجات الدستور”.

واستعاد الحراك الشعبي في الجزائر نفسه الاحتجاجي، بعد فترة من تقلص أعداد المشاركين في تظاهرات الجمعات الأخيرة.

وعُدّت تظاهرات اليوم الجمعة الأضخم منذ تظاهرات الثامن مارس/ آذار الماضي، حيث شارك الآلاف في التظاهرات التي سبقتها تعبئة كبيرة من قبل الناشطين، وقادة كبرى الأحزاب السياسية التي دعت الخميس مناضليها إلى المشاركة القوية في التظاهرات.

وتزايدت أعداد المتظاهرين عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، حيث تدفق المتظاهرون من المساجد والأحياء القريبة.

وأبدى المتظاهرون رفضاً للحوار مع السلطة عبر شخصيات مستقلة، وهتفوا “لا حوار لا حوار.. قبل رحيل النظام”. وقال الناشط عبد الغني بادي إن “الحراك الشعبي منتبهٌ ويقظ إزاء محاولات السلطة الالتفاف على مطالبه المركزية”.

ولأول مرة يظهر شعار سياسي جديد ينادي بالاستقلال التامّ ووقف استغلال النظام لمقدّرات البلاد، وإطلاق الحريات.

وسمعت هتافات “الشعب يريد الاستقلال”، و”الشعب يريد رحيل النظام”، و”تحيا الجزائر”، وبدا الشارع حادّاً في مواقفه إزاء رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قائد صالح، إذ توجه جزء بارز من التظاهرات والشعارات ضده بسبب تمسّكه برئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي.

وهتف المتظاهرون مطولاً بشعارات تطالب بمدنية الدولة، وبرفع الجيش يده عن مطالب الشعب، مثل “دولة مدنية وليس عسكرية”، و”الجزائريين إخوة، والقائد مع الخونة”، كما اتهموا قائد الجيش بـ”حماية العصابة”، و”القايد عميل الإمارات”.