موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مسئول إماراتي متورط بمبادرة لنشر التطبيع مع إسرائيل في صفوف شباب المسلمين

318

فضح الإعلام العبري حجم الشراكات بين إسرائيل ودولة الإمارات، إذ تجاوزت ممارسة الطقوس اليهودية في دبي إلى إقامة مؤسسات “صهيونية” تسعى إلى نشر ثقافة التطبيع بين شباب المسلمين بدعوى “الحوار بين المراهقين المسلمين واليهود”.

ودولة الإمارات التي شعرت بالضيق عندما طلب مواطنون إصلاحات ترتقي بواقع بلادهم تشريعياً وتنفيذياً، وأودعوا بالسجن منذ نحو 9 أعوام وجردوا من أبسط حقوقهم، ترعى اليوم نشر ثقافة الحوار بين المراهقين المسلمين واليهود، حيث يمارس هؤلاء اليهود طقوسهم الدينية في دبي بحرية تمامة، بحسب ما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية.

وتتفاخر الصحيفة العبرية بالعلاقات الحميمة التي تربط رئيس مجلس إدارة شركة “إعمار” الإماراتية محمد العبار، مع اليهودي الأرثوذكسي إيلي إيبستين، كبير موظفي الابتكار في شركة “أمينكو”، ومقرها نيويورك، حيث أنتجت هذه الصداقة مبادرة “أطفال إبراهيم”، وهي مبادرة حوار بين اليهود والمسلمين المراهقين.

والعبار الذي يمتلك واحدة من كبرى شركات العقارات في الخليج، دعم مبادرة إيبستين، الذي تبرع لإقامة كنيس يهودي في دبي يعرف بـ”كنيس دبي”، الذي يعتبر ملاذاً لليهود في المدينة الرأسمالية التجارية في الشرق الأوسط، من المقيمين القدماء أو الزائرين، حيث تأسّس هذا المعبد منذ 10 سنوات، وهو المؤسسة الرائدة والوحيدة الفعالة التابعة للجالية اليهودية في الدولة، وفق “تايمز أوف إسرائيل”.

وتصف الصحيفة العبرية رعاية عملاق التجارة في الإمارات بأنها “تتيح للجالية اليهودية هناك القليل من الأمن”، في وقت تتحلى هذه الفئة بالحيطة والحذر من المدينة والدولة التي طالما اعتبرت إسرائيل عدواً فيما مضى.

المعبد المعروف باسم “الفيلا”، وهو سكن تم تحويله إلى كنيس تستأجره الجالية اليهودية، مقسم إلى صالة كبيرة ومطبخ ومناطق للتواصل الاجتماعي واللعب، ويحتوي أيضاً على مسبح في الهواء الطلق وعدة غرف في الطابق العلوي حيث يمكن للزوار الملتزمين دينياً المبيت من أجل طقوس السبت، بحسب الصحافة العبرية.

وعلى الواجهة، بين التاج الكلاسيكي وبوابة ذات تصميم باللونين الذهبي والفضي، هناك نقش ذهبي باللغة العربية جاء فيه “هذه التوراة تم إنشاؤها على شرف سعادة محمد علي العبار الذي ألهمت رؤيته وشخصيته أصدقاءه، بلده وجيله”.

ويقول إيلي إيبستين، الذي يعيش في ولاية نيويورك الأمريكية وساعد في تأسيس الكنيس اليهودي وتبرع بنسخة من التوراة: “لقد حققنا تقدماً كبيراً منذ أن بدأت الذهاب إلى دبي منذ 30 عاماً. قبل ذلك الوقت كان الناس ينصحونني بالفعل بتجنب استخدام اسمي الأخير، لأنه يبدو يهودياً للغاية”.

وعلى الرغم من أنَّ هذه الجالية اليهودية ليس لها حاخام، فإن زيارات من عدة حاخامات تتم إليها من وقتٍ لآخر. وعند الانتهاء من تلاوة السفر الأسبوعي من التوراة، يُرتّل رجل الدين الصلاة وأدعية يهودية تقليدية مكتوبة خصوصاً للظروف المحلية: “فليبارك الرب رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، ونائبه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وجميع حُكّام الإمارات الأخرى وأولياء عهدهم، ويحفظهم ويساعدهم ويرفع قدرهم”.

من هو العبار؟

رجل أعمال إماراتي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة “شركة إعمار العقارية”، ورئيس مجلس إدارة شركة “إعمار للتطوير”، كما أسس ويرأس مجلس إدارة شركة الاستثمار والتطوير العقاري “إيغل هيلز”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها وتتولى تمويل وتطوير مشاريع واسعة النطاق في عدد من الأسواق العالمية.

وأسس رجل الأعمال الإماراتي أيضاً “شركة موارد أفريقيا الشرق الأوسط” وهو رئيس مجلس إدارتها، ويعتبر أحد كبار المساهمين في شركة “آر إس إتش” في سنغافورة، فضلاً عن تأسيس “منصة نون.كوم”.

ويشغل الملياردير الإماراتي منصب رئيس مجلس إدارة كل من “مجموعة شركات أمريكانا”، و”شركة تريد ويندز” التي تعمل في مجال الضيافة والترفيه في ماليزيا، ومدير في شركة نمشي القابضة “Namshi Holding Limited”، وشركة “ANH HOLDINGS LIMITED” القابضة ، في مركز دبي المالي العالمي “DIFC” بدولة الإمارات.

ويشغل العبار أيضاً عضوية مجلس إدارة “مجموعة نور الاستثمارية” التابعة لـ”مجموعة دبي”، وعضوية اللجنة التحضيرية لـ “معرض إكسبو دبي الدولي 2020″، كما أنه عضو مجلس إدارة “صندوق الوطن”.

لعب العبار دوراً في تطوير مشاريع عالمية في قطاعات العقارات والتجزئة والضيافة الفاخرة والتعدين والسلع، وتولى منصب رئيس مجلس إدارة “شركة أملاك للتطوير” بين 2004 – 2007، ورئيس مجلس إدارة “شركة دبي للكابلات” بين 1993 – 2007، ونائب رئيس مجلس إدارة “شركة دبي للألمنيوم” بين 1992 – 2003، ونائب رئيس مجلس إدارة “مركز دبي التجاري العالمي” بين 1992 – 2002، فضلاً عن توليه رئاسة “اتحاد الإمارات للجولف” منذ 1995 وحتى 2007.

كما تقلد منصب المدير العام المؤسس لـ”دائرة التنمية الاقتصادية في دبي”، وكان عضواً في “المجلس التنفيذي لإمارة دبي”، و”مجلس دبي الاقتصادي”، ومجلس إدارة “هيئة الأوراق المالية والسلع”، و”بنك دبي التجاري”.

يحمل رجل الأعمال الإماراتي شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال من “جامعة سياتل” في الولايات المتحدة الأمريكية، كما منحته الجامعة نفسها درجة الدكتوراه الفخرية.

خطوة العبار التي كشفتها الصحافة العبرية ليست الخطوة التطبيعية الأولى بين الإمارات و”إسرائيل”؛ إذ شهد شهر مارس الماضي مشاركة سائقِين من الدولة العبرية في “رالي أبوظبي الصحراوي” للسيارات، كما شارك 20 رياضياً إسرائيلياً في بطولة العالم للجوجيتسو لفنون القتال للشباب والناشئين بالإمارات، في الشهر ذاته.

كذلك، وصلت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، في أكتوبر الماضي على رأس وفد رياضي إسرائيلي إلى الإمارات، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي في الخليج العربي، وذلك للمشاركة في بطولة رياضية في أبوظبي.

وترأست ريغيف الوفد الرياضي الإسرائيلي الذي يشارك في بطولة الجودو العالمية، في العاصمة الإماراتية، بعد قرار الاتحاد العالمي للجودو إعادة المباريات.

كذلك، تشهد العلاقات الإسرائيلية السعودية تطوراً ملحوظاً في مجال التبادل الأمني والسياسي، إذ كشف “الخليج أونلاين” في وقت سابق، عن مشاورات ولقاءات سرية جديدة تجري على قدم وساق بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين، بهدف التوقيع على اتفاقيات شراء منظومات أمنية متطورة، وتدعيم تبادل الخبرات العسكرية بين الطرفين.

ومنذ فترة تتواصل لقاءات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، حتى إنها بدأت تسير بشكل علني، فضلاً عن التطبيع في مجالات مختلفة غير السياسي، حتى بات نتنياهو يتباهى بعلاقة إسرائيل مع العرب قائلاً: إن “منطقة الشرق الأوسط مليئة بالمشاكل، لكن علاقتنا مع الدول العربية المعتدلة أصبحت متطوّرة جداً”.

وبالإضافة إلى التصريحات والتلميحات، جمع لقاء سري ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بنتنياهو، في الأردن أثناء زيارة إلى العاصمة الأردنية  عمّان يونيو الماضي، حسب ما كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

وذكرت الصحيفة أن “بن سلمان التقى نتنياهو في القصر الملكي الأردني، على هامش زيارة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل، بصحبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات”.

كما كشفت الصحيفة نفسها أن البحرين تُجري حواراً سرياً مع “إسرائيل”، يمهد للإعلان عن إقامة علاقات علنية بين الجانبين، تدشنّها زيارة مرتقبة يجريها نتنياهو إلى المنامة.

وذكرت الصحيفة في أكتوبر الماضي أن “تلك الحوارات تأتي في إطار تطبيع العلاقات مع الدول العربية، تمهيداً لتنفيذ الخطة الأمريكية لتسوية الصراع مع إسرائيل في الشرق الأوسط والمعروفة باسم صفقة القرن”.

وتزامناً مع انطلاق قطار تطبيع علاقات الرياض والمنامة وأبوظبي مع الدولة العبرية، التقى قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عُمان، الشهر الماضي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعقيلته سارة، في زيارة هي الأولى بهذا المستوى منذ 1996، حيث جاءت الزيارة بناءً على دعوة رسمية من السلطان قابوس، وجرت وسط تكتيم إعلامي إلى حين الإعلان عنها.