موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مسئول ليبي رفيع: الإمارات تدعم الاقتتال والفوضى عبر ميليشيات حفتر

311

شن مسئول ليبي رفيع هجوما جديدا على دولة الإمارات العربية المتحدة واتهمها بدعم الاقتتال ونشر الفوضى في البلاد عبر دعم الميليشيات الإجرامية بقيادة الجنرال خليفة حفتر .

وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري إن “الإمارات تسعى فساداً في كل الدول العربية لتخريب أية ديمقراطية، وهي تدعم الاقتتال في ليبيا عبر دعم حفتر”.

وأضاف “نحن غير راضين على المواقف الدولية. فهل هي تريد فعلاً تشجيع حكم العسكر؟ وإن كان هذا صحيحاً فسيجعلنا نراجع موقفنا”، مؤكداً أن “تقارير الأمم المتحدة تبين ذلك”.

وأكد على ضرورة معاقبة حفتر، لأنه “قام بكل أشكال جرائم الحرب من قصف المدنيين والمدارس والمساجد، كما استخدم الأطفال والمجرمين والأسلحة المحرمة” ، مضيفاً: “سننهي آخر أحلام العسكر في ليبيا”.

وجاء هجوم المشري على الإمارات بعد يوم واحد من كشف صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن تحقيق للأمم المتحدة في مزاعم تتعلق بوصول أسلحة إماراتية لقوات حفتر؛ والذي يشكل انتهاكاً للحظر الدولي المفروض على ليبيا بشأن تصدير السلاح.

وفي 4 أبريل الجاري أطلق حفتر، الذي يقود “الجيش الوطني الليبي” في الشرق، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت استنكاراً دولياً واسعاً، وتسببت حتى الآن بمقتل 205 أشخاص وإصابة نحو ألف آخرين.

وبعد مرور 15 يوماً على إطلاق حفتر هجومه على العاصمة الليبية طرابلس، لا تبدو في الأفق أي معطيات تشير إلى إمكان انتهاء المعارك قريباً، فعلى الرغم من تمكّن القوات الموالية لحكومة الوفاق من استعادة المبادرة وصدّ هجوم قوات حفتر وإبعادها عن مناطق سيطرت عليها جنوب العاصمة.

إلا أن اللواء الليبي المدعوم من الإمارات يبدو مصراً على استكمال حربه، في ظل الدعم الذي يتلقاه من مصر والإمارات والسعودية، إضافة إلى الغطاء الدولي من روسيا وفرنسا، والذي أفشل حتى الساعة أي قرار دولي في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في العاصمة الليبية، على الرغم من العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المهاجمة في طرابلس.

لكن التطور الأهم الذي قد يقلب صورة المشهد، هو الهجوم المضاد الذي شنّته قوات موالية لحكومة الوفاق، أمس، ونجحت عبره في دخول قاعدة تمنهنت الجوية (الواقعة شرقي سبها بـ30 كيلومتراً) وهي من أهم القواعد في الجنوب، قبل أن تعلن قوات حفتر استعادتها وطرد المهاجمين.

الواقع القائم عبّر عنه بشكل صريح المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، بقوله إن الانقسام في الموقف الدولي كان قائماً قبل هجوم حفتر، وهو ما شجّعه على شنّ هجومه.

وأضاف سلامة أن الموقف العسكري حالياً وصل إلى “مأزق”، محذراً من “اشتعال” الوضع. وتابع “بعد النجاحات الأولى للجيش الوطني الليبي (بقيادة حفتر) قبل أسبوعين، نلاحظ اليوم جمودا عسكريا”.

وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة، بطلب ألماني، أمس، لمناقشة الوضع الليبي، في وقت يبقى فيه مشروع القرار البريطاني الداعي إلى وقف القتال بلا موعد لمناقشته، مع استمرار الاعتراضات الروسية رفضاً لأي إدانة لهجوم حفتر.

ميدانياً، برز أمس إعلان “قوة حماية الجنوب”، عن سيطرتها على قاعدة تمنهنت الجوية جنوبي البلاد و”إعادتها إلى شرعية حكومة الوفاق”، قبل أن تعلن قوات حفتر لاحقاً أن القاعدة تعرضت لهجوم ولكنها تمكّنت من صده. وتقع تمنهنت شمال سبها، وتعتبر القاعدة الأهم عسكرياً جنوب البلاد.

في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات المتقطعة، منذ ليل الأربعاء، بين قوات عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق، وقوات حفتر.

ومع استمرار المواجهات، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حصيلة المعارك بلغت 205 قتلى على الأقل و913 جريحاً، منذ بدء حملة حفتر للسيطرة على طرابلس، في 4 إبريل/نيسان الحالي.

كما أعلنت منظمة الهجرة العالمية أن عدد النازحين بلغ 25 ألفاً. أمام هذا الواقع، ومع استعادتها المبادرة، تصرّ حكومة الوفاق وحلفاؤها على ضرورة انسحاب قوات حفتر إلى أماكن تواجدها قبل إطلاق الهجوم.

وأعربت قوى أجنبية عن قلقها حول الأوضاع إلا أنها عاجزة عن تبني موقف موحد إزاء أحدث تجدد للفوضى السياسية والقتال الذي عم ليبيا بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011.

ويهدد الصراع كذلك بتعطيل إمدادات النفط وزيادة أعداد المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، والسماح للجماعات المتطرفة باستغلال الفوضى.

وأكدت تقارير سابقة للأمم المتحدة أن الإمارات ومصر أمدتا حفتر بالأسلحة والطائرات، وهو ما منحه تفوقاً جوياً على مختلف الفصائل الليبية.

ورغم أن حفتر يقدم نفسه على أنه محارب لما يصفه بالإرهاب، ترى فيه حكومة الوفاق والقبائل الموالية لها ديكتاتوراً قادماً على غرار القذافي ويريد الاستيلاء على البلاد بقوة السلاح والمال، رغم أنه يواجه رفضاً شعبياً بسبب عدم تورعه عن استهداف مدنيين لتحقيق مصالحه.