موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

معتقلة رأي في سجون الإمارات تشكو التعذيب وسوء المعاملة

179

اشتكت معتقلة الرأي في سجون دولة الإمارات العربية المتحدة مريم سليمان البلوشي من تعرضها للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة وذلك خلال تسجيل صوتي جديد تم تهريبه من سجن الوثبة في أبو ظبي.

وهذه هي المرة الثانية منذ مطلع العام الذي تشكو فيه البلوشي من التعرض للتعذيب وسوء المعاملة من قِبل السلطات الإماراتية التي تتجاهل نداءاتها والمنظمات الحقوقية الدولية لوقف تعذيب وتحسين ظروف احتجاز معتقلي الرأي في سجونها.

وقالت البلوشي إن السلطات الإماراتية منعت عنها الزيارات العائلية والعلاج الطبيعي وانتزعت منها اعترافات بالإكراه.

وفي تسجيلها الأخير ذكرت أن العديد من السجينات في سجن الوثبة يتعرضن بانتظام للضرب المبرح على أيدي حراس السجن، مما يجبر بعضهن على الانتحار.

وتقضي مريم البلوشي حاليًا عقوبة مدتها 5 سنوات بتهمة تمويل الإرهاب بعد تبرعها لعائلة سورية وسط الحرب الأهلية في البلاد.

وقبل أشهر نشر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان تسجيلا صوتيا البلوشي تسرّب من السجن يوم السبت 19 مايو 2018 تتحدث فيه عن التعذيب وعن المعاملة المهينة والحاطة من الكرامة في سجن الوثبة في أبو ظبي.

وتقول مريم في التسجيل المشار اليه أن حالتها الصحية تراجعت حيث انها “تستفرغ دماً لسوء التغذية وانعدام التهوية والمعاملة السيئة من قبل الضباط والشرطيات والعنصرية وأي مكان نطلب منهم الذهاب إليه سواء المكتبة أو العيادة يكون بعد صراع طويل.” كما أن والدتها تلقت تهديدا من جهاز الأمن مفاده أن النيابة سترفع قضية جديدة ضد ابنتها بعد تسريب معاناة السجينات في تسجيل سابق.

وتضيف أنه بعد اعتقالها مكثت في أمن الدولة 5 أشهر، دام التحقيق معها 3 أشهر تحت التعذيب والضرب على منطقة الرأس وهددت بالاغتصاب ومنعت من المستلزمات النسائية ثم نقلت بتاريخ 12 أبريل 2016 إلى سجن الوثبة وتعرضت هناك لعدة انتهاكات نالت من كرامتها ومن آدميتها في خرق لمقتضيات القانون الاتحادي رقم 43 لسنة 1992 بشأن تنظيم المنشآت العقابية.

كما ذكرت البلوشي ضمن التسجيل تعمّد الشرطية رقية عبد الرحمن إساءة معاملتها وتعمّد الرائد مطر البلوشي حبسها في زنزانة انفرادية وحرمانها لأكثر من مرّة من زيارة والدتها بعد أن قطعت مسافة طويلة من مدينة الكلباء إلى سجن الوثبة وحرمت من الاتصال بالعائلة عبر الهاتف في انتهاك للحق في زيارة العائلة ومراسلتهم ومهاتفتهم.

وأفادت بانتشار الأوساخ والروائح الكريهة والحشرات والأمراض في سجن الوثبة واكتظاظ الغرف بالمساجين فالغرفة التي لا تتسع لأكثر من ثمانية مساجين تجد فيها ثمانين سجينا وتشتد داخلها الحرارة وتتعطل المكيفات باستمرار كما يفتقد المساجين للغذاء الصحي وللماء الصالح للشراب وللأغطية النظيفة وانعدمت الرعاية الطبية اللازمة وتسببت هذه الأوضاع السيئة في انتشار أمراض السكري وضغط الدم بين النزيلات وهو ما دفع ببعضهن إلى الانتحار ودخل غيرهن في إضراب عن الطعام احتجاجا على المعاملة المهينة والحاطة من الكرامة داخل سجن الوثبة.

وتم اعتقال البلوشي في العام 2015 بينما كانت طالبة جامعية بتهمة “تمويل الإرهاب” وذلك بسبب نشاطها في دعم والتبرع لعائلة سورية، وتعرضت منذ ذلك الوقت لإساءة المعاملة المنهجية وانتهاكات الإجراءات القانونية الواجبة بشأن ظروف الاحتجاز الملائمة.

وقد عرضت على المحكمة مرتين الأولى في أكتوبر 2016 بينما المحاكمة الثانية كانت في فبراير 2017، وتقول البلوشي إن المحامي نفى جميع التهم لغياب الأدلة وأخبر القاضي أن الحرز الذي وجدوه عندها غير كافٍ، كما أن الأقوال والاعترافات أخذت تحت الضغط والتعذيب.

وتضيف أن القاضي نفى التعذيب من غير أن يعرضها على الطب الشرعي وحكم عليها بالسجن خمسة أعوام.

وفي جلسة الاستئناف شكت البلوشي للقاضي فلاح الهاجري عن سجن الوثبة وأخبرته أن الضباط يضربون النزيلات وهناك حالات انتحار، كما أن عائلتها ومحاميها لم يحضروا الجلسة لعدم علمهم بموعدها، غير أن القاضي أيد الحكم عليها.