موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الكشف عن تبادل منتظم للمعلومات الاستخبارية بين الإمارات وإسرائيل

236

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تبادل منتظم للمعلومات الاستخبارية بين النظام الحاكم في دولة الإمارات وإسرائيل في دليل جديد على تورط أبو ظبي في عار التطبيع على حساب تصفية القضية الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن أحد أبرز مظاهر التقارب بين إسرائيل والسعودية يتمثل في التعاون الاستخباري، وإن كلا من السعودية والإمارات وإسرائيل تتقاسم بشكل دائم الكثير من المعلومات الاستخبارية تتعلق بالمخاطر الأمنية التي تمثلها إيران.

وفي تحقيق من خمس حلقات نوهت صحيفة “هآرتس” إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استنفر للدفاع عن محمد بن سلمان حليف الإمارات القوي في أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو يراهن على دور الرياض وأبو ظبي في إنجاح استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عزل إيران.

وقالت الصحيفة إن “التقاء المصالح السعودية الإماراتية مع إسرائيل أسفر عن تشكل واحد من أهم المحاور الإقليمية في الشرق الأوسط، على الرغم من أنه لا يتم الحديث عنه بتوسع”، مشيرة إلى أن منظومة العلاقات التي تربط الرياض وأبو ظبي مع تل أبيب بالغة الحساسية.

ونوه التحقيق، الذي أعده عاموس هارئيل ويردين ميخائيل، إلى أن مساعي الرياض لتعزيز العلاقة مع إسرائيل تواجه “تحديا كبيرا يتمثل في حقيقة أن الحاجة إلى مواجهة إيران تدفعه إلى التقرب من تل أبيب، وفي الوقت ذاته فإن السعودية التي تقدم نفسها زعيمة العالم العربي لا يمكنها الإفصاح عن علاقات الصداقة مع إسرائيل، في الوقت الذي تزداد أوضاع الفلسطينيين سوءا تحت الاحتلال”.

وحسب التحقيق، فإن العلاقات بين السعودية والإمارات مع إسرائيل تقوم على مصالح أمنية واقتصادية متشابكة.

ولفتت “هآرتس” إلى أن أحد أبرز مظاهر التقارب بين إسرائيل مع السعودية والإمارات يتمثل في التعاون الاستخباري الذي بات يربط تل أبيب والرياض وأبو ظبي.

وذكرت “هآرتس” أن السعودية أبدت اهتماما كبيرا بالتواصل مع شركة السايبر الإسرائيلية “NSO”، مشيرة إلى أنه بالاستناد إلى تقارير منظمات حقوق الإنسان ومراكز تفكير غربية، فإن السعودية اشترت برمجيات تجسس من الشركة الإسرائيلية ساعدت المخابرات السعودية على التجسس على نشطاء حقوق الإنسان السعوديين، قبل بدء حملة الاعتقال التي طاولتهم في أعقاب صعود بن سلمان للحكم.

وكانت تقارير أكدت حصول الإمارات على تقنيات التجسس الإسرائيلية واستخدامها في التجسس على معارضين في الداخل والخارج لنظام أبو ظبي.

ويتورط النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وبصورة أصبحت علنية وليست سرية في قيادة موجة التطبيع الاكثر خطورة في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل.

وتتورط الإمارات في تسهيل بيع بيوت المقدسيين لليهود، ودعم صفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية في وقت لا تتوان فيه عن التطبيع الرسمي بعد سنوات طويلة من التطبيع السري المشبوه.

زيارة وزيرة الثقافة الإسرائيلية المتطرفة ماري ريغيف مؤخرا، وفرق رياضية إسرائيلية إلى الإمارات لا تتوقف، وكل ذلك وسط صمت أبوظبي على الاتهامات، وموافقة رسمية غير معلنة على زيارات التطبيع.

ويقول مراقبون: إن أبوظبي تمهد لموجة تطبيع هي الأكثر خطورة على مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة والإمارات.

لم يسعف الصبر وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش سوى ساعات قليلة، ليفصل بين اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وبين دعوته الرسمية للتطبيع مع إسرائيل وزعمه أن مقاطعة كيان الاحتلال “كان خاطئا للغاية”.

تصريحات قرقاش وردت لصحيفة “ذا ناشيونال” الرسمية الناطقة باللغة الإنجليزية والصادرة في أبوظبي، وقال فيها: إن العلاقات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى تحوّل يمهد للتقدم نحو السلام مع الفلسطينيين.

وأضاف: أن قرار الكثير من الدول العربية عدم التحاور مع إسرائيل عقّد مساعي التوصل لحل على مدى عقود، على حد زعمه.

وتابع: “منذ عدة سنوات، اتخذ قرار عربي بعدم التواصل مع إسرائيل، لكن بنظرة إلى الوراء، كان هذا قرارا خاطئا للغاية”، على حد تقديره الذي يستهدف تسويغ التطبيع.

وقال قرقاش إنه يتوقع زيادة التواصل بين الدول العربية وإسرائيل من خلال اتفاقات ثنائية صغيرة وزيارات يقوم بها ساسة ووفود رياضية.

وذكر قرقاش “يتطلب التحول الاستراتيجي منا فعليا تحقيق تقدم على صعيد السلام”، على حد زعمه الذي يتذرع بالسلام من أجل ترويج التطبيع. وذكر أن الحوار على الهامش في الوقت الراهن لكن ذلك سيتغير.

وبرر قرقاش هذا التوجه، بإحراز تقدم في عملية السلام، متجاهلا أن إسرائيل تستغل التطبيع لصالحها كما يرفضه الفلسطينيون بلا استثناء مقاومة وسلطة، وأثبتت تجربة الأردن ومصر اللتين ترتبطان بمعاهدات سلام مع كيان الاحتلال أن هذه العلاقات والتطبيع والسلام لا يخدم إلا تل أبيب ولا يقدم أي شيء للقضية الفلسطينية.

ويقول مراقبون: إذا أرادت أبوظبي التطبيع مع إسرائيل فلا تتذرع بالفلسطينيين، لأن الفلسطينيين أنفسهم يعتبرون التطبيع “طعنة” في ظهر الشعب الفلسطيني وفق ما عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة تونس الأخيرة.

وإلى جانب التصريحات أعلاه، فقد دفعت أبوظبي بأحد كُتاب المقالات في صحيفة الاتحاد ليمهد إعلاميا لعدم إعادة إسرائيل الجولان والضفة، مختبئا خلف كتاب للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، عندما نقل الكاتب محمد الباهلي في ختام مقاله قول نيكسون: ” التزامنا في الولايات المتحدة نحو إسرائيل عميق جداً، فنحن لسنا مجرد حلفاء، ولكننا مرتبطون ببعضنا بعضاً بأكثر مما تعنيه أوراق المعاهدات والالتزامات.. نحن مرتبطون معهم ارتباطاً أخلاقياً، وإسرائيل بالنسبة لنا مكسب استراتيجي، وهي لا تستطيع أن تعيد للعرب الأراضي التي احتلتها في الضفة الغربية والجولان”.

وقد تساءل ناشطون، عن مغزى نشر هذه المعلومات في هذا التوقيت، وإن كان ما يقوله نيكسون يمثل سياسة أبوظبي وتوجهاتها ولكنها لا تجرؤ في هذه المرحلة على المجاهرة بمواقفها فتختبئ بأقوال هنا وهناك، وكأنها ناقلة لا متبنية لهذا التوجه.