موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تستخدم ملف التطبيع مع إسرائيل لتعزيز فرص حليفها في ليبيا

258

عمد النظام الإماراتي إلى استخدام ملف التطبيع مع إسرائيل لتعزيز فرص حليفه في ليبيا مجرم الحرب خليفة حفتر قبيل الانتخابات الرئاسية الليبية المتوقع تنظّمها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وضمن خطة تروج لها الإمارات منذ فترة، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، العبرية عن مقربين من حفتر، أنه سيعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في حال تمكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية.

وذكرت الصحيفة أن حليف أبوظبي تحدّث أخيراً في عدة مناسبات عن رغبته في التطبيع مع إسرائيل، في حال فوزه بمنصب الرئاسة الليبية وسيطرته على المشهد في البلاد.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما كشفته أخيراً من أنّ المرشحين للرئاسة الليبية، حفتر وسيف الإسلام القذافي، قد استعانا بخدمة خبير إسرائيلي لمساعدتهما في إعداد الحملات الانتخابية، مشيرة إلى أن هذا الخبير يعمل في أفريقيا وشرق أوروبا ومنطقة البلقان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي قوله: “في كل ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، والانضمام إلى اتفاقات أبراهام، فإنّ حفتر والقذافي يتفقان على ذلك، وكلاهما أوضح في الماضي أنّ التطبيع مع إسرائيل ضمن مخططاتهما، وكلاهما عبّر عن ذلك في محادثات مغلقة مع مقربيهما، وأكدا أنهما سيعملان على تحقيق ذلك”.

وأضاف المسؤول الإماراتي أنه “حتى لو فاز أحد المرشحين (حفتر أو القذافي) وانضمت ليبيا إلى اتفاقات أبراهام، فإنّ التطبيع سيجري بشكل مختلف عن تجربة التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب”، موضحاً أنّ “التطبيع سيجري بشكل بطيء للغاية، خطوة بخطوة، وسيشبه اتفاق التطبيع المتبلور بين إسرائيل والسودان”، على حد قوله.

وبحسب الصحيفة، فإن حفتر يعدّ لنجله صدام موقعاً مهمّاً في إدارة الحكم الليبي، إن فاز في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه يحظى بدعم مصر والإمارات والولايات المتحدة وعدد من الجهات الغربية.

وزعمت الصحيفة، التي تُعَدّ أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، أنّ حفتر يراهن على دور التطبيع مع إسرائيل في توفير ظروف تسمح بإعادة إعمار ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن حفتر قوله لمقربيه: “وحده اتفاق تطبيع مع إسرائيل يفضي إلى انضمام ليبيا إلى اتفاقات أبراهام، سيضمن تنفيذ مخطط إعادة إعمار ليبيا الذي سيكلف مئات المليارات من الدولارات”. وأضاف حفتر، وفق الصحيفة، أنّ رغبة ليبيا في أن تحظى بمساعدة المجتمع الدولي، تلزم الرئيس المنتخب وإدارته بإحداث تحوّل في سياسات ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ حفتر يرى أنّ “انضمام ليبيا إلى اتفاقات أبراهام يمكن أن يمهّد الطريق نحو عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي، وبالتالي الحصول على المساعدات المطلوبة على شكل ضمانات مالية من صندوق النقد الدولي، ودعم سياسي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول في الحملة الانتخابية لحفتر، قوله إنّ اللواء الليبي غير معنيّ حالياً بالتركيز على موضوع التطبيع مع إسرائيل في أثناء حملته الانتخابية؛ “من منطلق أنّ عداء الجماهير الليبية لإسرائيل عداء بنيوي وتقليدي، والحديث عن هذه القضية سيضر فقط بفرص حفتر بالفوز في الانتخابات”.

وساطة إماراتية وزيارات سرية

قبل أيام أكدت مصادر دبلوماسية توسط الإمارات لدى إسرائيل لحشد أكبر دعم لحليف أبوظبي في ليبيا خليفة حفتر وإعادة تسويقه إقليميا خدمة لمؤامرات كسب النفوذ الخارجي.

وذكرت المصادر ل”إمارات ليكس”، أن الإمارات تعد قناة الاتصال والتنسيق الرئيسية بين حفتر وإسرائيل ضمن وساطة أبوظبي لجلب الدعم لحليفها في ليبيا وتعزيز التعاون الإقليمي مع تل أبيب.

وضمن هذه الترتيبات الإماراتية، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن صدام حفتر، نجل خليفة حفتر، حطّ في مطار بن غوريون في اللد الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، قادمًا من دبي في طائرة فارهة مخصصة لنقل أفراد عائلة حفتر ومساعديه.

وذكرت الصحيفة العبرية أن الطائرة بقيت على مدرج المطار نحو 90 دقيقة، ثم واصلت صوب وجهتها النهائية في ليبيا.

وبحسب الصحيفة، فإن غاية نجل حفتر هي “الحصول على دعم عسكري ودبلوماسي من إسرائيل، مقابل تعهّد بإقامة علاقات دبلوماسية معها” في حال تشكيل حكومة مصالحة، واستعادة الوحدة الوطنية، بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وأبرزت الصحيفة أنه لم تتضح ما هي الجهة التي التقاها صدام حفتر في إسرائيل في زيارته القصيرة، علما أن والده كان أجرى في الماضي اتصالات سرية مع إسرائيل، بما في ذلك مع مندوبين عن جهاز “الموساد” الإسرائيلي ومندوبين عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

ورجح الصحيفة أن الزيارة ترتبط بالانتخابات الليبية الوشيكة، والمقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول والتنسيق الإماراتي الإسرائيلي الجاري في محاولة فرض ترتيبات معينة في الملف الليبي.

وسبق أن أشارت الصحف الإسرائيلية، العام الماضي، إلى أن مسؤولا في جهاز “الشاباك” الإسرائيلي، يطلق عليه اسم “معوز”، تولى ملف العلاقات السرية مع الدول العربية التي لم توقع اتفاقيات رسمية مع إسرائيل بعد، وقد أنهى عمله مؤخراً بعد خلاف مع رئيس “الموساد” السابق يوسي كوهين.

أما اليوم، فإن المسؤول عن الملف الليبي هو رئيس دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

ووفق ما نقلت “هآرتس”، فإن صدام حفتر يحظى بـ”مساعدة شركات علاقات عامة ومستشارين استراتيجيين من فرنسا والإمارات، كما يعمل موظفون ممثلون لعائلة حفتر في مؤسسة مسجّلة في الإمارات تضم إسرائيليين”.

وليس هذا التقرير الأول من نوعه عن اتصالات بين معسكر حفتر وإسرائيل، فقد تحدثت تقارير مماثلة في السابق عن اتصالات بين حفتر نفسه ومسؤولين إسرائيليين، بلغت حد لقاء مسؤولين من “الموساد” في عدة مناسبات.

وبحسب الصحيفة، فإن الاتصالات بين إسرائيل وساسة ليبيين تعود إلى ما قبل ظهور حفتر على الساحة، وكان يديرها أحد رموز النظام السابق، وهو سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الراحل، لكنها كانت ذات طابع “دبلوماسي وإنساني”، على حد وصف الصحيفة.