موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مليشيات الإمارات في اليمن تواصل تعزيز الخلافات والانقسام الداخلي

80

تواصلت مليشيات مدعومة من الإمارات في اليمن دورها المشبوه في تعزيز الخلافات والانقسام الداخلي سعيا لخدمة مخططات أبو ظبي الإجرامية في تقسيم البلاد وشرذمتها.

وبهذا الصدد أطلق قيادي سلفي مدعوم من الإمارات تهديدات ضد حزب “التجمع اليمني للإصلاح” (المحسوب على الإخوان المسلمين)، ودعا السلفيين للتحرك لمواجهتهم بمدينة تعز جنوبي البلاد.

وكتب نائب رئيس ما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المطالب بالانفصال هاني بن بريك، سلسلة تغريدات على صفحته بـ”تويتر” يتهم فيها حزب “الإصلاح” بالوقوف وراء الحملة العسكرية، التي تنفذها قوات حكومية ضد “كتائب أبو العباس”، في تعز، حيث تتهم الأخيرة بأن لها مجموعات إرهابية في المدينة.

وقال بن بريك: “السلفيون ومن معهم من خلص الرجال الغير متحزبين يحشدون لتعز لإيقاف مهزلة حزب الإصلاح الإرهابي”.

وعلى غرار احتشاد السلفيين لمواجهة جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، في محافظة صعدة، شمالي البلاد في العام 2013، قال بن بريك إنه “ستكون كتاف جديدة وعلى الظالمين تدور الدوائر وستكتب تعز ملحمة كسر الإرهاب الإخونجي الإصلاحي”، وفق وصفه.

وواصل القيادي السلفي المدعوم إماراتياً هجومه على الحكومة الشرعية، واعتبرها “شرعية عقيمة”، وطالبها بوقف التحرك في تعز.

يأتي ذلك فيما تشهد مدينة تعز تصعيدا بين قوات عسكرية حكومية و”كتائب أبو العباس”، وهو قيادي سلفي شارك ضمن “المقاومة” بمواجهة الحوثيين، واتهمته الخزانة الأميركية العام الماضي بأن له علاقة بالمجموعات الإرهابية في المدينة.

ولم تمضِ سوى ساعات على دعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لتوحيد الجهود العسكرية في مدينة تعز جنوبي البلاد، وتوجيه السلاح نحو مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، حتى انفجرت مجدداً الاشتباكات في المدينة، بين فصائل عسكرية محسوبة على قوات الشرعية، الأمر الذي يساهم بتوسيع أزمات المدينة الأكثر تأثراً بالحرب في اليمن، منذ سنوات.

وأكدت مصادر محلية متعددة في تعز أن الاشتباكات تجددت بأسلحة مختلفة بين قوات من “اللواء 22 مشاة ميكا”، وأخرى تابعة إلى كتائب القيادي السلفي، عادل فارع، والمعروفة باسم “كتائب أبي العباس”، والتي تنضوي في إطار “اللواء 35 مدرع”.

وكانت “كتائب أبي العباس” اتهمت “اللواء 22 مشاة” بمهاجمة مواقعها في منطقتي الجحملية والمجلية جنوب مدينة تعز، وسط أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى خلال المواجهات.

وجاء التصعيد، الذي خلف حالة من الرعب لدى سكان المدينة، الذين يعيشون في ظروف أمنية صعبة، بسبب الأضرار الكبيرة التي طاولت تعز بسبب الحرب، على الرغم من جهود كبيرة، بُذلت على أرفع المستويات لاحتواء التوتر، من خلال اجتماع، ضم هادي مع محافظ تعز، أمين محمود، السبت الماضي، وتناول الوضع المتوتر في المدينة، وأطلق خلاله هادي دعوة إلى توحيد الجهود و”تجاوز التباينات”، التي تؤخر “الحسم” العسكري في المدينة.

وتتألف “كتائب أبي العباس”، التي انضوت ضمن “اللواء 35 مدرع”، من مقاتلين سلفيين، حملوا السلاح، خلال المعركة مع الحوثيين في تعز، إلى جانب قائد الجبهة الشرقية في المدينة، عادل فارع، وهو الذي أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه، في قائمة العقوبات ضد المتهمين بدعم مجموعات مرتبطة بتنظيم “القاعدة” في تعز، أواخر العام الماضي.

ويرتبط فارع بعلاقة قوية مع الإمارات، التي تتصدر واجهة نفوذ التحالف في المناطق الجنوبية لليمن. ويعتبر خصومه القوات التابعة له مجموعات خارجة عن القانون، كما توجه له اتهامات بإيواء عناصر تتُهم بأنها مسؤولة عن أعمال “إرهابية” في المدينة.

في المقابل، يتصدر المحسوبون على حزب “الإصلاح”، الخصومة مع “كتائب أبي العباس”، التي تتهم المسلحين المرتبطين بالحزب، بالتصعيد ضد مواقعهم في المدينة.

والتصعيد في تعز جاء بعد نحو أسبوع على إقرار تشكيل ثلاث لجان تتولى الإشراف والإعداد والتحضير لـ”استكمال تحرير المحافظة”.

ويعد الصراع بين فصائل داخل الشرعية في تعز أحدث حلقات الصراع، في المدينة التي طحنتها الحرب بين قوات الشرعية والحوثيين منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ لا يزال الحوثيون يسيطرون على عدد من مداخل المدينة ومناطقها الريفية، فيما تسيطر قوات الشرعية على المدينة وجزء من ريفها، في ظل ما يعتبره البعض، خذلاناً من قبل التحالف، في مسألة التوجه الحاسم لدعم قوات الشرعية في المدينة، لاستكمال انتزاع السيطرة عليها من الحوثيين، وبما من شأنه أن يخفف المأساة الإنسانية والمعاناة التي يواجهها السكان، بسبب الحرب والوضع الأمني المتردي في المحافظة اليمنية الأكبر من حيث عدد السكان.

وأوقعت الحرب في اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات في 2015 وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تهدد المجاعة ملايين اليمنيين.