موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مليشيات الإمارات في اليمن عائق رئيسي أمام جهود تحقيق السلام

206

تعد مليشيات الإمارات في اليمن عائقا رئيسيا أمام جهود تحقيق السلام في البلاد التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتشرف الإمارات على قوات محلية موالية لها في اليمن، واستندت عليها في السيطرة على جنوبي البلاد، بما في ذلك موانئ ومطارات رئيسية، وهو ما وصفه منتقدون بأنه “احتلال”.

وتدخلت الإمارات في اليمن مع السعودية في حرب ضد الحوثيين الذين انقلبوا على شرعية هادي، وأفضت الحرب بعد أربعة أعوام إلى نفوذ كبير للتحالف السعودي الإماراتي في البلد الأفقر بالجزيرة العربية.

وبنت أبو ظبي وحدات قتالية محلية وسلحتها بالعتاد الحديث، وفي مطلع العام الجاري خاضت بها معارك شرسة ضد القوات الموالية للحكومة اليمنية في مدينة عدن، انتهت بهزيمة الأخيرة.

وسببت الإمارات حرجا لوفد الحكومة اليمنية في مشاورات السويد التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، والتي تسعى للتوصل إلى حل سياسي ووقف الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015.

فخلال جلسات المشاورات أصر وفد الحكومة على التمسك بما يعرف بالمرجعيات الثلاث لكونها أساسا لأي حل سياسي، ومن بينها قرار مجلس الأمن 2216 (لعام 2015)، الذي يطالب بانسحاب المليشيات المسلحة من المدن وتسليم أسلحتها الثقيلة للدولة.

وقد تحول هذا القرار الذي أدان الحوثيين إلى نقطة قوة لوفدهم المفاوض، إذ طالب رئيس الوفد محمد عبد السلام بسحب سلاح القوات التي تدعمها الإمارات بصفتها مليشيات منظمة تملك التمويل والسلاح ولا تعترف بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وأضاف عبد السلام في تصريحات صحفية على هامش المشاورات، أنه من غير الممكن أن تسلم جماعة الحوثي سلاحها وتضع مصيرها بيد مليشيات تُدار من الخارج.

وحسب ما يصفه مسؤول في رئاسة الحكومة -فضّل عدم كشف هويته- فإن القوات التي تديرها الإمارات “مليشيات مسلحة لا تتمتع بشرعية عسكرية، وتشكلت في ظروف خارجة عن سياق الدولة، ولا تعترف بشرعية الرئيس”.

وأضاف المسؤول أن “هذه المليشيات لا تختلف عن الحوثيين، عدا أن ما بيننا وبين الحوثيين عداء، بينما المليشيات الإماراتية محسوبة على أنها لا تناصب الحكومة العداء بشكل واضح”.

من هي تلك المليشيات؟

وعلى رأس “المليشيات الإماراتية” تظهر قوات “الحزام الأمني” بقيادة هاني بن بريك نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يطالب بحكم ذاتي في جنوب اليمن.

ويدين بن بريك بالولاء لحكام أبو ظبي، ولا يعترف بالحكومة اليمنية، ولذلك عهدت الإمارات إليه قيادة تلك القوات التي يبلغ قوامها نحو 13 ألف مقاتل، وفق ما يقوله مصدر عسكري في الحكومة اليمنية.

وتبسط تلك القوات سيطرتها على ثلاث محافظات بالإضافة إلى عدن، وهي لحج وأبين والضالع.

تليها قوات “اللواء الأول دعم وإسناد” التي يقودها أبو اليمامة الذي يتوشح بالعلم والزي الإماراتيين، وسبق أن تعهد بطرد الرئيس هادي وحكومته من جنوب البلاد، باعتبارهما لا يتمتعان بأي شرعية في الجنوب.

وتتمركز معظم قوات اللواء في معسكر “الشهيد إياد بن سهيل” في عدن، ويُشكل بجنوده الثلاثة آلاف قوة ضاربة لصالح الإمارات.

وفي محافظة شبوة النفطية جنوب غربي اليمن، شكّلت الإمارات قوات “النخبة الشبوانية” التي يصل قوامها إلى قرابة 3500 مقاتل، وهي الأخرى لا تعترف بالحكومة اليمنية، وقبل أسبوع رفضت أوامر مدير الأمن بعد أن نزل إلى إحدى نقاطها من أجل السماح لرجال قبائل بالمرور.

أما قوات “النخبة الحضرمية” فتتكون من نحو 2700 مسلح ينتمون لمحافظة حضرموت شرقي اليمن، وأشرفت عليهم ودربتهم الإمارات. لكن رغم ولائها لأبو ظبي فإنها ترتبط عملياتيا بالمنطقة العسكرية الثانية التابعة لوزارة الدفاع اليمنية.

غير أن أحدث قوات أنشأتها الإمارات هي قوات “حراس الجمهورية” بقيادة طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ويبلغ قوامها أربعة ألوية تتشكل من 11 ألف مقاتل على الأقل، حسبما يفيد به مصدر عسكري في تلك القوات.

وتتخذ تلك القوات من مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد، مركزا لها. ووفق المصدر فإن تلك القوات تشكلت أغلبها من الموالين لعلي عبد الله صالح الذي قُتل على يد الحوثيين.

وينظر إلى “حراس الجمهورية” باعتبارها القوات المرشحة للسيطرة على مدينة الحديدة غربي اليمن ومينائها الإستراتيجي الذي يستقبل 80% من واردات البلاد، والمساعدات الإغاثية. وحتى اليوم ترفض هذه القوات الاعتراف بشرعية هادي.

نزع سلاح “المليشيات الإماراتية” أولا

وتغاضت الحكومة اليمنية عن وجود تلك “المليشيات” بعيدا عن شرعيتها لكونها تقاتل الحوثيين، العدو الرئيسي للحكومة. لكن الحوثيين في مشاورات السويد طالبوا أولا بسحب السلاح من “المليشيات الإماراتية”، كخطوة تحقق مبدأ العدالة.

ووفق الصحفي عبد الرقيب الهدياني فإن “المليشيات الإماراتية” شكلت نقطة قوة للمفاوض الحوثي وضعفا كبيرا للوفد الحكومي.

ويقول “يتحدث الوفد الحكومي عن سحب المليشيات الحوثية من المدن بينما المليشيات الإماراتية تتمدد في جنوب البلاد، ويطالب الحوثيين بالإفراج عن الأسرى بينما هناك مئات الأسرى لدى الإماراتيين، ويشدد على وقف تعذيب الحوثيين للمعتقلين بينما التعذيب يحدث في السجون الإماراتية”.

ويتابع “حينما طالب الوفد الحكومي بميناء الحديدة، فإن موانئ البلاد ما تزال بيد الإماراتيين”.

ويرى الهدياني إن الإمارات ما زالت قادرة على ترويض المليشيات ودمجها في الدولة اليمنية، وأن تفرض عليها واقعا مغايرا، لكن حتى اللحظة فإن الإمارات ترفض ذلك حسب قوله.