موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تجري مناورات عسكرية مع اليونان في البحر المتوسط في ظل توتر مع تركيا

150

كشفت تقارير تركية أن دولة الإمارات ستجري مناورات بحرية مع اليونان في البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي يسود توتر مع أنقرة حول عدد من القضايا.

وبحسب وسائل إعلام تركية، تعمل الإمارات على تعميق تعاونها مع مصر واليونان، في خطة تستهدف بشكل أساسي أنقرة.

وأفادت صحيفة “حرييت” التركية، بوصول 4 مقاتلات من طراز “أف-16” إماراتية إلى قاعدة سودا الجوية في جزيرة كريت، وستجري مناورات مشتركة مع اليونان لمدة 10 أيام.

وسيدخل التوتر منعطفا جديدا، إذ سيصادق البرلمان اليوناني الأربعاء المقبل على الاتفاقية البحرية التي أبرمتها سلطات أثينا مع القاهرة في 6 آب/ أغسطس.

أما صحيفة “يني شفق” التركية فقالت إن نشر مقاتلات “أف-16” الإماراتية جاء بعد مباحثات بين رئيس الأركان اليوناني ونظيره الإماراتي، وبعد أيام من اتفاق التعاون المشترك بين قطر وتركيا في ليبيا.

وتحدثت الصحيفة عن احتمالية إجراء مناورات ثلاثية إماراتية يونانية مصرية في بحر إيجة وشرق المتوسط، إضافة إلى تنسيق قضايا الأمن الإقليمي وتبادل المعلومات الاستخبارية.

وفي 13 آب/أغسطس الجاري، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن فرنسا أرسلت مؤقتا مقاتلتين من طراز “رافال” وسفينتين تابعتين للبحرية الفرنسية إلى شرق البحر المتوسط وسط توتر بين اليونان وتركيا بشأن التنقيب عن الغاز.

وأوضحت الوزارة في بيان أن مقاتلتي “رافال” ستهبطان في “لا سود” بجزيرة كريت. ومن المتوقع وصولهما في الصباح والبقاء هناك “بضعة أيام”.

وكانت الطائرتان قد “زارتا” قبرص ليومين لإجراء تدريبات.

وأعرب رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، أمس الجمعة وبعد وصول القطع الحربية الفرنسية، عن استيائه إزاء تحركات الأسطول الحربي التركي في بحري إيجة والمتوسط.

وقال: “رسالتي لتركيا بسيطة للغاية: أوقفوا الاستفزازات ولنبدأ بالحوار كجيران متحضرين”.

وأضاف: “أنهينا مؤخرا اتفاقا مهما للغاية مع مصر بموجبه حددنا مناطق النفوذ المائية وهذه اتفاقية يمكن استخدامها كأساس لاتفاقات أخرى في المنطقة”.

وتابع: “ولكن بالطبع هذا لا يمكن أن يحدث إذا كنا سنواجه بين الحين والآخر نصف الأسطول التركي الذي يبحر في بحر إيجة أو شرق المتوسط، هذه ليست طريقة للقيام بالسياسات الخارجية”.

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني بعد يوم واحد من إعلان وزارة الدفاع التركية أن قطعها البحرية المرافقة لسفينة “أوروتش رئيس” للتنقيب ستواصل أداء مهمتها شرق البحر المتوسط لحماية سفينة الأبحاث، أثناء عملها في شرق المتوسط.

وفي ظل النزاع القائم بين أنقرة وباريس مؤخرا، كان إرسال الأخيرة طائرتين من نوع رافال وفرقاطة حربية إلى اليونان، تطورا يبقى محدود الأهمية عسكريا ولكن دلالته السياسية خطيرة بحكم الانشقاق الحاصل في منظمة شمال الحلف الأطلسي وتفاقم الشرخ مع تركيا.

وبعد الخلاف الشديد حول الملف الليبي منذ نهاية السنة الماضية حتى اليوم لا سيما بعد التحرش التركي بفرقاطة فرنسية خلال شهر يونيو الماضي، دخل الصراع التركي-الفرنسي مرحلة جديدة وهذه المرة يشمل قبرص واليونان. فقد أقدمت تركيا مؤخرا على إرسال سفن حربية إلى منطقة متنازع عليها مع اليونان ويعتقد باحتوائها الغاز.

وإذا كان رد الفعل اليوناني عاديا لا سيما وأن النزاعات بين البلدين كثيرة وتعود إلى عقود ولا تخرج عن الجدل السياسي وإن كان عنيفا، فهذه المرة انضمت فرنسا إلى المواجهة كطرف منحاز، حيث أرسلت مقاتلتين من نوع رافال وفرقاطة إلى اليونان.

وجرى تفسير هذا الاستعراض العسكري بضغط فرنسا على تركيا. في هذا الصدد، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “التواجد العسكري الفرنسي يهدف إلى دفاع فرنسا عن حرية الملاحة وضمانها في البحر الأبيض المتوسط واحترام القانون الدولي”.

عسكريا، لا يمكن نهائيا لفرنسا من خلال طائرتين وفرقاطة تغيير موازين القوى العسكرية في المنطقة أو تأمين حرية الملاحة، لسببين، الأول وهو قوة الأسطول الجوي والبحري التركي، إذ في حالة نزاع لا حظوظ لفرنسا بمقاتلتين مواجهة سرب من المقاتلات التركية (إف 16) ثم لا يمكنها الصمود أمام النظام الروسي إس 400 المضاد للطيران.

وثانيا، لا يمكن لفرنسا الدخول في مواجهة في شرق البحر الأبيض المتوسط لأنها ستحتاج إلى نقل عتاد عسكري ضخم ولا أحد سيستقبله، وبطبيعة الحال لن تستعمل السلاح النووي.

علاوة على كل هذا، تساهم كل الدول المطلة على ضفتي البحر المتوسط في تأمين الملاحة وحريتها لأن الأمر يتعلق بفضاء بحري شبه مغلق عكس المحيطات.