موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الكشف عن ظروف احتجاز مأساوية لمعتقل الرأي في الإمارات أحمد منصور

115

كشفت مصادر حقوقية عن ظروف احتجاز مأساوية لمعتقل الرأي في دولة الإمارات العربية المتحدة أحمد منصور المعتقل تعسفيا منذ سنوات.

وأعلن مركز الخليج لحقوق الإنسان تلقيه معلومات من زميل سجين معه في أوائل شهر نيسان/أبريل الماضي ُتفيد بأن منصور كان محتجزاً في زنزانة بلا سرير ولا مياه جارية (حتى في المرافق الصحية التي لا تزيد عن ثقب في الأرض)، ولا يمكن الوصول إلى الحمام.

وقدم السجين، الذي تم إطلاق سراحه منذ ذلك الحين وغادر الإمارات، تفاصيل إضافية عن جناح العزل إلى مركز الخليج لحقوق الإنسان هذا الأسبوع.

وقال السجين في شهادته، يجب على السجناء أن يبقوا زنازينهم نظيفة ولكن مع عدم وجود مياه جارية أو مواد تنظيف، فإن ذلك أمر صعب. وعلى الرغم من وجود وحدات للاستحمام مثبتة في الزنزانات، إلا أنها لا تعمل، بسبب مشكلة في نظام المياه.

ووصف السجين السابق الظروف في جناح العزل، حيث يعاني العديد من السجناء من المرض ولا يتلقون رعاية طبية، حيث أن بعضهم موجود منذ 20 عاماً. وقال إن الزنزانات هي بعرض 4 × 4 أمتار مع باب  يحوي نافذة صغيرة ونافذة صغيرة على ارتفاع ثمانية أمتار في الحائط، مما يسمح بمرور أشعة الشمس لمدة حوالي ثلاث ساعات في اليوم. ويبلغ ارتفاع الجدران 11 متراً والسجناء قادرين على الصراخ لسماع بعضهم البعض من خلية إلى أخرى. كما أن الأنوار شديدة السطوع، لذا يطلب السجناء إطفائها معظم الوقت.

يقول السجين السابق أنه يُسمح لمعظم الأشخاص الموجودين في جناح العزل بالذهاب إلى المطعم، باستثناء منصور الذي يستلم طعامه في زنزانته. ولم يُسمح له بمغادرة الزنزانة منذ اعتقاله، باستثناء الزيارات العائلية.

وأكد أنه بعد حصول إضرابه عن الطعام على التغطية الإعلامية، سُمح لـمنصور بالخروج إلى ساحة الرياضة لأول مرة. إذ في العادة، لا يُسمح بالسجناء في جناح العزل بالخروج منه، لكن السجين السابق قال إنه سُمح له بالخروج خمس مرات تقريباً بعد أن تناول ممثلو بعض السفارات والاتحاد الأوروبي قضيته؛ ولا يُسمح لهم بالاختلاط مع عامة السجناء عندما يخرجون.

وأردف ” لقد دخلت إلى سجن الصدر في نهاية يناير 2018 وكان منصور هناك بالفعل”، مشيرا إلى التعذيب النفسي المتمثل بإبقاء منصور في زنزانة صغيرة لفترة طويلة فيما وصفه بـ “ظروف القرون الوسطى”.

وذكر أن منصور ظل نائماً على الأرض منذ احتجازه في الصدر، لكن من المحتمل أنه تلقى مؤخراً أغطية.

وقبل أيام قال خبراء حقوقيون تابعون للأمم المتحدة إن الناشط البارز المؤيد للديمقراطية معتقل الرأي في الإمارات أحمد منصور ربما يعاني من معاملة تصل إلى حد التعذيب بما في ذلك احتجازه في سجن انفرادي لفترة طويلة.

وعبر خبراء حقوق الإنسان عن “بالغ قلقهم” إزاء الحالة الصحية لمنصور وحثوا السلطات الإماراتية على توفير الرعاية الطبية الملائمة له وضمان أن تفي ظروف سجنه بالحد الأدنى من معايير الأمم المتحدة في هذا الصدد وأن تسمح إما بإعادة محاكمته أو بإطلاق سراحه.

وقال الخبراء في بيان مشترك “الظروف السيئة لاعتقاله في الإمارات، بما في ذلك حجزه في سجن انفرادي لفترة طويلة، قد تشكل تعذيبا”.

وأضافوا “تفيد تقارير بأن منصور محبوس انفراديا في سجن الصدر في أبوظبي دون توفير سرير له أو مياه داخل زنزانته وأنه لا يُسمح له (أيضا) بالاستحمام. ورغم أن الزيارات مسموح بها فإنه لا يُسمح له بذلك إلا نادرا”.

وسبق أن عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء اعتقال منصور. وكان منصور، وهو مهندس كهرباء وشاعر، ضمن خمسة نشطاء أدينوا بإهانة حكام الإمارات عام 2011 لكن صدر بحقهم عفو في العام ذاته.

واعتقلت السلطات منصور مجددا في مارس آذار 2017 من منزله بإمارة عجمان بتهم نشر معلومات مغلوطة وشائعات والترويج لأفكار من شأنها إثارة الفتنة والطائفية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي “للإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والإضرار بسمعة الدولة”.

وفي مايو أيار 2018 صدر على منصور حكم بالسجن عشرة أعوام وغرامة قيمتها مليون درهم (270 ألف دولار).

ومؤخرا دعت 13 منظمة حقوقية إقليمية ودولية في بيان مشترك دولة الإمارات إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن أحمد منصور، وغيره من المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين بشكل غير قانوني.

كما انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مؤخرا الإمارات بسبب أسلوب محاكمة وسجن علياء عبد النور التي توفيت يوم السبت داخل أحد السجون متأثرة بإصابتها بمرض السرطان.

ودعت الأمم المتحدة السلطات الإماراتية للتحقيق في ملابسات معتقلة الرأي في الدولة وفاة علياء (42 عاما) وفي “المزاعم ذات المصداقية عن التعذيب وإساءة المعاملة”.

وحاول النظام الإماراتي التهرب من اتهامات من جماعات حقوقية بأن علياء حُرمت من الرعاية الطبية الملائمة ومن التواصل مع أقاربها على نحو منتظم.

وصدر حكم بالسجن عشر سنوات على علياء عام 2017 بعد إدانتها باتهامات منها تمويل جماعات إرهابية. وكانت علياء تعافت من إصابتها بسرطان الثدي لكن عاودها المرض بعد اعتقالها عام 2015. وتنفي أسرتها الاتهامات الموجهة لها وتقول إنها كانت تجمع أموالا لصالح أسر سورية.

ومن حين لآخر يكشف معتقلو الرأي في الإمارات وغيرهم من معتقلين سابقين عن ظروف اعتقال مزرية للغاية وبعيدة تماما عن الحس الإنساني ومتطلبات الإنسان، إلى جانب سوء المعاملة والتعذيب الجسدي والمعنوي، إذ تعتبر المنظمات الحقوقية والاعتبارات الحقوقية والقانونية أن السجن الانفرادي بحد ذاته تعذيبا.