موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

منظمة دولية تطالب بعقوبات رادعة على الإمارات بسبب فضائح التجسس

412

عبرت منظمة سكاي لاين الدولية عن قلقها مما نُشر في تقارير صحفية حول استخدام دولة الإمارات العربية المتحدة لتطبيق يُدعى “توتوك”، من أجل الرقابة والتجسس على الأشخاص حول العالم.

وطالبت منظمة سكاي في بيان صحفي نشرته على موقعها الالكتروني، المستخدمين حول العالم بحذف التطبيق فورا وانتظار نتائج التحقيق الأمريكي ضده.

ووفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين قاموا بتحقيقٍ استخباراتي، فإنّ (ToTok) في الواقع أداة تجسس تستخدمه حكومة الإمارات لمحاولة تتبع كل محادثة وحركة وعلاقة وتعيين وصوت وصورة لمن يقومون بتثبيته على هواتفهم.

وأتاح التطبيق إلى حكومة الإمارات العربية وسيلةً مباشرة للتجسس على الأشخاص، بعد أن كانت تلجأ الدول إلى شركات مختصة في التجسس وأجهزة الرقابة، لقرصنة واختراق حسابات الأفراد والحصول على معلوماتهم، لكنّ الآن أصبح الأفراد يقدمون بياناتهم بشكل مباشر إلى جهة تتبع إلى الحكومة رأسًا.

وأوضح التقرير بعد تحليل تقني ومقابلات مع خبراء في الأمن الرقمي، أن شركة (Breej Holding) تقف خلف التطبيق الذي انتشر مؤخرًا حول العالم، وهي كما يٌشير التقرير واجهة تتبع لشركة (DarkMatter) ومقرها أبو ظبي، وهي الناشطة في في مجال الاستخبارات الإلكترونية والتطفل، مشيرةً إلى أن مسؤولون في المخابرات الإماراتية وموظفو وكالة الأمن القومي الأمريكي السابقون وعملاء آخرين يتعبون للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يشاركون في إطار هذه الشركة.

ومن المثير للقلق أيضا تضمّن التقرير تحقيقًا استخباراتي أمريكي، أفضى إلى أن التطبيق “توتوك” له أيضًا علاقة بشركة (Pax AI)، وهي شركة لاستخراج البيانات مقرها أبو ظبي ويبدو أنها مرتبطة بالشركة الأولى أيضًا، ومقرها في نفس مبن وكالة استخبارات الإشارات في طيران الإمارات.

وتُعد شركة (DarkMatter) ذراع للحكومة الإماراتية، وقامت بعمليات اختراق لوزارات ومؤسسات حكومية في إيران وقطر وتركيا، والتجسس على المديرين التنفيذيين لمنظمة كرة القدم العالمية “فيفا”، وصحفيين ومعارضين، وهو ما حذرت منه منظمة سكاي لاين في تقارير عديدة سابقة.

ومنذ أشهر، قام الملايين حول العام بتنزل (ToTok) على هواتفهم المحمولة في أجهزة أندرويد وIOS، وبالأخص في مناطق الشرق الأوسط، وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وأصبح التطبيق من أكثر التطبيقات الاجتماعية التي تم تنزيلها في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

ووفقا لما رصدته منظمة سكاي لاين فإن التطبيق يقوم بتتبّع موقع المستخدمين من خلال توقعات حول الحالة الجوية، كما يقوم بالبحث عن جهات اتصال جديدة، عندما يتصل به المستخدم، بذريعة “محاولة التواصل مع أصدقائه”، كما يصل التطبيق إلى أجهزة التسجيل الخاصة بالهواتف المحمولة، كما تفعل تطبيقات “فيسبوك” و”انستغرام”.

ومما يثير القلق والكثير من التساؤلات أيضا أن منصات شبه رسمية قامت بالترويج لتطبيق (ToTok)، على اعتبار أنه تطبيق مجاني لطالما “سعى إليه الإماراتيون”.

حيث وصلت رسائل إلى المستخدمين في الإمارات خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، ، ينبههم باستخدام التطبيق، الذي أشارت إلى أنه “تطبيق مراسة مجاني وسريع وآمن”، مع رابط لتثبيت التطبيق.

لاحقا، فإن “جوجل” و”آبل” أزالتا تطبيق “توتوك” من متجرها الخاصّ على أجهزة في خطوة مهمة لمتابعة مجرى التحقيق في مزاعم التجسس.

معلومات خطيرة تتطلب تحقيقًا

قالت منظمة سكاي لاين الدولية إن المعلومات التي جرى نشرها في تحقيق نيويورك تايمز، يُثير قلقًا كبيرًا على أمن الأشخاص وخصوصياتهم، وهذا يتطلّب فتح تحقيقٍ من قبل الشركات الكُبرى، إضافةً إلى الجهات المسؤولية والدول الحليفة لحكومة الإمارات العربية المتحدة.

وبيّنت سكاي لاين الدولية أن هذه ليست المرة الأولى التي ترتبط فيها حكومة الإمارات بعمليات مراقبة وتجسس، فهي لها تاريخ طويل في هذا المجال، خصوصًا في مراقبة الصحفيين والنشطاء والمعارضين.

وذكّرت المنظمة الحقوقية بالمادة 12 من الإعلان العالمي التي تقول: “لا يجوز تعريض أحد لتدخُّل تعسُّفي في حياته الخاصة أو في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته، ولا لحملات تمسُّ شرفه وسمعته. ولكلِّ شخص الحق في أن يحميه القانونُ من مثل ذلك التدخُّل أو تلك الحملات”.

وشدّدت سكاي لاين الدولية على ضرورة أن تلقى الإمارات عقوباتٍ رادعة، إذا ثبت تورّطها في استغلال التطبيق من أجل الرقابة والملاحقة، وهذا ما يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق الدولية.

كما طالبت المنظمة بفرض عقوباتٍ على الشركات الضالعة في هذا الانتهاك الخطير، وخصوصًا المرتبطة بحكومة الإمارات، داعيةً شركات جوجل وآبل إلى التثبت من تورط التطبيق في ملاحقة المستخدمين عبر هواتفها.

وأكدت المنظمة على أهمية قيام الشركات العالمية بتوعية مستخدميها من أجل إزالة التطبيق من هواتفهم والتأكد من عدم وجود أي آثار من قبيل وجود ملفات للتجسس وسرقة البيانات كان التطبيق قد ثبتها على الهواتف.