موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

دعوات لتحالف إقليمي في مواجهة مؤامرات الإمارات

260

دعا محللون أتراك إلى تحالف إقليمي في مواجهة مؤامرات الإمارات وخططها التآمرية لنشر الفوضى والتخريب.

حاء في ذلك تقرير نشرته وكالة أنباء تركيا بمناسبة ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي حدثت في تركيا ليلة 15 تموز/يوليو 2016.

وقالت الوكالة إن المحاولة الانقلابية شكلت محطة فارقة في تاريخ العلاقات التركية الخليجية، والتركية الإماراتية بشكل خاص، إثر اتهامات متكررة من أنقرة لأبوظبي بدعم تلك المحاولة.

وكشفت المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا عن مخططات كبيرة للتخلص من التجربة الديمقراطية في البلاد، وتواطؤ عدد من الدول في هذه العملية، سواء بالتخطيط أو التمويل، أو على الأقل الصمت حيالها، فكان دور الإمارات فيها مشابها تماما لمن نفذ الانقلاب الفاشل في الداخل التركي، فكانت هي والانقلابيين بمثابة وجهين لعملة واحدة يعتريها الصدأ.

أيادي إماراتية ومباركة أمريكية

توسعت الفجوة وازداد التوتر في علاقات تركيا والإمارات بعيد المحاولة الانقلاب فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا جائرا على قطر، قابله دعم تركي عسكري للدوحة، قبل أن تعود وينتهي هذا الحصار بمصالحة قطرية سعودية.

ورغم الموقف الرسمي للإمارات “الرافض للانقلاب”، إلا أن ذلك لم يشفع لها لدى الأتراك أنها ساهمت ودعمت وباركت المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.

وحول هذا الموضوع، قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو، إن “المسؤولين الأتراك يؤكدون أن أبو ظبي لها يد في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا عام 2016 ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف حافظ أوغلو أنه “بالإضافة إلى ذلك، يوجد دعم لهذا التوجه ضد تركيا من بعض العواصم الإقليمية، والهدف من هذا الانخراط في محاولة الانقلاب، هو منافسة تركيا في الأدوار الإقليمية التي تلعبها، لأنهم يعتقدون أن تركيا تضر بمصالحهم”.

ولفت إلى أن “الإمارات كدولة في مقارنتها مع تركيا نجد أن عناصر القوة فيها أقل من التي تتمتع بها تركيا سواء على المستوى الجغرافي، البشري، العسكري، تنوع الموارد الاقتصادية وغيرها، لذلك سعت (حسب المسؤولين الأتراك) إلى تقوية وسد هذا النقص من خلال دعم الانقلاب”.

وأكد أن “تركيا لها قوة وهي فاعل محوري ولها دور في الكثير من الملفات أما الإمارات فلديها القوة التي تريد تحويلها إلى دور إقليمي وهذا ما لم تحققه حسب ما نراه في ملفات تنافسية إن صح التعبير كالملف الليبي والسوري وشرقي المتوسط.. وهي ملفات هدفها الضغط على أنقرة”.

وأشار حافظ أوغلو إلى أنه “بناء على جدلية قوة الدور ودور القوة، نتج عن دعم تركيا لقطر في سنوات المقاطعة، ومن ثم جريمة قتل الصحفي السعودي خاشقجي وصولا إلى الملف الليبي والسوري توتر في العلاقات بين تركيا وبعض دول الخليج العربي (الإمارات والبحرين)”.

واستطرد “وهذا ما لم يكن في مصلحة الطرفين وإن كان مسار العلاقات بدأ بالعودة شيئا فشيئاً إلى ما قبل هذه الأحداث الجسيمة.. وهذا ما أدركته الأطراف بأن الضرر يعم كما أن النفع يعم”.

اتهامات مباشرة

عام 2017، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تعلم “من كان سعيداً من الدول عندما كانت تركيا تتعرض لمحاولة انقلاب (..) ونعلم من دفع الأموال لإنجاح هذا الأمر”.

وفي شباط/فبراير 2020، اتهم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الإمارات بـ”السعي للنيل من تركيا وإثارة الفوضى داخلها”، قائلاً إن “محمد دحلان شخص يسعى لزرع الفتنة، ونتعامل معه كإرهابي على خلفية إرساله أموالاً لتنظيم (غولن) الذي يقف وراء محاولة الانقلاب”.

وفي هذا الصدد، قال الصحفي أحمد الهواس، رئيس تحرير موقع “رسالة بوست”، إن “الإمارات لها هدف واضح ومرسوم من السيد الأمريكي والصهاينة، وهو تشجيع الثورات المضادة وضرب النموذج الذي اقتدت به ثورات الربيع العربي وهو النموذج التركي”.

وأضاف الهواس أنه “كان على الإمارات أن تدعم الأنظمة المستبدة وأن تحاول إسقاط النظام الحاكم في تركيا، حيث لعبت على عدة حبال، ومنها الدور الاقتصادي عبر شراء بنوك وضرب العملة وكذلك التعامل مع تنظيم (غولن) الإرهابي”.

ولفت الهواس إلى أن “استخدام الإمارات لمحمد دحلان البارع في العمليات القذرة والتنسيق مع (بلاك ووتر) وجلب المرتزقة، وقمع الشعب المصري، بالإضافة إلى دعم تنظيم PKK/PYD الإرهابي”.

وبيّن أن “الاستخبارات التركية توصلت إلى نتائج مذهلة توضح صلة الإمارات بالمحاولة الانقلابية الفاشلة وتمويل الانقلابيين”.

وأكد أن “دور الإمارات الحالي انحصر في التأثير الخليجي، لا سيما أن دورها في تمزيق اليمن اتضح من خلال سعيها لتمكين الحوثي في الشمال، لتتمكن في الجنوب وتضع يدها على الموانئ”.

وأشار الهواس إلى أن “الأجواء مهيأة الآن أمام الأتراك لفضح الدور الإماراتي وتبيان خطورة الإمارات على المنطقة”، مؤكدا على “ضرورة وجود تعاون تركي مع الذين يرغبون بالخلاص من دول الإمارات السلبي في المنطقة، لا سيما في سوريا”.

وتابع “إن ذلك يكون من خلال دعم مشروع تركيا الذي يقوض مشروع PKK/PYD الإرهابي الذي تدعمه الإمارات ويؤثر على تركيا”.

وفي حزيران/يونيو 2021، كشف المواطن الأردني أحمد محمود عايش الأسطل، المتهم بالتجسس لصالح الإمارات، تفاصيل تتعلق بـ”محاولة تجنيده من قبل جهاز الاستخبارات الإماراتي للقيام بأنشطة تجسس ضد تركيا”.

واعترف الأسطل أنه هو الذي “أعدّ الأخبار والمحتويات التي عُثر عليها في الوثائق الرقمية المضبوطة معه”، مشيرا إلى أن “الاستخبارات الإماراتية هي التي تواصلت معه، ولم يتواصل هو معها”.

وتابع قائلا “حددوا لي معاشاً، إلا أنني مارست مهنتي، وقمت بالعمل الصحفي”، موضحا أن صلته بالاستخبارات الإماراتية “استمرت حتى بعد قدومه إلى تركيا”.

وكان الأسطل الذي يقيم في تركيا منذ عام 2013، يعد تقارير حول “المعارضين العرب” و”الإخوان المسلمين”، وكان ينقل معلومات للإمارات حول التطورات السياسية الداخلية والخارجية لتركيا وعلاقاتها مع العالم، إضافة إلى إعداده تقريرا حول محاولة الانقلاب الفاشلة لتنظيم “غولن” الإرهابي في 15 تموز/يوليو عام 2016.

يشار إلى أن تركيا، كشفت عام 2019، شبكة تجسس إماراتية تعمل في جميع أنحاء البلاد، وتتلقى أوامر مباشرة من “محمد دحلان”، والذي يشغل منصب مستشار ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.

وفي 20 آب/أغسطس 2020، تقدم المدعي العام في العاصمة التركية أنقرة، بطلب إلى “الإنتربول” الدولي من أجل توقيف “دحلان” وذلك بعد وضعه على القائمة الحمراء لأخطر المطلوبين بتهمة “القيام بأنشطة تجسس في تركيا”.

وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.

وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 قتيلا تركيا وإصابة ألفين و 196 آخرين.