موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

موقع بريطاني: الإمارات والسعودية تحاولان توريط أميركا في حرب كبيرة مع إيران

170

نشر موقع (ميدل آيست البريطاني) تحليلا للكاتب تريتا بارسي مؤلف كتاب (خسارة عدو: أوباما وإيران وانتصار الدبلوماسيّة) أبرز فيه أن الإمارات والسعودية تحاولان توريط أميركا في حرب كبيرة مع إيران.

وجاء في نص التحليل: تعرّضت إيران لهجومٍ إرهابيٍّ آخَر. أودى الهجوم بحياة ما لا يقل عن 29 شخصاً في مدينة الأهواز، جنوب غرب البلاد، عندما فتَحَ مسلّحون النارَ على حشدٍ من الجمهور كانوا يشاهدون عرضاً عسكريّاً في يوم الاحتفال بذكرى الحرب.

ولكن على النقيض من الهجمات الإرهابيّة السابقة، قد يُثير هذا الهجومُ انفجاراً إقليميّاً أكبر بكثير، لا يقتصر فقط على الخصوم الإقليميين، السعودية وإيران، بل يضمّ أيضاً الولايات المتّحدة. في الواقع، ربما جرى التخطيط له ليقود إلى انفجار.

لم يأتِ هذا الهجوم الإرهابيّ من فراغ، فقد أعلنت إحدى الجماعات الانفصاليّة العربيّة مسؤوليّتَها عنه أولاً وهي جماعةً تربطها صلة بالمملكة العربيّة السعوديّة اسمها «حركة النضال العربيّ لتحرير الأهواز» Ahvaz National Resistance.

خصوم إيران الإقليميون، لا سِيَّما المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، بدأوا وبشكل متزايد على مدى عقود في كشف ضغوطهم من وراء الكواليس على الولايات المتّحدة لقرون لقصف إيران. إنّ ما اعتادوا على قوله في السرّ يظهر حالياً في العلَن على نحو متزايد.

علاوةً على ذلك، فإنّ تلك الحكومات المَلكيّة لم تعد نشاطاتها مقتصرة على دفع الولايات المتّحدة إلى اتّخاذ إجراء عسكري. وإنّما يعلنون استعدادهم الخاص للهجوم على إيران.

قبل عامٍ واحد فقط، أوضح وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة أنّ المملكة العربيّة السعوديّة ستنقل المعركة إلى «داخل إيران«. وقال «لن ننتظر حتى تصبح المعركة داخل المملكة العربيّة السعوديّة. وبدلاً من ذلك، سنعمل حتى تصبح المعركة داخل إيران».

جرى تفسير كلامه بشكلٍ واسع على أنّه إشارة إلى أنّ الرياض ستزيد من حدّة التوتّرات بشكلٍ خطير مع إيران، وسوف تكثّف دعمَها للجماعات المسلّحة المختلفة المعارِضة للحكومة في طهران.

وبرّر عبد الخالق عبد الله، المستشار لدى حكومة أبو ظبي، هجومَ الأهواز على تويتر، قائلاً إنّه لم يكن هُجوماً إرهابيّاً، وإنّ «نقل المعركة إلى العمق الإيراني خيارٌ مُعلَن«. وحذّر، بما يُنذر بالشرّ، من أنّ هذا النوعَ من الهجمات «سيَزداد خلال المرحلة القادمة».

إذا كان الهجوم في الأهواز جزءاً من تصعيد سعودي وإماراتي أكبر في إيران، فمن المُرجَّح أن يتمثّل هدفُهم في دفع إيران إلى الانتقام، ومِن ثمّ استغلال ردّة فعل طهران لإشعال حرب أكبر وإجبار الولايات المتّحدة على الدخول فيها، خاصّة وأنّ الرياض وأبو ظبي على الأرجح لن تتمكّنا من التغلّب على إيران عسكريّاً وحدَهما (في الواقع، لقد فشلَتا- بعد إنفاق ما يقرُب من 6 مليارات دولار شهريّاً- في هزيمة المقاتلين الحوثيّين في اليمن).

إذا كان الأمر كذلك، فإنّ الهجوم الإرهابيّ يهدف إلى الزجِّ بإيران في الحرب، بقدر ما يهدف إلى إيقاع الولايات المتّحدة في حرب الخيارات. وكما قال وزير الدفاع السابق روبرت غيتس عام 2010، يريد السعوديّون «محاربة الإيرانيّين حتى آخر أميركيّ».

لكن لا يمكن لإدارة ترمب أن تلعبَ دورَ المشاهد الساذج لمثل هذه المخطّطات. إنّ تصرفات ترمب نفسه والتنسيق الوثيق الذي رأيناه بين إدارته والمملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة وإسرائيل ضدّ إيران تُثير احتمالاتِ تفسيرها بشكلٍ مختلف: بأنّ الولايات المتّحدة نفسَها تدفع حلفاءَها ويدفعها حُلفاؤها للدخول في حرب مع إيران.

وجاء هجوم الأهواز بعد يومٍ واحدٍ فقط من توجيه وزير الخارجية مايك بومبيو تهديداً قويّاً لإيران، إِذْ أعلَن أنّ إيران ستخضع “للمساءلة” إذا تعرّضت قنصليّات الولايات المتّحدة في العراق لأيّ هجوم آخر.

فقد تعرّضت القنصليّة الأميركيّة في البصرة بالعراق لهجومٍ خلال الأسبوع الماضي على أيدي القوّات الشيعيّة العراقيّة المقربة من إيران. ولم تقدّم إدارة ترمب أيَّ دليل على تورُّط إيران في هذا الهجوم، لكنّها أعلَنت أنّها ستُهاجِم إيران إذا وقَعت المزيد من مثل هذه الهجمات.

وبدورها، تعرّضت القنصليّة الإيرانيّة في البصرة للهجوم عدّة مرّات خلال نفس الفترة، وألقَت طهران باللوم على الولايات المتّحدة (دون وجود دليل واضح أيضاً).

يتمثل الفارق في أنّ الولايات المتّحدة أصدرَت تهديداً صارِماً تُعلِن فيه أنّها ستتخذ إجراءً ضد إيران بسبب أحداث لا تستطيع واشنطن أو طهران تقديمَ أي دليلٍ عليها.

يتناسب هذا النمط من البيانات والأفعال العدائيّة بشكلٍ جيّد مع مذكّرة كتبها مستشارُ الأمن القوميّ جون بولتون- الذي يمتلك تاريخاً من التلاعُب بالمعلومات للزجّ بالولايات المتّحدة في الحرب– في أغسطس/آب عام 2017، قبل أن ينضمّ إلى فريق ترمب.

تفصّل المذكرة كيف أنّ الولايات المتّحدة ينبغي أن تنسِّق مع إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة لِحشد الدّعم -محليّاً ودوليّاً- للانسحاب من الاتفاق النوويّ الإيرانيّ وفرض سياسة أكثر عدوانيّة بكثير ضد إيران. تنصّ المذكرة تحديداً على «تقديم المساعدة» لعرب خوزستان، وهي الأقلية التي يزعم مرتكبو هجوم الأهواز تمثيلَها.

ويقول بولتون أيضاً أنّ إدارة ترمب ينبغي أنْ تطلُبَ من إيران دفعَ ثمن دورِها -غيرِ الموجود- في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، في الوقت الذي تعرض فيه على إيران حواراً مُخادِعاً وسط سياسة مواجهة. تتبع إدارة ترمب في سياستها تجاه إيران نهجَ مذكّرة بولتون نقطةً بنقطة تقريباً. إنّ حجة تقديم المساعدة للانفصاليّين الخوزستانيّين تعدّ إدانة بشكل خاصّ.

ويثير هذا شُكوكاً مشروعة بأنّه إذا كان وراء الهجوم الإرهابيّ أصابع سعوديّة أو إماراتيّة، فقد لا يكون ذلك محاولة منهما لإقحام الولايات المتّحدة في حرب، إِذْ يتولّى ترمب نفسُه دورَ القيادة.

بالنسبة للمملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، يُعَدّ هذا منطقيّاً من الناحية الاستراتيجيّة. إذْ إنّ قدرتَهما على التنافس على المدى الطويل مع الدولة الإيرانيّة الأكبر حجماً والأكثر تماسكاً هي أمرٌ مشكوك فيه بشكل كبير. ولكن إذا تمكّنَتا من إقناع الولايات المتّحدة بتعزيز تواجدها العسكريّ في الشرق الأوسط، فإنّهما بذلك يمكنهما استغلال القوة الأميركيّة في تحقيق التوازن مع إيران. لا يعدّ هذا منطقيّاً بالنسبة للولايات المتّحدة، التي توسّعت بالفعل أكثر من اللازم في الشرق الأوسط على حساب مصلحتها الاستراتيجيّة في آسيا وفي الداخل الأميركي.