موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات والبحث عن نفوذ جديد في معركة الحديدة اليمنية

88

اعتبر معهد (أمريكان انتربرايز) هجوم عسكري مرتقب تقوده الإمارات في مدينة “الحديدة” (غربي اليمن) يعرض المصالح الأمنية الأمريكية للخطر في شبه الجزيرة العربية في ظل الظروف الحالية. كما شكك باحث بارز مهتم بشؤون اليمن في نوايا الدولة من العملية وقال إنها تبحث عن نفوذ جديد يعزز سلطتها.

وقال المعهد الأمريكي في تقرير لحالة اليمن في يونيو/حزيران، إن الهجوم الذي تقوده الإمارات على مدينة الحديدة الساحلية أصبح أمراً مؤكداً. حيث لم يحصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على اتفاق يقضي بانسحاب الحوثيين من المدينة الساحلية.

وأشار المعهد إلى أن الإمارات حددت موعداً نهائياً لقوات الحوثيين للاتفاق مع الأمم المتحدة على الانسحاب في 30 يونيو/حزيران؛ وبعد ذلك من المرجح أن يبدأ هجوم على المدينة الساحلية. تخطط القوات اليمنية المدعومة من الإمارات للتقدم شمالاً على طول الطريق الساحلي باتجاه الميناء بينما تتحرك في نفس الوقت باتجاه الشمال الشرقي حول المدينة للاستيلاء على الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بصنعاء.

ولفت المعهد إلى أن مسؤولي التحالف صرحوا مراراً وتكراراً بأنهم ينوون الاستيلاء على الميناء وليس المدينة بأكملها. وسيتطلب الاستيلاء على الميناء قوات مدعومة من الإمارات تمر من خلال المناطق الحضرية الكثيفة إذا اعتدوا على الميناء برا.

من غير الواضح كيف تخطط الإمارات للحفاظ على السيطرة على الميناء ومواصلة مهامها بينما تسيطر قوات الحوثي على المدينة. تقوم قوات الحوثي بتعطيل خط الإمداد الرئيسي للهجوم من خلال الهجوم المضاد في منطقتي الفازة والجاح، الواقعتين على طول الطريق الساحلي في جنوب محافظة الحديدة.

انتقام الحوثيين من الإمارات

ولفت المعهد الأمريكي إلى أن جماعة الحوثي قد تنتقم من الإمارات لهذا الهجوم، حيث أنها قد تطلق الصواريخ الباليستية على أهداف في الدولة أو القواعد الإماراتية الموجودة في القرن الأمريكي إذا ما كانت الإمارات تهاجم مدينة الميناء. وقد تهاجم قوات الحوثي أيضاً السفن التجارية في البحر الأحمر بصواريخ بحرية أو بقوارب مفخخة يتم التحكم بها عن بًعد.

وفي الأول من يونيو/حزيران أدعى الناطق باسم الحوثي العميد شرف غالب لقمان أنَّ أبوظبي باتت الآن في مدى الصواريخ الباليستية. وأطلق الحوثيون صواريخ باليستية على الرياض يوم 24 يونيو/حزيران رداً على الهجوم في الحديدة، والتي قد تعني إشارة للإمارات بإمكانية وصول صاروخ إلى أبوظبي.

يمتلك الحوثيون صاروخ نوع بركان-2والذي يملك مدى واضحاً إلى ألف كلم ويتطلب فقط 350كلم للوصول إلى أبوظبي. وتوقع المعهد أن يكون الحوثيون قادرين على تطوير القدرة للوصول إلى الإمارات العربية المتحدة.

التشكيك في نوايا الإمارات

بالتزامن مع العملية العسكرية تقول الإمارات إن الهدف الرئيس هو انقاذ المدينة وسكانها من الحوثيين وإجبار الميلشيا على الجلوس في طاولة مفاوضات، لكن الباحث في معهد تشاتام هاوس البريطاني بيتر سالسيبري، لفت إلى أنه” هناك أسباب أخرى وراء أهمية الحديدة بالنسبة للإمارات فغالباً ما يتم تصوير الحرب الأهلية في اليمن على أنها قضية من جانبين، ولكنها في الواقع أكثر تعقيداً.

ترى الإمارات أن هجوم الحديدة ليس فقط طريق لكسر جمود الحرب، بل أيضاً كفرصة لتعزيز الكيانات التي تدعمها حتى تتصدر أي تسوية سياسية في نهاية المطاف”.

وأشار الباحث البريطاني في تحليل نشرته دورية فورين أفيرز الأمريكية، إلى أنه ومنذ بداية الحرب، دعمت الإمارات في المقام الأول الجماعات الانفصالية الجنوبية والسلفية. بالمقابل ألقت السعودية بثقلها خلف الرئيس المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي ومجموعة من القوى القبلية والعسكرية والسياسية المرتبطة بالإصلاح، وهو الحزب الإسلامي السني الرئيسي في اليمن القريب من الإخوان المسلمين.

وقد أعاقت التوترات بين مختلف القوى المدعومة من التحالف التقدم في جبهات القتال؛ خاصة في مدينة عدن الجنوبية، حيث هاجمت القوات الانفصالية المدعومة من الإمارات حلفاء هادي في يناير/كانون الثاني الماضي؛ أما في تعو اشتبك المقاتلون التابعون للإصلاح بشكل مماثل مع الإمارات. تنازع الأطراف للدعم أنشأ المعارك الداخلية التي منعت قوات التحالف من تشكيل جبهة موحدة ضد الحوثيين.

وقال سالسيبري إن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يرى أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر “بوابة للتطرف” وتعتبرها واحدة من أخطر التهديدات الأمنية في المنطقة.

ونتيجة لذلك، فإن ابن زايد ودائرته غير راضين عن تقارب هادي مع حزب الإصلاح، حيث يرتبط حلفاء الرئيس الرئيسيون في الشمال بالحزب، ونائبه وقائد القوات المسلحة، علي محسن الأحمر، معروف أن لديه تعاطف مع الإسلاميين.

وأضاف: “تمثل القوات المشتركة التي تقاتل للوصول إلى الحديدة تحت إدارة دولة الإمارات نوع الكيانات التي ترغب الإمارات في رؤيتها بعد الحرب: القوات المحلية مثل مقاومة تهامة والانفصاليين الجنوبيين، والسلفيين، يملكون دوافع دينية ولكن (على ما يبدو) غير مهتمين ببقاء أو اندثار الإسلام السياسي.

وتابع: “إذا سيطرت الإمارات على الحديدة يمكن أن تضع حاكماً على المدينة. أحد المرشحين المحتملين للقيادة هو طارق صالح، ابن أخ الرئيس السابق، الذي يقود الحرس الجمهوري. إذا ما تم هزيمة الحوثيين، فإن طارق صالح يمكن أن يصبح رمزا لحزب المؤتمر الشعبي العام القومي والعلماني. الانتصار والسيطرة على الميناء سيعطي دولة الإمارات يد أقوى في المفاوضات السياسية المستقبلية، التي يمكن أن تستخدمها لتقويض الحوثيين والإصلاح”.