هاجم جمال السويدي رئيس مكتب البعثات بوزارة شؤون الرئاسة الإماراتية ومدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في الإمارات، المساجد، قائلاً إنها تحولت لمراكز للتجنيد، مبرراً الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا.
وقال السويدي في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: إن “وظيفة المسجد تحولت من دار للعبادة إلى مركز للتجنيد والاستقطاب لمصلحة الجماعات الدينيه السياسية ومؤخراً مكان لقتل المصلين الآمنين”.
وظيفة المسجد تحولت من دار للعباده الي مركز للتجنيد والاستقطاب لمصلحة الجماعات الدينيه السيا سيه ومؤخراً مكان لقتل المصلين الآمنين
— Prof. Jamal Sanad Al-Suwaidi (@suwaidi_jamal) March 16, 2019
ولم يكن الاعتداء الإرهابي ضد مسجدي نيوزيلندا، والذي وقع الجمعة الماضي، وقتل نحو 50 مصلياً مسلماً فيهما، عفوياً، ولكنه جاء بعد سلسلة تحريضات مسبقة ضد المسلمين والمساجد في أوروبا؛ من جهات يمينية أوروبية مختلفة.
كما أن تعزيز الإسلاموفوبيا في الغرب لم يأتِ من داخل الدول الأوروبية فقط، ولكن أسهم فيه مسؤولون ونشطاء عرب؛ كان أبرزهم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
السويدي هاجم في تغريداته الجماعات الإسلامية، وقال: إن “خلاصة التجارب تشير إلى أن الجماعات الدينية السياسية تفتقر إلى النضج والخبرة السياسية التي تمكنها من قيادة الشعوب وتحقيق تطلعاتها التنموية مثال جمهورية مصر العربية أيام محمد مرسي”.
خلاصة التجارب تشير الى ان الجماعات الدينيه السياسيه تفتقر الى النضج والخبرة السياسيه التي تمكنها من قيادة الشعوب وتحقيق تطلعاتها التنموية مثال جمهورية مصر العربيه أيام محمد مرسي
— Prof. Jamal Sanad Al-Suwaidi (@suwaidi_jamal) March 17, 2019
ويكمل الإماراتي السويدي ما بدأه بن زايد سابقاً من تحريض ضد مسلمي أوروبا، وغيره من السياسيين والمسؤولين الإماراتيين.
وفي ملتقى “مغردون” الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، في 2017، حذر بن زايد الأوروبيين من وجود 50 مليون مسلم في بلادهم، ومن ضمنهم يخرج إرهابيون ومتطرفون.
ويقول نشطاء عرب إن تلك التصريحات انعكست ضد مساجد المسلمين في أوروبا على عدد من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تبنّتها في خطاباتها التحريضية ضد المسلمين، الأمر الذي زاد من الاعتداءات ضدهم، والتي كان أكثرها وحشية مجزرة مسجدي نيوزيلندا، أمس الأول الجمعة.
وكانت ذكرت وسائل إعلام دولية أن منفّذ مجزرة مسجدي نيوزيلندا، برينتون تارانت، زار 11 دولة قبل أشهر قليلة من المذبحة التي أوقعت 51 قتيلاً من بينها دولة الإمارات.
وبدأ الإرهابي الأسترالي بجولته سنة 2016، وشملت تركيا والإمارات والبوسنة والهرسك وصربيا وكرواتيا والجبل الأسود وباكستان وكوريا الشمالية وبلغاريا ورومانيا والمجر.
والدول الثلاث الأخيرة تقع ضمن منطقة جغرافية واسعة، وتعتبر ساحة لأحداث ومعارك تاريخية أشار إليها القاتل في بيانه المنشور عن أفكاره ودوافعه.
ووفقاً لتقرير قناة “تي آر تي وورلد” التركية الحكومية، فإن الإرهابي تواجد بتركيا بين 17 و20 مارس، وبين 13 سبتمبر و25 أكتوبر 2016.
وقال مسؤولون أتراك إن تارانت بقي في تركيا 43 يوماً في زيارته الثانية، وإنه ربما كان يعتزم القيام بهجوم إرهابي أو عملية اغتيال.
في السياق ذكرت قناة “أيه بي سي” التي تبث في أستراليا، أن الإرهابي المذكور زار أيضاً مناطق في أوروبا وجنوب وشرق آسيا، وتواجد في باكستان عام 2018، كما نشرت القناة صوراً تُظهره في كوريا الشمالية.
وأعلنت السلطات في بلغاريا فتح تحقيق في جولة “تارانت” في البلاد، وقال المدعي العام البلغاري، سوتير تساتساروف، إن الإرهابي زار بلغاريا في الفترة بين 9-15 نوفمبر 2018، وإنه أراد “زيارة المواقع التاريخية ودراسة تاريخ هذا البلد البلقاني”.
ووصل منفذ المجزرة إلى العاصمة البلغارية صوفيا قادماً من دبي، في 9 نوفمبر الماضي، واستأجر سيارة في اليوم التالي لزيارة مواقع تاريخية في 10 أماكن مختلفة.
وغادر القاتل في 15 نوفمبر في طائرة إلى رومانيا، حيث استأجر سيارة سافر بها إلى المجر، وتبيّن أيضاً أنه زار عدة دول في البلقان، بين 28-30 ديسمبر 2016، حيث سافر بالحافلة في صربيا وكرواتيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك.
وقالت السلطات البلغارية إنها على تواصل مع السلطات في الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا والإمارات وصربيا والجبل الأسود للبحث في تلك المعلومات.