موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

هوس التسلح والنفوذ يسيطر على حكام الإمارات ويهدد مستقبلها

320

بينما قال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الذكرى الـ42 لتوحيد القوات المسلحة في مايو الماضي: “قواتنا المسلحة هي قوة سلام واستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، ولم تكن قط في أي مرحلة من تاريخها، قوة عدوان أو بغي”، رأت صحيفة “صاندي تايمز” أن الإمارات تستعرض قوتها بالمنطقة ولن تتخلى عن طموحاتها في اليمن حتى لو توقفت الحرب.

وأضافت الصحيفة، الإمارات من أكثر الدول التي تتدخل عسكرياً في المنطقة. جنرالات أمريكا في أفغانستان يعتبرونها “اسبرطة الصغيرة” أي أنها قوة عسكرية مكرسة لإعادة تشكيل ميزان القوة الحساس في المنطقة.

ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله: “هذا بلد غني ومستقر” و “يحاولون استخدام هذا لزيادة التأثير في المنطقة”. وبناء على توجيهات محمد بن زايد، تحولت الإمارات من دولة ناعسة إلى أهم قوة في المنطقة. وجيش الإمارات مسلح جيداً ولكن بخبرات قليلة.

واستطردت الصحيفة، التوسع الإماراتي أثار أسئلة حول ما إن كانت الدولة الصغيرة تبالغ في لعب دور أكبر من حجمها.

وفي مقال في مجلة أتلانتيك الأمريكية، جاء أن سياسات جديدة بدأت منذ 2015 في المنطقة العربية، تقودها السعودية ومصر والإمارات، هدفها الجوهري منع عودة الثورات نهائيا. ورأت المجلة أن الاستبداد الشديد والمتزايد سيعطي المعارضة العربية وخاصة الإخوان  شرعية أكبر، وإذا فشلت الأنظمة اقتصاديا فسيكون مستقبل المنطقة أسوأ من عدم الاستقرار في فترة الربيع العربي.

ومن جهته، تحدث موقع أمريكي في تقرير مهم عما أسماه “القتلة الآخرون في الخليج”، مرفقا صورة محمد بن زايد ومحمد بن راشد، مسلطا الضوء على فظائع أبوظبي وجرائمها الحقوقية داخل الدولة وخارجها، مطالبا بفرض عقوبات أمريكية عليها.

ومما قاله الموقع: نجحت الإمارات صاحبة المغامرة الإقليمية الكارثية والاستبداد الذي لا يرحم  في تجنب نظرة واشنطن عن مسؤوليتها الخاصة عن المذبحة التي تعصف بالمنطقة. وزعم الموقع، طوال فترة الحرب في اليمن كان “الإماراتيون متوحشين ومتهورين مثل السعوديين”.

وبالنسبة للإمارات، كان السعوديون بديلاً مفيداً للطموحات الإقليمية الضخمة. إذ سمحت العلاقة الإماراتية مع المملكة لهم بأن يتغلبوا على وزنهم. هذا ليس شيئًا جيدًا، على حد تقدير الموقع.

وأضاف، دولة الإمارات سيئة مثل السعودية، ولكن أقل خبثا وأكثر كفاءة. وهذا ما سمح لها بالتحليق تحت شاشة الرادار في الغرب والهروب من الفحص الدقيق.

أما الباحث  الفرنسي “ستيفن لاكروا”، فقد أشار أن مشروع أبوظبي أساسه تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة “استقرار سلطوي” تحكمها أنظمة على منوال الإمارات، محصنة ضد الثورات، و”أبوظبي مستعدة للتعاون من أجل ذلك حتى مع إسرائيل”.

وأوضح، يقوم مشروع الإمارات سياسيا على “حرب لا هوادة فيها على الإسلام السياسي، وقودها حقد خاص وشديد على حركة الإخوان المسلمين التي ينصبها الرجل القوي في أبوظبي ولي العهد محمد بن زايد عدوا له”.

وأضاف: “السعودية مهووسة بإيران وتحارب ضد توسعها، ولكن الإمارات تشاركها في ذلك على سبيل المجاراة لا القناعة، وبالمقابل تجاريها السعودية في الأزمة مع قطر”.

ومؤخرا كشف موقع “ميدل إيست آي”، أن اللبناني جورج نادر ، كان قد نظم قمة سرية لزعماء عرب على يخت في البحر الأحمر أواخر عام 2015، اقترح خلالها عليهم إنشاء مجموعة إقليمية نخبوية من ست دول، لتحل محل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية المُحتضرة.

وضم الاجتماع محمد بن زايد و محمد ابن سلمان والسيسي وملك الأردن و ولي عهد البحرين، وكان من المقرر أن تضم المجموعة ليبيا. وتمحور الاجتماع حول إدارة تشكيل المنطقة بما يسمح بهيمنة السعودية والإمارات عليها، ومواجهة تركيا وإيران.

وقالت مجلة “إيكونوميست”: يخوض السعوديون والإماراتيون الثورة المضادة ضد الربيع العربي وآمال الديمقراطية. وللأسف فقد منحتهم الولايات المتحدة صكا أبيض لعمل ما يريدون. وسيجلب فشل “إصلاحات” (محمد بن سلمان) الاضطرابات إلى منطقة الخليج التي تجنبت ثورات الربيع العربي عام 2011.

وبتقييم آخر، قال موقع “موند أفريك” الفرنسي: يعزى “التدخل الإماراتي في ليبيا دبلوماسيا وعسكريا إلى اهتمام أبوظبي بالإمكانيات الاقتصادية التي تتمتع بها ليبيا”. الإمارات تخوض حربا على الإسلاميين في العالم العربي، خاصة الإخوان، وهي تواصل تحقيق ذلك بالتدخل في ليبيا وباقي البلدان العربية، لاجتثاث “الإسلام السياسي”.

أما موقع “جيمس تاون” فتحدث عن إستراتيجية الإمارات في تقسيم اليمن ومحاربة حزب الإصلاح، ومواجهة الإخوان في المنطقة. وأكد الموقع أن أبوظبي لا تريد إقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن، ولكنها تمارس سياسة فرق تسد لتتمكن من السيطرة على اليمن، على حد قوله.

ومن جهتها، قالت صحيفة nzz السويسرية: على الغرب أن يعيد التفكير في سياسته المتعلقة بالإمارات والسعودية. إذ “يرى الحكام الملكيون في الرياض وأبو ظبي،..  في حركة الإخوان المسلمين تهديداً لسلطتهم ونفوذهم. منذ الربيع العربي، 2011، تشن الإمارات بشكل خاص حرباً شرسة ضد الإخوان المسلمين. وفي اليمن قام الإماراتيون باستئجار مرتزقة أميركيين لاغتيال قيادات الإخوان.

ومن جانبها، قالت إذاعة’’ فرانس-انفو’’: إن أبو ظبي تمولُ سياسة التأثير على السواحل الإفريقية بالتركيز على البلدان الهشة كإرتيريا، و أرض الصومال وجيبوتي، لإنشاء قواعد خلفية على الساحل الشرقي لإفريقيا للخروح من المواجهة مع إيران في الخليج.

وفي مجلة “ناشيونال إنترست”، جاء: وسَّعت الإمارات من علاقاتها التجارية والعسكرية إلى أرض الصومال وجيبوتي وإرتيريا، وهو جزء من خطة إماراتية للسيطرة على ممر قناة السويس والمحيط الهندي الحيوي المتمركز حول باب المندب المائي في اليمن، غير أن هذه الخطة فشلت في الصومال وجيبوتي.

أما موقع “مودرن دبلوماسي” البريطاني، فقال إن السعودية والإمارات تقومان برعاية مالية لدولتي إثيوبيا وإريتريا، في محاولة منهما لإقامة نظام إقليمي جديد يقوم على ربط أمن الخليج مع أمن القرن الأفريقي.

وفي نوفمبر الماضي، صدرت دراسة فرنسية مهمة عن محمد بن زايد وعن محمد بن سلمان، وصفتهما “بأنهما وجهان لمشروع استبدادي واحد”، على حد قولها.

ومما زعمته الدراسة: سبب إبقاء محمد على خليفة بالسلطة، أنه يريد حجز منصب ولي عهد أبوظبي لابنه خالد، على حساب سلطان ومحمد ابني خليفة، وكذلك على حساب أشقائه حمدان وهزاع وطحنون ومنصور وعبد الله الذين قتل طموحاتهم، بحسب تعبير الدراسة.

ورأت الدراسة، أنه من العناصر الأساسية لقوة محمد بن زايد اعتماده على الجيش. إذ يعتبر الجيش إلى حد بعيد القناة الأولى لإعادة توزيع الثروة وإيصالها للإمارات الشمالية.

ومما يفتخر به محمد بن زايد أنه يسعى لاستبدال العلاقات المحلية أو القبلية بالولاء للأمة أو الدولة. ومع ذلك يريد القطيعة مع ملحمة أبيه البدوية التي يعتبر أن الزمن عفا عليها، على حد تقدير الدراسة.

واعتبرت الدراسة أن قوة الإمارات الحالية غير مرتبطة بإستراتيجية أمن إقليمي، ولا بتوسعية سياسية واقتصادية، بل أن زعيم الحرب محمد بن زايد يهدف إلى إظهار القوة لردع الآخرين، وأيضا لتعبئة مواطنيه، على حد زعمها.