موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وثيقة سرية تكشف ارتباط الإمارات بتمويل أعمالا إرهابية في أوروبا

265

كشفت وثيقة سرية حصلت عليها “إمارات ليكس” عن ارتباط النظام الحاكم في دولة الإمارات بتمويل أعمالا إرهابية في أوروبا.

وتضمنت الوثيقة شهادة موظفة سابقة في مشروع Raven في أبو ظبي أفادت فيها أن دولة الإمارات لها علاقة مباشرة ببعض أكثر الأعمال الإرهابية تطرفا التي ارتكبت في أوروبا.

ويتم ذلك من تحت غطاء تمويل الإمارات برامج لمساعدة المناطق الفقيرة التي تشجع التطرف والتشدد، ثم تستخدم التكنولوجيا لجمع المعلومات الاستخبارية وابلاغ حلفائها الأوروبيين عن المشتبه بهم بزعم “التعاون في جهود مكافحة الإرهاب”.

وفي يناير/كانون الثاني ٢٠١٩، ذكرت وكالة رويترز أن مشروع Raven أنشئ لتطوير تكنولوجيا تستخدم للتجسس على حكومات أخرى وعلى نشطاء في حقوق الإنسان الذين ينتقدون النظام الإماراتي الحاكم.

وشملت القائمة موظفين سابقين في الاستخبارات الأمريكية استخدموا مهاراتهم في اختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخاصة بخصوم العائلة الحاكمة في الإمارات.

وقد وافقت موظفة سابقة في مشروع Raven على أن تشارك تجربتها بشرط عدم الكشف عن هويتها. حيث أنه

في عام ٢٠١٥، تسلمت شركة إماراتية تدعى (Dark Matter) أعمال مشروع Raven. وانضمت إليهم الموظفة وهنا أصبح البرنامج مصدر شك أكبر لها.

وقد اكتشفت الموظفة أدلة على دفع مبالغ من الإمارات إلى مروان محمد، الرئيس السابق لمنظمة المعونة الإسلامية في فرنسا، وهي منظمة جماعية ضد الإسلاموفوبيا، وهي مرتبطة بشكل غير مباشر بتعزيز التطرف وتم حلها منذ ذلك الحين.

وكانت الاستخبارات الإماراتية تراقب حسابات شبكات التواصل الاجتماعي لفروع منظمة المعونة الإسلامية وتطلع حلفاءها على تفاصيلها.

ويعتقد أنه بناء على هذه المعلومات دفعت فرنسا إلى بدء حملة على مستوى البلاد ضد منظمات الإغاثة الإسلامية عقب قطع رأس مدرس المدرسة المتوسطة الفرنسى سامويل باتى.

وقالت الموظفة السابقة إن الإمارات تمارس لعبة خطيرة من وجهين، أحدهما لدعم الإرهاب والآخر التعاون في مكافحة الإرهاب لكسب ود الجميل مع حلفائها، وهي تأمل في الكشف عن هذه المعلومات أن يتمكن العالم من رؤية الحقيقة.

وقد قطعت الإمارات في الأعوام الأخيرة شوطا كبيرا في تأسيس وإدارة واحدة من أكبر شبكات القرصنة والتجسس الإلكتروني في العالم، بخبرات إسرائيلية وأمريكية.

بدأ مشروع الغراب Raven التجسسي في العام 2009 بمساعدة أمريكيين من متعاقدين عملوا في المخابرات الأمريكية، ومسؤولين في البيت الأبيض كانوا تحت إدارة جورج دبليو بوش.

ونقلت الإمارات مشروع رافين إلى شركة أمن إلكتروني في أبو ظبي، هي دارك ماترDark Matter، حيث اضطرّت عدد من الأمريكيين بالمشروع إلى إنهاء مهمتهم بعد أن طُلب منهم مراقبة مواطنين أمريكيين باستخدام برنامج التجسس كارما Karma spyware.

يعتمد كارما جزئيا على ثغرة في برنامج iMessage الذي يستخدم في التراسل في أبل، سمحت بزرع برمجيات خبيثة حتى إذا لم يستخدم مالك الهاتف برنامج آي مسج.

وبعد أسبوعين من تركها منصبها في وكالة الأمن القومي الأمريكي، في عام 2014 ، بدأت لوري ستراود Lori Stroud عملها الجديد في المنطقة العربية، رفقة خبراء وعملاء استخبارات أمريكيين عديدين. كان هذا العمل، كما يوضح تقرير أعدته وكالة رويترز، يصب لصالح أعمال غير قانونية تقوم بها السلطات الإماراتية.

وانضمت ستراود إلى مشروع الغراب Project Raven، والذي يتألف من فريق سري يضم أكثر من 12 عميلًا سابقًا في الاستخبارات الأمريكية، تم توظيفهم لمساعدة أبوظبي على المشاركة في التجسس ومراقبة حكومات ودول أخرى، ما في ذلك قطر، بالإضافة إلى نشطاء حقوقيين معارضين للعائلة الحاكمة.

وتطور عملها كما توضح الوكالة لثلاث سنوات، حتى اكتشفت وغيرها من مواطنيها الذين شاركوا في هذا المشروع، أن عملهم يقطع الخط الأحمر، أي استهداف مواطنين أمريكيين ومراقبتهم.

وحسب الوكالة، فإن قصة هذا المشروع تكشف كيف استخدم عملاء سابقون في الحكومة الأمريكية أحدث أدوات التجسس الإلكتروني، لخدمة نظام استبدادي يستهدف معارضيه.

وفي نهاية يناير/ كانون ثاني 2019، انفردت وكالة رويترز العالمية للأنباء بتقرير عنوانه: الإمارات استخدمت سلاحا إلكترونيا فائقا للتجسس على هواتف آيفون خصومها.

ونقلت عن خمسة ضباط سابقين ووثائق برمجية اطلعت عليها رويترز أن أداة التجسس سمحت للإمارات بمراقبة مئات الأهداف بدءا من عام 2016، ومنهم أمير قطر ومسؤول تركي رفيع المستوى والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان.

بعدها بأسابيع عادت الوكالة لتكتب تقريرا حصريا آخر بعنوان “برنامج تجسس إماراتي استهدف رئيس شبكة الجزيرة والإعلامية جيزيل خوري، وهي مقدمة برنامج في تلفزيون (بي.بي.سي) العربي، ورئيس شبكة الجزيرة، وشخصيات إعلامية عربية بارزة أخرى.

وبحسب الرسائل المسربة، فإن الإماراتيين طلبوا أيضا اعتراض مكالمات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والمعارض الإماراتي أحمد منصور، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والذي تم اعتقاله فيما بعد.

في الحالتين استخدم عملاء الإمارات أداة تجسس متطورة تسمى كارما  Karma، في حملة تظهر كيف أن الأسلحة الإلكترونية فائقة الفاعلية بدأت تتسرب خارج القوى الكبرى وتصل إلى أيدي دول أصغر، حسب تعبير “رويترز”.