موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تصعيد غير مسبوق للتطبيع.. وفد وزاري إسرائيلي إلى الإمارات نهاية الشهر الجاري

172

في تصعيد غير مسبوق لمستوى التطبيع المفضوح بين الإمارات وإسرائيل، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغف سترأس بعثة تل أبيب الرياضية التي ستشارك في بطولة “الجودو” في أبو ظبي، نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وقالت الصحيفة إن الإمارات التزمت بالسماح للاعبين الإسرائيليين الذين سيشاركون في البطولة، برفع العلم الإسرائيلي وترديد النشيد الإسرائيلي “هتكفا”، وهو السبب وراء استئناف تل أبيب مشاركتها في البطولة.

وبحسب الصحيفة، فقد رأت تل أبيب أن موافقة الإمارات على السماح برفع الأعلام الإسرائيلية وترديد “النشيد الوطني” هي بمثابة “إنجازٍ دبلوماسي” لها.

وأوضحت “هآرتس” نقلاً عن وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، أن ريغف تلقت دعوة لحضور البطولة، من رئيس “رابطة الجودو العالمية” موريس فيزر، وأن الوزيرة الإسرائيلية ستوقع خلال وجودها في أبو ظبي على اتفاق يضمن تنظيم الدورة المقبلة لبطولة “غراند بيري” للجودو في تل أبيب.

يُذكر أن ريغف، التي تعتبر من صقور حزب “الليكود” الحاكم، وتتبنى مواقف متطرفة إزاء الصراع مع الشعب الفلسطيني، ستزور أبو ظبي، وستحضر بطولة “غراند سلام” للجودو، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودولة الإمارات.

يشار إلى أن الوزيرة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي عميد متقاعد، شغلت في السابق منصب المتحدث بلسان جيش الاحتلال، تجاهر بمواقفها العنصرية تجاه العرب والفلسطينيين، ناهيك بارتباطها الوثيق بجماعات “الهيكل”، التي تدعو إلى تدمير المسجد الأقصى وبناء “الهيكل” على أنقاضه.

وحرصت ريغف، منذ توليها منصبها الأخير، على فرض قيود مشددة على المؤسسات الثقافية والفنية الإسرائيلية التي تحاول تحدي رواية اليمين للصراع مع الشعب الفلسطيني، حيث لم تتردد في وقف تمويل العديد من المسارح الإسرائيلية، التي رأت أنها تتبنى توجهات يسارية.

وسبق لوزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا أن أعلن أخيراً أنه سيقوم بزيارة رسمية للإمارات.

وقبل أيام كشفت “إمارات ليكس” عن عقد لقاء سري بين وزير الخارجية الإماراتية عبد الله بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكدت مصادر متطابقة أن اللقاء عقد يوم الخميس وسبق خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة في دورة اجتماعاتها السنوية رقم 73.

وذكرت المصادر أن اللقاء تناول سبل دفع وتيرة علاقات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بما في ذلك التعاون الأمني والاقتصادي.

واللقاء الذي عقد بعيدا عن وسائل الإعلام ولم يتم الإعلان عنه لوسائل الإعلام تم بتنسيق إسرائيلي إماراتي مسبق.

ولا يعد اللقاء بين عبد الله بن زايد ونتنياهو الأول من نوعه إذ سبق أن تم الكشف عن لقاء بينهما عقد عام 2012، في مدينة نيويورك الأمريكية.

وقالت “هآرتس” الإسرائيلية في تموز/يوليو 2017 إنه بعد سنوات من الحديث عبر وسطاء، اجتمع نتنياهو وبن زايد بداخل فندق إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في مدينة نيويورك، في يوم 28 سبتمبر/أيلول 2012.

وقال وزير الخارجية الإماراتي في ذلك الاجتماع السري لنتنياهو إنه لن يكون هناك دفء في العلاقات مع إسرائيل، إلا بإحراز تقدم مع الفلسطينيين، بحسب ما نقلته الصحيفة الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين كبار، رفضوا الكشف عن هويتهم لحساسية تلك المسألة.

وقد أكد يوسي ميلمان معلّق الشؤون الاستخبارية في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنّ هناك ما يدلل على أن نتنياهو التقى سراً، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمسؤولين عرب من دون أن يسمي وزير الخارجية الإماراتي.

وفي تغريدة كتبها على حسابه في “تويتر”، أوضح ميلمان أنّ زلة لسان صدرت عن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، خلال مشاركته في احتفال ديني يهودي نظم، الليلة الماضية، في نيويورك، وحضره نتنياهو وزوجته سارة، دلّلت على أنّ نتنياهو التقى فعلاً سراً بمسؤولين عرب، وأنّ الأمر لم يقتصر على اللقاء العلني الذي جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأشار ميلمان إلى أنّ قرا أشاد بـ”القدرات القيادية” لنتنياهو، وأنّه من خلال مشاركته في لقاءات جمعت نتنياهو بقادة عرب، أدرك أنّ هؤلاء القادة “يقدّرون” كثيراً رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال الوزير الإسرائيلي، إنّ زعماء الشرق الأوسط الذين يلتقيهم نتنياهو سراً وعلناً يتعاملون معه “كما لو كان قائداً لهم”.

ووجّه قرا حديثه للحضور، قائلاً “أن ترى زعماء من محيطنا في منطقة الشرق الأوسط ينظرون إليه (نتنياهو) بإعجاب وإكبار، إنّهم يتعاملون معه كما لو كان قائداً لهم، تلاحظ ببساطة مستوى توقعاتهم منه، يرغبون في التواصل معه، لأنّه بات جزءاً أساسياً من منظومة الفعل في الشرق الأوسط، وهم يعون أنّه بدون نتنياهو سيكون الأمر مستحيلاً”.

وأضاف قرا، الذي نشرت أيضاً الصحافية الإسرائيلية نوعا لاندوا، اليوم السبت، فيديو يوثق كلمته على حسابها على “تويتر”: “لقد تجسّد هذا الأمر أمام ناظري، لقد عبّروا (زعماء الشرق الأوسط الذين يلتقيهم نتنياهو سراً وعلناً) بالكلمات أحياناً وبلغة الجسد أحياناً أخرى، لقد تحوّل نتنياهو ببساطة إلى مثار إعجاب القادة في الشرق الأوسط”، من دون أن يذكر من هم هؤلاء الزعماء.

وتابع: “هذا الأمر ليس بتحصيل حاصل، هذا لم ينجزه أي زعيم قبله”.