موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات في أسبوع.. فوبيا من الإعلام وفشل في إدارة السمعة

91

يتزايد ابتعاد الإمارات عن حقوق مواطنيها وتطلعاتهم يوماً بعد آخر، تظهر تقارير المراقبة الدولة جانباً واسعاً من تلك الصورة القاتمة لإمارات المستقبل، فمن محاكمات سرية إلى استهداف المعتقلين في السجون، إلى مهاجمة المدونين المطالبين بالإصلاح.

ولعل قضية الناشط البارز “أحمد منصور”، المعتقل لأكثر من عام في سجون الدولة السرية واحدة من تلك القضايا الكبيرة التي تبين كيف تستهدف الدولة مواطنيها الذين ينتقدون بصدق الأخطاء والعثرات داخل البلاد وخارجها.

ومنصور هو رمز لعشرات المعتقلين الإماراتيين الذين طالبوا بالإصلاحات وسعوا من أجل استعادة حقوق المواطنين.

وصدر بيان واحد يوم اعتقاله يشير إلى أن التهم الموجهة إليه “نشر معلومات كاذبة تضر بسمعة البلاد” و”نشر الكراهية والطائفية” على شبكات التواصل الاجتماعي.

المحاكمة السرية

ومع إخفاءه عن العالم طوال عام كان جهاز أمن الدولة، يأمل بهذه الطريقة من أن تمديد فترة احتجاز الناشطين قبل المحاكمة، يجبر العالم الخارجي ببساطة على نسيان القضايا، ويمكن إجراء المحاكمات اللاحقة في صمت وسرية، والحصول على أقل قدر من التدقيق العام قدر الإمكان.

لكن ذلك لم يحدث فقد ضل أحمد منصور علماً من أعلام الإمارات، واستمرت المنظَّمات الدولية في متابعة قضيته والبحث عن أي خيوط للوصول إليه حتى اليوم، وهذا ما جعل جهاز أمن الدولة يبدأ محاكمة سرية كالصوص، بدأت في مارس الماضي.

واستمراراً في تعتيم المعلومات على المواطنين في الداخل، بما في ذلك قضية منصور، قالت المنظمة السويسرية لحماية حقوق الإنسان – SPH، إن أبو ظبي حجبت موقع المنظمة الإلكتروني داخل الدولة.

مسرحية مع فيسبوك

والأسبوع الماضي بدأ “المجلس الوطني للإعلام” ذراع جهاز أمن الدولة الإعلامي، بالشراكة مع شركة فيسبوك، حملة تهدف “إلى الحد من انتشار الأخبار المضللة”.

تمثل فيسبوك شركة رائدة في شبكات التواصل الاجتماعي، باعتبارها تُتيح مناخاً أكبر وأوسع لحرية الرأي والتعبير، وتعاقدها مع “المجلس الوطني للإعلام” ذراع جهاز أمن الدولة للعلاقات مع شركات متعلقة بالإعلام والصحافة والقرصنة الإلكترونية للحد من حرية الرأي والتعبير ومراقبة المدونين، يفتح المزيد من الشكوك حول علاقة جهاز أمن الدولة بفيسبوك منذ فضيحة شركة “كامبردج أناليتيكا”.

وفيما يقوم المجلس -الذي وقع عقداً “أنليتيكا” لمهاجمة قطر ووصمها بالإرهاب على شبكات التواصل من أجل التأثير على الرأي العام الأمريكي في فضيحة كبيرة سبقت فضيحة علاقة بسرقة “أناليتيكا” بيانات مستخدمي فيسبوك – بمحاولات تحسين صورة الدولة في الخارج، لكن المجلس الذي أصدر قانوناً يفرض الترخيص على المدونين في شبكات التواصل المشاهير الحصول على ترخيص، فشل في كل مساعيه.

تراجع في حرية الصحافة

ويمكن لـ”فيسبوك” أنّ تشاهد موقع الإمارات من مؤشر حرية الصحافة، حيث يظهر التقرير الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود الأسبوع الماضي تراجع الإمارات إلى المرتبة 128 من أصل 180 بعد أن كانت في المرتبة 119 العام الماضي.

وأشار التقرير إلى تزايد “العداء” للصحافيين، وقال إن كراهية القادة السياسيين للإعلام وأن ما وصفه التقرير بـ “فوبيا وسائل الإعلام” واضحة جدا لدرجة أن الصحافيين يواجهون بشكل روتيني بتهم متعلقة بالإرهاب، وحيث يتعرض الذين لا يظهرون الولاء للأنظمة للسجن التعسفي.

ولفت التقرير إلى التشريعات التي أصدرتها السلطات في الإمارات لتقييد حرية الرأي والتعبير والذي كانت من نتائجه اعتقال الحقوقي والصحافي أحمد منصور واحتجازه بمعزل عن العالم الخارجي بتهمة نشر “معلومات كاذبة، وشائعات وأكاذيب” من شأنها الإضرار بسمعة دولة الإمارات.

استهداف عمان وقطر

وفي علاقة الإمارات بجوارها الجغرافي، أثار قرار إدارة معرض أبوظبي للكتاب منع كتاب عن “خطابات سلطان عٌمان” قابوس، جدلاً كبيراً في الأوساط الثقافية والشعبية العمانية، حيث  كشف الإعلامي العماني المختار الهنائي أن سبب المنع يعود إلى “اتهام إدارة المعرض لمؤلف الكتاب الكاتب العماني زكريا المحرمي بأنه يميل لجماعة الإخوان المسلمين”.

من جهة أخرى كشفت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، أن موظفاً سابقاً في البنتاغون متخصصاً في العمليات الدعائية في العراق، كان وراء إنتاج فيلم دعائي ضد قطر في الولايات المتحدة بتمويل إماراتي بهدف ربط قطر بالإرهاب.