موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وكالة أمريكية: الإمارات تريد ضمان أمنها بالتطبيع مع إسرائيل

78

كشف تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن الاتفاقية التي ستوقعها الإمارات وإسرائيل خلال أيام لن تؤدي إلى تطبيع كامل للعلاقات، لكنها ستكون بداية عملية لحماية مصالح الدولة الخليجية التي تضغط بقوة على الولايات المتحدة لشراء أحدث طراز من طائراتها الحربية.

وكشف مصدران مطلعان -تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما يناقشان محادثات سرية- للوكالة الأمريكية، أنَّ الخطة تقوم على زيادة التعاون تدريجياً بين الطرفين على مدار عام، بدايةً من التعاون الاقتصادي، ثم تعميق العلاقات الأمنية والاستخباراتية، وصولاً إلى تبادل السفراء.

من جانبه قال نمرود نوفيك، مفاوض سلام إسرائيلي مخضرم وزميل في مركز أبحاث “منتدى السياسة الإسرائيلية”، إنه في حين أنَّ الاتفاقيات المرحلية تكون مهددة بالتعثر في الانتقال من مرحلة لأخرى، خلُص الإماراتيون على ما يبدو إلى أنَّ ذلك “أقل خطورة من الاستيقاظ ذات صباح واكتشاف أنَّ خطوتهم الرئيسية -الخطوة التاريخية- تتحول إلى إخفاقٍ تام”.

إلى جانب ذلك، يظل التطبيع الكامل مسألة شائكة بالنسبة لدولة الإمارات؛ بسبب المقاومة داخل العالم العربي لأنَّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم يُحَل بعد.

لكن أبوظبي ركزت كثيراً على حقيقة أنَّ إسرائيل وافقت على تعليق ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، التي يطالب الفلسطينيون بأن تشترط هذه الصفقة على أن تكون تلك الأراضي جزءاً من دولتهم.

وإذا انهار الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الهشّ وتوجهت البلاد إلى إجراء جولة انتخابية أخرى، فقد تتجدد الضغوط على نتنياهو للتعهد بالضم لتعزيز جناحه السياسي المتشدد.

أما في حين لم يَفُز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ، فإنَّ تأجيل التطبيع الكامل إلى ما بعد الاقتراع يمنح الإمارات نفوذاً مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

من جانبه، قال فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد: “محمد بن زايد يعلم جيداً أنَّ هناك ثمناً سيدفعه من سمعته، وربما لن يكون داخل الإمارات فقط. ومن خلال الحفاظ على مسافة فعلية، ومسافة شخصية من حفل التوقيع (في إشارة إلى عدم حضور حاكم أبوظبي توقيع الاتفاقية)، فإنه يُبقي خياراته مفتوحة” بمعنى أنه ليس لديه “مسؤولية شخصية تربطه بمراسم التوقيع”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إنّ “اتفاقيتي السلام التي سيوقعهما مع الإمارات والبحرين في واشنطن ستضخان المليارات إلى اقتصاد إسرائيل”.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها نتنياهو قبيل ركوبه الطائرة التي أقلعت من مدينة تل أبيب إلى واشنطن، لحضور مراسم توقيع اتفاقيتي التطبيع مع الإمارات والبحرين، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال نتنياهو، بحسب بيان صدر عن مكتبه جمع تصريحاته: “هذه الاتفاقيات ستوحد السلام الدبلوماسي مع السلام الاقتصادي وستضخ المليارات إلى اقتصادنا من خلال الاستثمارات والتعاون والمشاريع المشتركة”.

وأضاف “أسافر لتحقيق السلام مقابل السلام وتوصلنا إلى اتفاقيتي سلام خلال شهر واحد فقط، هذا هو عصر جديد”.

لكت تصريحات نتنياهو بأنه ذاهب لتوقيع “سلام مقابل السلام، سلام مبنيّ على القوة”، إلا أن ذلك لم يمنع الانتقادات داخل الائتلاف الحكومي لإسرائيل للسرية التي يضفيها نتنياهو على الاتفاق.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنه إلى غاية الآن، وقبل يوم واحد من توقيع الاتفاق لا يزال غير واضح ما نوعية الاتفاق الذي سيُوقَّع غداً، متسائلة: هل سيكون اتفاق سلام أم اتفاق تطبيع؟

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الانتقادات ترتفع داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ضد “التفاصيل والبنود” السرية في الاتفاق بين إسرائيل والإمارات والبحرين، خصوصاً في ظل إصرار نتنياهو على الانفراد بالمفاوضات والقرار، وعدم إشراك شركائه في الحكومة، وخاصة وزيري الأمن بني غانتس والخارجية غابي أشكنازي، وحتى عدم ضمهما إلى الوفد الإسرائيلي الرسمي الذي اتجه الليلة إلى واشنطن، فيما يضم الوفد كلاً من رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، والمستشار القانوني لوزارة الخارجية.

ولفت موقع الإذاعة إلى أن عضو الكنيست موشيه أربيل، من حركة “شاس” الحريدية، وجه استجواباً رسمياً إلى نتنياهو حول هذا الموضوع، وتضمن ذلك سؤاله لنتنياهو، هل حقاً وافق على تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مقابل اتفاقيتي السلام مع دولتي الإمارات والبحرين؟ وهل وافق نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية؟

وتأتي هذه الانتقادات أيضاً بعد أن رفض نتنياهو طرح تفاصيل الاتفاق للمداولة في الكنيست، أو حتى في لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست. وقال أربيل إنه لم يتلق أجوبة عن أسئلته، لكنه يتوقع شفافية كاملة، فهناك “تجميد مستمر للبناء في المستوطنات، وعلينا أن نعرف ما هو الثمن الذي ندفعه مقابل هذا الاتفاق”.

وأشار موقع الإذاعة الإسرائيلية إلى أنه “حتى لحظة إقلاع طائرة نتنياهو متوجهة إلى واشنطن لم يُكشَف عن تفاصيل الاتفاق”، وأن رئيس حكومة الاحتلال، خلافاً لعادته، لم يدل هذه المرة بأي تصريحات.

في المقابل، قال رئيس الموساد، قبل صعوده سلم الطائرة، للصحافيين، إنه يأمل أن تنضم دول أخرى، “فنحن نعمل على ذلك”.

ووفق تصريحات إسرائيلية وأميركية مختلفة، تواصل الإدارة الأميركية ممارسة الضغوط على دول خليجية، ولا سيما سلطنة عمان والسعودية، إضافة إلى دول عربية أخرى كالسودان والمغرب، للانضمام إلى اتفاقيات سلام وتطبيع مع دولة الاحتلال.