موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

سياسة الإمارات في تفريخ المليشيات في اليمن.. طعن للشرعية

134

تدخلت الإمارات في التحالف العربي للحرب على اليمن منذ خمسة أعوام تحت شعار رئيسي يقوم على دعم الشرعية اليمنية لكنها على أرض الواقع انتهجت سياسة تفريخ الميليشيات وتوجيه طعنات للشرعية في اليمن.

وفي الذكرى السنوية الخامسة لحرب التحالف، فإن الشرعية اليمنية التي كان الهدف الرئيسي هو تمكينها من الأراضي اليمنية، فلا تزال في الرياض، في منفاها وتتلقى الطعنات ليس من الحوثيين فقط بل من الإمارات ووكلائها في اليمن.

وعلى الرغم من أنّ الإمارات أعلنت خلال العام الفائت سحب قواتها في اليمن، إلا أن تأثيرها لا يزال يعد الأقوى، بعدما تعمدت تفريخ المليشيات في كثير من المناطق ودعم أكثر من محاولة انقلاب على الشرعية.

والضربات التي وجّهتها الإمارات للشرعية في السنوات الخمس من عمر حرب التحالف، بدت أكثر من عمليات حمايتها، وهو ما جعل أبو ظبي تخرج عن مهامها ويتحوّل التحالف إلى عبء، استفاد منه الحوثيون وقاموا بترتيب صفوفهم وقلب المعادلة على أكثر من مسرح عسكري وسياسي.

أبرز صور هذه الطعنات تمثّلت في دعم مليشيات خارج إطار الدولة في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي، وصولاً إلى وجود غامض للتحالف في مناطق لم يصلها الانقلاب الحوثي، لا سيما في سقطرى والمهرة والمكلا، وهو ما أدى إلى تفسخ الدولة في المحافظات المحررة، كما هو حال غيابها في مناطق الحوثيين.

وبرز تطور مهم مطلع فبراير/ شباط الماضي، حين أعلنت الإمارات سحب قواتها من اليمن، والمقدر عددها بـ15 ألف جندي، لكنها أعلنت على لسان نائب رئيس هيئة الأركان عيسى المزروعي، أنها ستستمر عبر 200 ألف مقاتل قامت بتدريبهم خلال السنوات الخمس الماضية.

وتشير تصريحات المسؤول الإماراتي إلى فصائل “الحزام الأمني” و”النخبة الشبوانية” و”النخبة الحضرمية” و”النخبة السقطرية”، وهي قوات انفصالية تديرها قيادات سلفية مقربة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

كما تضم المليشيات الموالية للإمارات فصائل في الساحل الغربي وخليط من قوات تتحدر من محافظات شمالية وجنوبية، وهي قوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، و”ألوية العمالقة” التي تهيمن عليها قيادات سلفية بعضها متشددة، بالإضافة إلى ألوية جنوبية تعرف بـ”قوات الدعم والإسناد” و”لواء المشاة”.

وقبل أشهر من رحيل الإمارات بشكل رسمي، كان السيناريو المرسوم هو الانقلاب على الدولة في عدن والدخول بتسوية سياسية مع الانقلابيين تضمن للانفصاليين دوراً في مستقبل الدولة، في محاكاة للسيناريو الذي نفذه الحوثيون في صنعاء.

وتسبّب تمرد أغسطس/ آب الماضي في عدن من قبل قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي، بالقضاء على مؤسسات الدولة في عدن وطرد القوات الحكومية منها إلى أبين وشبوة، فيما تندلع بشكل شبه يومي اشتباكات بين الأطراف المدعومة إماراتياً بعد ظهور شبكة مصالح تريد إزاحة كل طرف من أمامها.

وفي هذا السياق، اندلعت اشتباكات مسلحة في محيط البنك المركزي اليمني في محافظة عدن، أمس الثلاثاء، بين قوة حكومية وأخرى مدعومة إماراتياً، أسفرت عن إصابة أفراد من الطرفين واحتراق مدرعة.

ويرى مراقبون أن التحالف تخلّى عن دوره بعد أشهر قليلة من تحرير عدن، وانحرفت البوصلة نحو تشكيل مليشيات بديلة عن الدولة خاصة بفعل سياسة الإمارات لخدمة أطماعها في التوسع والنفوذ.

ويعتبر المراقبون أن سياسة الإمارات لم تقم على هدف تحرير اليمن من المليشيات الحوثية وليس لها علاقة بإعادة الشرعية اليمنية إنما خدمة مصالحها ومؤامراتها الخاصة.

وفضلا عن دعم المليشيات خارج إطار الدولة، أثار الوجود الإماراتي والسعودي في محافظتي أرخبيل سقطرى والمهرة شرقي اليمن، الكثير من علامات الاستفهام في اليمن.

إذ أن التحالف انكشفت عورته حين تواجد عسكرياً في مناطق ليس لها علاقة بالحوثي كما في المهرة وسقطرى، واكتفت السعودية باستقدام يمنيين للحرب ضد الحوثي في الحدود، ليقاتلوا عنها بالأجر اليومي، فليس لديها استعداد لخسارة رجالها، وبالتالي تدع اليمنيين يقتلون بعضهم بعضاً ولا مانع من منحهم فتات المال.

وفي عدن، يمرّ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمني والانفصاليين المدعومين من الإمارات في امتحان صعب، فالاختبار السياسي الأبرز للسعودية بات هو الآخر مهدداً بالفشل، مع تصعيد القوات الانفصالية المدعومة من الإمارات وإعادة تموضعها مجدداً في عدد من مناطق محافظة أبين، كانت قد انسحبت منها في الشهرين الماضيين، فضلاً عن رفض قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” تمكين قوات دربتها السعودية من تولي مهامها بتأمين مطار عدن.

وتحاول الرياض إرضاء الانفصاليين عبر الرضوخ لمطالبهم، وفي الأيام الماضية اتهم سفيرها في اليمن، محمد آل جابر، القوات الحكومية بخرق اتفاق الرياض والإعلان عن ساعة الصفر لاجتياح عدن، ودعاها للتوجّه إلى مأرب والجوف، في تبنٍّ ضمني للخطاب الذي ينادي به القادة الانفصاليون بانسحاب قوات الشرعية من محافظات الجنوب حتى يكون باستطاعتهم بسط السيطرة الكاملة عليها.