موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: النظام الإماراتي يغير بوصلته بالتقرب من إيران

138

يصعد النظام الإماراتي خطواته للتقرب من جمهورية إيران الإسلامية بما يظهر تغييرا كبيرا في بوصلة أبوظبي وتوجهاتها السياسية خاصة ما يتعلق بمستقبل التحالف المعلن مع المملكة العربية السعودية.

مؤخرا أنهت الإمارات تجميد مبلغ 700 مليون دولار من أموال إيران في بنوكها وفق ما كشفه عضو البرلمان الإيراني أكبر تركي، موضحا أن هذه الخطوة تأتي في سياق ما قال إنه تحسن طرأ في الآونة الأخيرة على علاقات البلدين شملت التعاملات المالية.

لم يوضح النائب الإيراني طبيعة الأموال المفرج عنها إلا أنه لم يفوت فرصة الترجمة إجراء مصرفي بعبارات السياسة ليضع هذه الخطوة في سياق ما قال إنه توجه إماراتي للتقرب من إيران.

ويبدو أن التقرب الإماراتي من طهران جاء على خلفية إدراكها أن الدول الغربية غير قادرة على تحقيق أمنها، وهو اعتقاد عززته وزارة الخارجية الإيرانية بكشف تحركات جديدة بين إيران والإمارات تتضمن زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين بهدف إزالة التوتر بينهما.

اللافت هنا حرص إيران أن تكون البادئة في الكشف عن هذا الإبحار الإماراتي في اتجاهها بدا ذلك حين أعلن في حزيران يوليو الماضي عن زيارة وفد عسكري إماراتي إلى طهران.

حينها وبعد صمت علقت أبو ظبي باقتضاب مبالغ فيه قائلة إن الزيارة لا تتعدى حدود مناقشة مسائل الصيد والتهريب، لكن ماذا عساها تقول اليوم أبو ظبي بشأن تصريح النائب الإيراني عن إعطائها دفعة منعشة لاقتصاد المنهك بفعل العقوبات الأميركية.

ويبدو أن الإمارات تعمل على إنقاذ نفسها قافزة من المركب السعودي للإجابة وجهان اقتصادي وأمني فالإمارات تقع في صدارة الدول العربية من حيث التبادل التجاري مع إيران كما أنها أكثر دول العالم تصديرا إليها.

ومع عسر فصل الاقتصادي عن السياسي فإن تلك المكاسب لا يبدو أن أبو ظبي راغبة في مغامرة وضعها كاملة في سلة السياسة السعودية تجاه إيران.

ومن جهة أخرى فإن موقع الإمارات قد يجعلها أول الخاسرين لو تحول لهيب التوتر في المنطقة إلى حرب لطالما لمحت طهران إلى ذلك فرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران وصف الإمارات يوما بأنها برج من ورق ينهار حتى بدون صواريخ وترجم جانب يسير من هذا القول إلى فعل نفذه الحوثيون حين واصلت طائراتهم المسيرة المفخخة إلى مطار أبو ظبي.

تصاعد التبدل في ميزان القوى وبلغ ذروته في هجوم أرامكو ومن يفعلها في السعودية قد يفعلها في الإمارات كل هذا ربما دفع أبو ظبي إلى التحول من مرشح لدور الخاسر الأكبر إلى ممارسة دور الفائز الأول في مشهد التهدئة وخصوصا بعدما رأت انعطافة سعودية مفاجئة إلى الحوار مع إيران كإحدى تجليات تردد أميركي يراه البعض تخليا وتصر واشنطن على تسميته بالصبر الاستراتيجي ولكل طاقته في الصبر.

وقت بانت حدود الصبر عند أبو ظبي حين بدأت تنفيذ عمليات انسحاب في اليمن لتفقد الرياض دعما يجعل من النصر الذي تبتغيه في اليمن أمرا مستبعدا وفق ما ذكرته الإيكونوميست هذا بلا شك أفرح الإيرانيين ففي المحصلة الاقتراب من إيران خطوة يعني الابتعاد بذات القدر عن السعودية وهذه بوصلة اعتمد عليها في افتعال أزمة الخليج.

وقبل يومين صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “عباس موسوي” أن مسؤولين في دولة الإمارات تبادلوا الزيارة مع مسؤولين إيرانيين مؤخرا للحد من التوتر في منطقة الخليج.

وأكد “موسوي”، خلال مؤتمر صحفي عقده في طهران، أن بلاده ترحب بأي إجراء من شأنه رفع التوتر بين إيران من جانب والإمارات ودول الخليج من جانب آخر.

وشهدت العلاقات بين أبوظبي وطهران توترا مستمرا، بسبب الجزر الثلاث المتنازع عليها: “طنب الكبرى” و”طنب الصغرى”، و”أبو موسى”، وتقول الإمارات إن إيران تحتلها.

وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو 5 أعوام، بين القوات الحكومية مدعومة بالتحالف العربي، الذي تعد الإمارات عضوا فيه رغم انسحابها جزئيا مؤخرا، والمسلحين الحوثيين الذين تُتهم إيران بدعمهم.