هاجمت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية بشدة النظام الحاكم في دولة الإمارات لنهجه المتعمد في نشر الفوضى والخراب والدمار في منطقة الشرق الأوسط، ومعاداته للديمقراطية.
وقالت “ليبراسيون” في مقالها، الذي حمل عنوان: “الإمارات العربية المتحدة والنشاط الدبلوماسي المكثف”، إنه من اليمن إلى ليبيا مرورا بالسودان وسوريا، لم تحد أزمة كورونا من النشاط الدولي المكثف لأبوظبي: “حضور مالي مكلف مع تداعيات متناقضة”.
وأضافت أن التباطؤ الاقتصادي، الذي تعرفه دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يكبح بأي حال من الأحوال حماسها فيما يتعلق بتدخلاتها في الصراعات الخارجية.
واستدركت: “بينما كانت دول العالم تحت الحجر الصحي، استمرت أبوظبي في دفع بيادقها في ساحة المعركة، حتى أنها أزعجت حلفاءها الدوليين، بصبها للزيت على النار في المنطقة”.
وذكرت أنه في اليمن أو ليبيا، حيث يشتد القتال في الأسابيع الأخيرة على الرغم من دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار للتعامل مع وباء كورونا، فإن تدخل الإمارات ووقوفها إلى جانب أطراف هذه الحروب الأهلية يعد واضحا.
لكن حليف الإمارات وفرنسا المشير خليفة حفتر تعرض لانتكاسات عسكرية كبيرة. وهذا الفشل لم يكن الفشل الأول لقوات “الماريشال” والتي ضعف موقفها أكثر منذ بداية العام بعد التدخل التركي إلى جانب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وبالإضافة إلى المسرحين الليبي واليميني المشتعلين، قام الإماراتيون أيضا في السنوات الأخيرة بمضاعفة تدخلاتهم في الأزمات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وتقدم أبوظبي الدعم السياسي والمالي الكبير لدكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي.
وضغطت الإمارات بشكل كبير خلال 2019م على الجيش في السودان حتى لا يستسلم لمطالب الثوار. كما أنها تزود دول الساحل الإفريقية بالمعدات العسكرية.
وختمت الصحيفة الفرنسية “استراتيجية الإمارات معادية للديمقراطية، وتترجم دائما بحملة عدوانية”.
ومنذ انطلاق موجة الربيع العربي الأولى في 2011، أصاب الإمارات العربية المتحدة حالة جزع من أن يطال نظامها رياح التغيير التي عصفت بأنظمة عتيدة في الوطن العربي، فاتخذت موقفا استراتيجيا بمعاداة ومحاربة رموزه، وخاصة التيار الإسلامي.
وجندت الإمارات طاقات كبيرة لمواجهة الربيع العربي في معاقله، سواء إعلاميا أو ماليا أو حتى عسكريا.
وتركز هذا الحشد المالي والإعلامي والعسكري في مصر واليمن وليبيا، لكن دول المغرب العربي البعيدة جغرافيا عن أبو ظبي، لم تسلم هي الأخرى من محاولة جر كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا إلى حظيرتها، بالرغم من الثقل السكاني والجغرافي والعسكري والحضاري الذي تمثله هذه الدول مقارنة بها.
ودفعت جرائم دولة الإمارات العربية ومخططاتها في الشرق الأوسط، نائبا في الكونغرس الأميركي للسؤال عن دور هذه الدولة في الحرب الدائرة في الجمهورية اليمنية، في مسعى لإيجاد إجابة “تشفى العليل”.
وأعربت النائبة إلهان عمر عن استغرابها من التجاهل الدولي لدور الإمارات في إغراق اليمن في الحرب والفوضى.
وكتبت إلهان عمر في صفحتها عبر “تويتر”: “في اليمن اعترف العالم بدور السعودية وإيران في الحرب الأهلية التي دمرت البلاد وتسببت في أسوأ أزمة انسانية”.
وأضافت “لكن الإمارات إلى حد كبير تمر دون أن يلاحظ أحد دورها بإغراق اليمن في الحرب والفوضى، لماذا؟”
وفي تقرير نشر في مارس/أذار الماضي قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” إن الإمارات ما زالت تعتبر واحدة من أبرز عشر دول تستورد الأسلحة، وزادت من استيرادها خلال الخمس السنوات الماضية حيث حلّت في المرتبة الثامنة.
وجاءت الإمارات في المرتبة رقم 8 عالميا بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، خلال السنوات الـ 5 الماضية (2015 – 2019). وخلال نفس الفترة استوردت الإمارات 3.4 في المائة من واردات الأسلحة العالمية.
وتلقت أسلحة ضخمة من 17 دولة في نفس الفترة، وحازت الولايات المتحدة على 68 في المائة من واردات الإمارات من الأسلحة.
ويواصل النظام الحاكم في دولة الإمارات هوسه بالتسلح وعقد الصفقات العسكرية بالملايين خدمة لمؤامرته في التوسع والنفوذ وشن حروبا وتدخلات عسكرية في عديد الدول العربية.
وذكر موقع “ديجيتال جورنال” الأمريكي أن وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية أتاحت معلومات في نوفمبر 2019 تقول أن وزارة الخارجية الأمريكية قد وافقت على بيع عشر مروحيات الرفع الثقيلة من طراز “شينوك” إلى دولة الإمارات.
وسبق أن طلبت الإمارات شراء 10 طائرات هليكوبتر من طراز “CH-47F” (شينوك) بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المعدات ذات الصلة. وتشمل المعدات نظام الملاحة والأسلحة ونظام الوقود الموسع ومعدات الاتصالات وأجهزة الاستشعار وأنظمة الحماية. كما تشمل الدعم والتدريب، وستبلغ التكلفة الإجمالية 830.3 مليون دولار.
ورأت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية أن الإمارات تستعرض قوتها في المنطقة ولن تتخلى عن طموحاتها في اليمن حتى لو توقفت الحرب.
وقالت الصحيفة إن الإمارات من أكثر الدول التي تتدخل عسكرياً في المنطقة. جنرالات أمريكا في أفغانستان يعتبرونها “أسبرطة الصغيرة” أي أنها قوة عسكرية مكرسة لإعادة تشكيل ميزان القوة الحساس في المنطقة.
ووصفت جيش الإمارات بأنه مسلح جيداً لكنه ذو خبرات قليلة. وتساءلت: ما الجدوى من توسع الدولة الصغيرة التي تبالغ في لعب دور أكبر من حجمها.