اشتكت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا دولة الإمارات أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة في ظل دعمها مجرم الحرب خليفة حفتر بالمال والعتاد العسكري.
وندد رئيس حكومة الوفاق فائز السراج في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع لأمم المتحدة، بقصف المناطق المدنية والمطارات في بلاده، واصفاً اللواء المتمرد خليفة حفتر المدعوم من الإمارات بأنه “مجرم حرب”.
وقال السراج إن “القصف العشوائي للأحياء السكنية واستهداف المطارات المدنية وقصف المستشفيات، وقصف وإغلاق المدارس يتحمل مسؤوليته المعتدي ومن يمده بالمال والسلاح، ويجب محاسبتهم وملاحقتهم قانونياً”.
وأضاف أن “حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً لطالما أبدت استعدادها للمضي قدما على طريق السلام والاستقرار”، مؤكداً رفضه “حرب الوكالة” في ليبيا وأنه لن يتوقف عن السعي للمحافظة على وحدة ليبيا.
وكشف السراج أن الإمارات نقلت 6200 طن من الأسلحة والذخائر إلى قوات حفتر عبر 100 رحلة جوية منذ كانون ثاني/يناير الماضي.
كما أكد رئيس حكومة الوفاق الليبية أن “الكثير من الليبيين فقدوا حياتهم جراء عدوان المجرم حفتر”، متهماً المجتمع الدولي بعدم اتخاذ أي موقف جاد من القصف اليومي على المدنيين.
وتعد الإمارات المتهم الأول في تهريب ودعم المتمردين على الحكومة المعترف بها رسمياً، حيث سبق أن اتهم تقرير للأمم المتحدة أبوظبي بإرسال أسلحة إلى مليشيات اللواء المتمرد خليفة حفتر في ليبيا ضمن مؤامرات أبوظبي لنشر الفوضى والتخريب في البلاد.
وقد كشفت قوات حكومة “الوفاق الوطني” الليبية أن “100 رحلة جوية انطلقت من قواعد عسكرية إماراتية حاملة أسلحة لقوات المشير المتقاعد خليفة حفتر منذ إعلان وقف إطلاق النار في 12 يناير/كانون الثاني الماضي”.
جاء ذلك خلال بيان نشره المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق.
وأوضح البيان أن الرحلات المائة نقلت 6200 طن من الأسلحة من الإمارات إلى حفتر، خلال 43 يوما منذ 12 يناير وحتى مساء الأحد.
وأشار إلى أن الرحلات الجوية انطلقت من “قاعدة سويحان الجوية” في الإمارات و”قاعدة عصب الجوية” الإماراتية في إريتريا.
وينتهك تصدير الأسلحة إلى ليبيا القرار الأممي رقم 1970 الصادر في مارس/آذار 2011، فيما قال تقرير أممي صادر في يونيو/حزيران 2017 إن “الإمارات قدمت مروحيات قتالية وطائرات حربية لقوات حفتر، في انتهاك للحظر الأممي لتصدير الأسلحة إلى ليبيا”.
وهبطت الطائرات في “قاعدة الخادم الجوية” الاماراتية جنوب مدينة المرج (شرقي ليبيا)، ومدينة “سيدي براني” المصرية على الحدود مع ليبيا، حسب البيان.
وتشتهر مدينة سيدي براني بالقاعدة العسكرية التي تحمل اسمها، وتم استخدامها خلال الحرب العالمية الثانية من قبل إيطاليا، كما تم استئجارها من قبل الاتحاد السوفييتي (1952-1972).
وأوضح البيان أن 83 رحلة من هذه الرحلات الجوية، كانت لطائرات من طراز “يوشن-76″، وتم نقل شحنات عسكرية بواقع 50 طنا من الأسلحة والذخائر والعتاد العسكري واللوجيستي في كل رحلة.
ولفت البيان أن تم تسجيل 17 رحلة لطائرة “انتينوف-124″، نقلت 120 طنا من الأسلحة والذخائر والعتاد العسكري واللوجستي في كل رحلة.
وبوتيرة يومية، تخرق قوات حفتر، وقف إطلاق النار بشن هجمات على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة.
والأسلحة التي دفعت بها أبوظبي لقوات حفتر تأتي كمحاولة لمعادلة قوة حليفها مع قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.
وتقاتل حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، منذ أبريل من العام الماضي، ضد قوات القائد العسكري، خليفة حفتر، التي تزحف نحو العاصمة طرابلس، لكنها عجزت عن السيطرة عليها.