موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تتجسس على تحركات الرياض السياسية في الدول العربية

138

نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية ملفا خاصا اليوم بعنان “إمارات ليكس” تضمن برقيات دبلوماسية بعثها السفير الإماراتي في بيروت حمد الشامسي لوزارة الخارجية الإماراتية عن رؤيته لتطورات الساحة اللبنانية و الدول العربية.

 

وتظهر البرقية تجسس الإمارات على تحركات السعودية السياسية في بعض الدول العربية ومنها لبنان.

 

وفي ما يأتي، نص برقية صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت، يوم 24/10/2017

 

توافرت لدينا من مصادرنا الخاصة، وبفعل لقاءاتنا بقياديين في القوات اللبنانية، وعلى رأسهم رئيس القوات سمير جعجع، معلومات عن موقف حزب القوات من التطورات في لبنان.

 

أبدى جعجع خشيته الكبيرة من استمرار سعد الحريري في إدارته للحكومة، وفي آلية تعاطيها مع مختلف الملفات، حتى وصل الأمر به إلى التلويح بإمكانية استقالة وزرائه منها. وهو أبلغ السعوديين بهذه الخشية وضرورة مواجهة هذا الوضع.

إن احتياجات جعجع ترتبط أساساً بسياسات الحكومة التي يجري تطبيقها، سواء على قاعدة المحاصصة، أو على قاعدة الاتفاق بين بعض الأفرقاء، وخصوصاً بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، على بعض الملفات والبنود خارج مجلس الوزراء، والاكتفاء بالتصديق عليها داخل الجلسات دون اطلاع الوزراء عليها مسبقاً.

ولدى القوات عتب كبير على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري قبل أن يكون العتب على التيار الوطني الحر، إذ يرى القواتيون أن علاقتهم بالحريري هي عبارة عن تحالف تاريخي، ولا يتوقعون أن يكون قد تخلى عنهم، إرضاءً لجبران باسيل. لكن في كل ملف ومحطة، يتبين لهم أن الحريري حريص كل الحرص على باسيل وعلى التحالف معه سياسياً ومالياً، وفي مختلف الصفقات والحسابات.

تخشى القوات من حصول تحالف انتخابي بين الحريري والتيار الوطني الحر، خاصة أن الكثير من المعلومات تحدثت عن هذا التحالف، وبحال حصوله، فحينها سيكون هناك صعوبة في أن يضم هذا التحالف القوات اللبنانية، ولذلك تلعب هي ورقة التصعيد ضد السياسات الحكومية لكسب التأييد الشعبي، كذلك فإنها تتعرض لحصار انتخابي في مجلس الوزراء من خلال حرمان وزرائها الميزانيات المخصصة لوزاراتهم، وهذا ما قد يؤدي إلى تقصير منها في تقديم الخدمات للناس، الذي من شأنه أن ينعكس عليها سلباً في الانتخابات.

ولذلك اختارت القوات رفع الصوت المعترض منذ الآن، أولاً لكسب تعاطف الجمهور، وثانياً لإيصال رسائل سياسية ضد هذا التحالف الذي تعتبر أنه يستهدفها. ومن المعروف أن حزب الله أبلغ التيار الوطني الحر بأنه لا يمكن أن يدعم لوائحه إذا كان عليها مرشحون من القوات، وهذا أيضاً يسهم في تعزيز الشرخ بين الطرفين، فيما لا يمانع الحزب دعم الحريري في بعض الدوائر بنحو غير مباشر ليفوز ويبقى محتفظاً بزعامته السنية، فحزب الله حريص على الحريري بأن يبقى، ولكن بشكل ضعيف، لأنه سيكون رئيس الحكومة القادر على تلبية كما ما يريده الحزب، ويمنحه أيضاً شرعية محلية سنية وشرعية خارجية.

إن سمير جعجع عند إبرامه اتفاق إعلان النوايا مع التيار الوطني الحر، كان يعلم أنه سيخسر بعض الأمور على المدى القصير، لكن رهانه كان على المدى الطويل، فهو يرى أن عون أصبح طاعناً في السن، ويطمح إلى وراثته في الشارع المسيحي، خاصة أن جبران باسيل غير محبوب شعبياً في صفوف التيار، وهذا ما يظهره حجم الانقسام الذي حصل في التيار وحجم الإقالات التي مارسها جبران ضد معارضيه، ولذلك يرى جعجع أن بعد ميشال عون سيتفكك التيار، وقد تتوزع قواه بين ثلاثة أطراف، بعض المؤيدين لباسيل، ومؤيدون آخرون للعميد المتقاعد شامل روكز انطلاقاً من دوره العسكري السابق، والطرف الثالث سيكون لمصلحة بعض المقالين من التيار، أو الذين كانوا يشكلون معارضة لباسيل في انتخابات رئاسة التيار قبل سنتين، قبل أن يدخل عون ويحسمها لمصلحته، ومن هؤلاء بعض النواب كإبراهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا وزياد أسود وآخرين، بالإضافة إلى بعض المطرودين من التيار كنعيم عون ابن شقيق عون وزياد عبس وغيرهم.

كل هذه الحسابات لا تنفصل عن التصعيد القواتي والتلويح بالاستقالة من الحكومة، وهذا الخيار يبقى وارداً، لكن لم يحن وقته بعد، ولكن إذا حان وقته، فستتخذ القوات هذه الخطوة، احتجاجاً على كل السياسات الحكومية، وهذا ما قد يرتد إيجاباً على جعجع وفريقه في الانخابات النيابية المقبلة. يرى القواتيون أن الوضع يمكن إصلاحه في الحكومة، أما إذا وصلت الأمور إلى التطبيع مع النظام السوري، فإن ذلك سيهدد وجودهم في مجلس الوزراء، وقد يلجأون إلى الانسحاب والاستقالة، لأن حينها يكون الحريري قد قدم كل أوراق استسلامه في السياسة العامة والعريضة، ويكون أساس تكوين الحكومة قد سقط، لأنها لم تحافظ على التوازن والنأي بالنفس. وهذا أيضاً لن يكون منفصلاً عن التصعيد السعودي ضد العهد الجديد، وهذه ملاحظات رئيس القوات سمير جعجع خلال زيارته للسعودية حول أداء عون والحريري، اللذان يظهران بأنهما سلّما كل تفاصيل البلد لحزب الله.

صحيح أن جعجع قال للسعوديين إنه لا يمكنه مواجهة حزب الله وحيداً، فيما الحريري يتشارك مع الحزب في الحكومة وفي ملفات أخرى، لكن إذا تطورت الأمور أكثر، فإن جعجع سيستقيل من الحكومة ويأخذ خيار المواجهة. وهذه أيضاً ستكون مرتبطة بالتطورات الإقليمية والدولية، ومنسجمة مع التصعيد السعودي الأميركي ضد حزب الله.

 

د. حمد سعيد الشامسي

السفير 24/10/2017