موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تخدع حليفتها السعودية

311

يجمع مراقبون على أن النظام الحاكم في دولة الإمارات يمارس الخداع الصريح بحق حليفته المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بتعزيز علاقاته مع إيران.

وتظهر المعطيات أن ادعاءات دولة الإمارات في دخولها في التحالف السعودي للحرب على اليمن واستهداف مواجهة المد الإيراني مجرد أكذوبة.

إذ أن الهدف الحقيقي للنظام الإماراتي ظل يتعلق بالبحث عن الموانئ واستغلال فراغ السلطة لتكوين ميليشيا تابعة لها.

ويجمع المراقبون على أن من يواجه إيران لا يبقي سفيره لديها ولا ينسق أمنيًا معها ولا يظل شريانها الاقتصادي الأول.

وقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الإمارات أجرت في العام الماضي مفاوضات سرية مع إيران، دون إبلاغ الولايات المتحدة بذلك.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الولايات المتحدة وإيران ودول في الشرق الأوسط، أن المفاوضات التي شارك فيها مسؤولون إيرانيون كبار جرت أواخر سبتمبر الماضي في أبوظبي، في مسعى من الإمارات إلى التوصل لاتفاق سلام منفصل مع الجمهورية الإسلامية وتفادي جولة العنف التي كان من شأنها تقويض جهودها المستمرة على مدى سنين لتقديم نفسها كبؤرة استقرار في المنطقة المضطربة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المفاوضات جرت على خلفية بروز تساؤلات لدى بعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بشأن مدى التزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحمايتهم، في ظل طريقة تعامل واشنطن مع سلسلة الهجمات المنسوبة إلى إيران، بما في ذلك استهداف ناقلات تجارية في خليج عمان وقصف معملين لشركة “أرامكو” السعودية في سبتمبر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وغربيين استنتاجهم، أن الإمارات أطلقت هذه المفاوضات بعد أن خلصت إلى أنها لا تثق بشكل كبير بنهج واشنطن تجاه إيران وبإمكانها بنفسها الاضطلاع بدور فريد في تخفيف التوترات الإقليمية.

وذكرت الصحيفة أن السعودية بدورها بادرت في الوقت نفسه إلى دراسة إمكانية تحقيق “اختراق دبلوماسي” مع إيران بوساطة عراقية وباكستانية.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن دبلوماسيين إيرانيين وعناصر في الحرس الثوري قولهم، إن قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني، (الذي اغتالته الولايات المتحدة أوائل يناير الماضي في بغداد) لعب “دورا وراء الكواليس” في تنظيم مشاورات مع كلا الدولتين الخليجيتين.

ولفتت الصحيفة إلى أن المفاوضات الإماراتية-الإيرانية التي علمت عنها إدارة ترامب من تقارير استخباتية فقط أثارت قلقا بالغا داخل البيت الأبيض، حيث اجتمع أعضاء مجلس الأمن القومي بغية مناقشة عواقب هذا التطور الذي عكس هشاشة الجبهة التي عمل ترامب بدأب منذ أكثر من عامين على إنشائها ضد إيران.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسؤول استخباراتي في الشرق الأوسط، أن رئيس “الموساد” الإسرائيلي، يوسي كوهين، أكد لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أثناء زيارة الأخير في أكتوبر الماضي إلى مقر الجهاز الاستخباراتي قرب تل أبيب، أن إيران نجحت في تحقيق هدفها الرئيسي، أي فك التحالف الموجه ضدها.

ويراقب صانعو السياسة الدولية عن كثب رحلات الإمارات نحو إيران، وترك السعودية في اليمن ومناطق أخرى في الشرق الأوسط- حيث تشتد الخلافات بين الدولتين. لكن الإماراتيون كالعادة في “الظلام” دون توضيح لا لإعادة العلاقات ولا لأسباب قطعها.

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تحسن العلاقات بين بلاده والإمارات. وقال روحاني إن إيران والإمارات تبادلتا الوفود والزيارات مؤخرا، مشيراً  إلى أن وفودا ومسؤولين إماراتيين زاروا إيران مؤخرا، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مزيد من التحسن.

وكانت البداية التي أظهرت كل ذلك في يوليو/تموز2019 عندما زار وفد عسكري إماراتي العاصمة طهران، والتي جرى تفسيرها بعلاقة جيدة في محيط مضطرب بعد استهداف ناقلات في مياه الخليج العربي قبالة الفجيرة، ورفضت أبوظبي توجيه الاتهامات لطهران بالضلوع في تلك الهجمات. فيما وجهت السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا الاتهامات بشكل مباشر إلى الحرس الثوري بالضلوع في الهجمات.

وأكد المتحدثون الإيرانيون منذ يوليو/تموز وحتى أكتوبر/تشرين الأول2019 عن استمرار الزيارات بين الدولتين وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أفاد، بزيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة لم يُعلن عنها واستمرت أكثر من 48 ساعة. ونفت طهران لاحقاً ذلك دون تصريح من الحكومة الإماراتية.

توجت هذه الزيارات بإفراج الإمارات عن 700 مليون دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الدولة. ونشرت وكالة ايسنا أن الإمارات تحاول تحسين علاقتها من المستوى العسكري والأمني إلى المستوى السياسي والدبلوماسي، كما أشارت إلى أن أبوظبي تسعى ل”تصفير” التوترات مع إيران .

وكدليل على تحسن العلاقات كشفت بيانات ووثائق أن صادرات إيران النفطية ارتفعت إلى أعلى معدلاتها (500ألف برميل يومياً)، في أغسطس/آب الماضي، منذ فرض العقوبات الأمريكية على طهران، وأن نصف هذه الصادرات تقريبا كانت باتجاه الإمارات.

فما الذي دفع قرار دولة الإمارات إلى إرسال هذه الوفود إلى إيران؟ وما تأثير عودة العلاقات بين طهران وأبوظبي على العلاقة مع السعودية؟! وكيف أدارت السلطات هذا الموضوع مع المجتمع الإماراتي؟!

يبدو أن الإمارات تسعى إلى إجراء حوار مع إيران لإدارة مخاطر نشوب صراع كبير في الخليج العربي بشكل أفضل، الأمر الذي من شأنه أن ينطوي على آثار وخيمة للغاية على المصالح الاقتصادية والأمنية لدولة الإمارات.

في أوائل عام 2016، لم تقم الإمارات (على عكس السعودية والبحرين والسودان) بقطع العلاقات مع إيران تمامًا، بل خفضتها فقط.

من خلال تحقيق هذا التوازن، أبقت الإمارات سفارتها في طهران مفتوحة بينما واصلت دبي الترحيب بالسياح الإيرانيين على مدار السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية.