يتصاعد الاستياء من العلاقات الهندية الإماراتية في ظل النزعة الهندوسية ضد المسلمين في الهند في ظل تفضيل أبوظبي مصالحها الاقتصادية والتجارية بحسب ما أبرز مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك“.
وأشار المركز إلى تصاعد النزعة القومية الهندوسية المتطرفة ضد المسلمين في الهند، بالرغم مع العلاقات القوية التي تربط الهند مع عدد من الدول العربية والإسلامية، والعلاقات التجارية والاقتصادية وحتى السياسية القوية بينهم ولاسيما الإمارات.
ولم تفلح تلك العلاقات في لجم أو التخفيف من تلك النزعة القومية ضد المسلمين في الهند، ولا في التخفيف من الممارسات الطائفية الممنهجة ضدهم، بل على العكس رصدت زيادة مضطردة في تلك الممارسات.
آخر تلك الخطوات، قيام المجلس الوطني للبحوث التربوية والتدريب (المسؤول عن المناهج) بحذف فصول من كتب التاريخ تتحدث عن الحكام المسلمين الذين حكموا الهند في القرن التاسع عشر.
وقد بدأ المجلس التابع لوزارة التعليم الفيدرالية التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا القومي المتطرف، بالتمهيد لهذه الخطوة منذ زمن.
ووفق تقرير لصحيفة “التايم” نشر العام الماضي، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن جهد واضح للتقليل من إنجازات الحكام المسلمين.
وفي إطار المراجعة الثالثة للمناهج والكتب الدراسية على مدار خمس سنوات، فقد حذفت السلطات الهندية الفصول التي تسرد تفاصيل الأسر الحاكمة المغولية، فضلاً عن إزالة كل ما يشير إلى حكم السلاطين الأُوَل وصعود الإسلام في الهند.
وتُشرف هيئة حكومية على هذه التغييرات لتعكس خطاب “مناهضة الإسلام” الذي تردده حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي اشتكى من أن المؤرخين لطالما مجَّدوا “الغزاة” والمغول على حساب الحضارات الهندوسية القديمة التي سبقتهم.
وتشمل التغييرات الأخرى إزالة بعض الإشارات إلى اغتيال المهاتما غاندي، وأعمال الشغب عام 2002 في ولاية غوجارات التي راح ضحيتها مئات المسلمين على يد متطرفين هندوس.
وبرر المجلس الوطني للبحوث التربوية والتدريب في الهند تلك التغييرات بالقول إنها تأتي “كجزء من عملية ترشيد المنهج، ولن تؤثر على المعرفة ولكنها ستقلل بدلا من ذلك من العبء على الأطفال بعد جائحة كوفيد-19″.
لكن النقاد يجادلون بأن تلك الإغفالات مقلقة، وستؤثر على فهم الطلاب لبلدهم. وفق تقرير لـ”بي بي سي”.
وكان الفصل الذي تمت إزالته حديثا في الكتب المدرسية للصف الـ12، والذي يتناول الممالك المغولية. ويتتبع النص المكون من 30 صفحة أعمال الممالك المغولية. وكان قد تم توثيق معظم ذلك في حسابات تاريخية مطولة بتكليف من أباطرة المغول.
ويمضي الفصل لتوضيح كيف قدمت “سجلات المغول” هذه “الإمبراطورية على أنها تضم العديد من الجماعات العرقية والدينية المختلفة مثل الهندوس والجاين والزرادشتيين والمسلمين”.
ونقلت “بي بي سي” عن البروفيسور هلال أحمد، الذي يعمل في مجال الإسلام السياسي، قوله: “إذا تمت إزالة أجزاء رئيسية من التاريخ بشكل تعسفي، فسيكون هناك “فجوات” في التعليم الرسمي، ما سيؤدي إلى تعليم من نوع مختلف تماما”.
ومنذ عدة أيام أيضا برّأت محكمة هندية 69 هندوسياً، بينهم وزيرة سابقة تنتمي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، من قتل 11 مسلماً، خلال أعمال عنف طائفي في ولاية جوجارات الغربية عام 2002، فيما تعتزم هيئة الدفاع عن ذوي الضحايا التقدم بطعن على الحكم.
ووقعت عمليات القتل في أحمد آباد بتاريخ 28 فبراير/شباط 2002، إذ تسلق حشد من الهندوس الجدار الخارجي لمنطقة جولبارج السكنية قبل أن يحرقوا المنازل التي حوصرت داخلها عائلات مسلمة، واحترق نساء وأطفال حتى الموت.
وجرت الواقعة، التي تُعد واحدة من أفظع المذابح في الهند، في عهد ولاية رئيس الوزراء الحالي، ناريندرا مودي، لقيادة الولاية.
كما تابع الجميع مقتل النائب المسلم وشقيقه في الهند وعلى الهواء مباشرة من شخص هندوسي يردد شعارات هندوسية متطرفة.
الإمارات صديقة الدول المعادية للمسلمين
يستغرب البعض ولاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي قوة العلاقة بين الهند والإمارات خصوصا مع تزايد النزعة القومية الهندوسية ضد المسلمين في الهند، في مقابل الانفتاح الإماراتي على الهندوس وبناء معابد لهم في الإمارات.
واتهم عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإمارات بتعمدها بناء علاقات قوية ومتينة مع كل من يعادي العرب والمسلمين وينشر الدمار والفتن والحروب في العالم.
كما رصد البعض تجاوز العلاقات بين الهند والإمارات مرحلة الصداقة إلى ما يشبه التحالف بينهما، في ظل توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية بين الطرفين.
فقد انضمّت الإمارات والهند إلى التحالف الرباعي تحت اسم “I2U2″، وهو تحالفٌ يضم البلدين مع إسرائيل والولايات المتحدة، وعُقد القمة الرسمية الأولى للتحالف، يوم 14 يوليو/ تموز 2022، ومنذ ذلك الوقت تتزايد التفاهمات والاتفاقيات بين الطرفين واللقاءات عالية المستوى بينهما.