علمت “إمارات ليكس” من مصادر دبلوماسية وأمنية أن دولة الإمارات بدأت سلسلة هجمات ضد جماعة أنصار الله “الحوثي” في اليمن بالتنسيق الكامل مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن الإمارات تحالفا عسكريا غير معلن مع إسرائيل لمهاجمة جماعة الحوثي عقابا لها على تحركاتها ضد إسرائيل نصرة لقطاع غزة في ظل ما يتعرض له من مجازر دموية.
وذكرت المصادر أن الإمارات قصفت بالتنسيق مع إسرائيل مستودعات للصواريخ والطائرات المسيرة تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء على مدار اليومين الماضيين.
وأوضحت المصادر أن الإمارات وإسرائيل أطلقت هجوما مشتركا على مخازن صواريخ دقيقة ومسيرات في صنعاء التي شهدت دوي انفجارات منذ يوم الخميس الماضي.
وكانت جماعة الحوثي توعدت السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية “نصرة لقطاع غزة”، داعية الدول إلى “سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
فيما في 19 أكتوبر الماضي اعترضت القوات الأميركية صواريخ أُطلقت من اليمن، رجحت التقديرات حينها أنها كانت تستهدف إسرائيل.
وفي 27 أكتوبر تعرضت مدينتا طابا ونويبع المصريتان لقصف بطائرات مسيرة، رجحت التحليلات حينها أنها حوثية وأطلقت لاستهداف إسرائيل.
أعقبها إسقاط سفينة حربية أميركية، طائرة مسيرة انطلقت من اليمن، في البحر الأحمر.
في 19 نوفمبر الجاري، اختطفت الحوثيين السفينة الإسرائيلية “غلاكسي ليدر” التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار.
في 24 نوفمبر الجاري، أطلق الحوثيين صواريخ ومسيّرات باتجاه تل أبيب، إلا أن تل أبيب أعلنت فشل تلك الهجمات في بلوغ أهدافها.
وسبق أن اعتبرت دراسة تحليلية أن دولة الإمارات ظهرت بمثابة السند الإقليمي الأكبر لإسرائيل في حربها على قطاع غزة المتواصلة للشهر الثاني بما تضمنته من مجازر بحق الفلسطينيين.
وقالت الدراسة الصادرة عن معهد الشرق الأوسط بواشنطن” (MEI)، إن حرب إسرائيل على غزة تؤثر سلبا على علاقات تل أبيب ودول إقليمية، لكن الإمارات تبرز كسند كبير ومهم لتل أبيب.
ولفتت الدراسة إلى انتقادات حادة وجهتها كل من مصر والأردن وتركيا لحرب إسرائيل على غزة؛ مما أدى إلى توتر في العلاقات بين إسرائيل والدول الثلاث.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.
ونبهت الدراسة إلى أن الإمارات انطلقت من موقفها في حرب غزة من تحالفها الشامل مع إسرائيل ومعارضتها التاريخية لحركة الإخوان المسلمين والجماعات المحسوبة عليها في المنطقة، بما في ذلك حماس.
على هذا النحو، يبدو أن الإمارات، التي أشارت إلى اعتبارات الاستقرار الإقليمي كدافع رئيسي لتوقيع اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل في عام 2020، منزعجة من هجوم حماس، الذي بدد كل الآمال في استمرار اتجاهات عدم التصعيد في الشرق الأوسط على الأقل في المدى القصير والمتوسط.
وكانت الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي تعاملت علنًا مع إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفي أعقاب إدانة هجوم حماس الصادرة عن وزارة الخارجية الإماراتية (وهو عمل فريد من نوعه من جانب الإمارات مقارنة بردود الفعل العربية الأخرى)، قال الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إنه هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما تواصلت الإمارات دبلوماسياً مع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالتطورات في غزة. مع استمرار الحرب، أدانت الإمارات أيضًا الهجوم البري الإسرائيلي.
وعلى الرغم من المشاعر العامة المنتقدة لإسرائيل، أكدت الإمارات أن اتفاقيات إبراهيم موجودة لتبقى.
وبعد أربعة أسابيع من حرب إسرائيل على غزة، صرح علي راشد النعيمي، الذي يرأس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والعلاقات الخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، بشكل خاص أن الاتفاقات هي منصة “يجب أن تحول المنطقة حيث الجميع سينعم بالأمن والاستقرار والازدهار”.
وبناء على ذلك، لم تغير الإمارات حتى الآن مستوى علاقاتها مع إسرائيل ولم تتراجع عن برامج التعاون الثنائية والصغرى السابقة مع إسرائيل.