كشف موقع Axios الأمريكي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل ودولة الإمارات عقدوا اجتماعا سريا في أبوظبي بشأن خطة “اليوم التالي” لحرب غزة وسبل دعم الجيش الإسرائيلي في القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وقال مسؤولان إسرائيليان للموقع إن واشنطن وإسرائيل والإمارات عقدوا اجتماعا في أبو ظبي الخميس الماضي لمناقشة الخطط الخاصة بغزة بعد انتهاء الحرب.
وبحسب الموقع “يشير الاجتماع إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يدرك الحاجة إلى خطة واقعية لكيفية حكم غزة بعد الحرب”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد استضاف الاجتماع.
وحضر من الجانب الأميركي مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، ومن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو مقرب من نتنياهو.
وقال المسؤولون إن اثنين من كبار المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين الذين كانا يعملان على مقترحات إسرائيل بشأن خطط اليوم التالي لقطاع غزة سافرا مع ديرمر إلى أبو ظبي.
وقبل أيام أعلنت دولة الإمارات علنا انخراطها في خطط إسرائيل لتكريس احتلال قطاع غزة عبر إبداء استعدادها للمشاركة ضمن قوات متعددة الجنسيات بعد الحرب الإسرائيلية المستمرة للشهر العاشر.
إذ قبل يوم واحد من وصول الإسرائيليين إلى أبو ظبي، عرض الإماراتيون مقترحاتهم لليوم التالي للحرب في مقال رأي كتبته المبعوثة الخاصة لـ “أبوظبي اليوم” لانا نسيبة.
دعت نسيبة إلى نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة وهو أمر رفضته الفصائل الفلسطينية التي أكدت أنها ستتعامل مع أي قوة عربية أو دولية كقوة احتلال.
وقال المسؤول الإماراتي لصحيفة “فاينانشيال تايمز” بشكل منفصل في يوم الاجتماع الثلاثي في أبو ظبي إن الإمارات ستكون مستعدة لأن تكون جزءًا من هذه القوة الدولية وسترسل قواتها إلى الميدان.
لكن تريد أبو ظبي أن تدخل القوة الدولية غزة بناء على دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية وأن تجري الأخيرة إصلاحات ذات معنى وأن يتولى قيادتها رئيس وزراء جديد يتمتع بالسلطة والاستقلال.
وسيكون للولايات المتحدة دور قيادي في أي مبادرة “لليوم التالي”.
وأبرز موقع Axios أن الإماراتيين يريدون أن يكونوا جزءا من الحل في غزة الذي لن يشمل حركة حماس، ولكن لديهم أيضا تحفظات قوية تجاه القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية.
وفي أثناء اجتماع عقد في يونيو/حزيران الماضي بين عدد من الوزراء العرب ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وصفت أبو زيد القيادة الفلسطينية بـ ” علي بابا والأربعين لصاً”.
وأبلغ الإماراتيون إدارة بايدن أن رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى هو أحد المقربين من عباس وبالتالي لن يكون مستقلاً ولن يجري الإصلاحات اللازمة.
ودفع الإماراتيون إلى تعيين مرشحين آخرين، بما في ذلك رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض ــ وهو منتقد لعباس ــ بدلا من عباس.
وعرفانا من شدة التحالف الثنائي، قال نتنياهو إنه يريد أن يكون الإماراتيون جزءًا من خطة اليوم التالي لغزة.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي من الإمارات أن ترسل قوات، وتدفع تكاليف إعادة الإعمار وإصلاح نظام التعليم في غزة من أجل “إزالة التطرف” من السكان.
ولكن نتنياهو ليس مستعداً في الوقت الحالي لإنهاء الحرب. كما أنه يرفض أي دور رسمي للسلطة الفلسطينية في غزة، ولا يرغب في استئناف العملية السياسية القائمة على حل الدولتين.
وقدم وزير دفاع نتنياهو يوآف غالانت خطة لليوم التالي في غزة قبل أشهر كانت مشابهة جدًا للاقتراح الإماراتي، لكن نتنياهو رفضها على الفور.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو يظهر الآن استعدادا أكبر، على الأقل في السر، لدعم خطة جالانت ومناقشتها مع الولايات المتحدة والإمارات.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “نتنياهو هاجم خطة غالانت وعرقلها لأشهر، لكنه الآن أخذها وترجمها إلى الإنجليزية وأعطاها لديرمر ليعرضها على الإماراتيين والأميركيين وكأنها من اختراعه”.
وتضغط إدارة بايدن على نتنياهو منذ أشهر لمناقشة خطة اليوم التالي بشكل جدي، خاصة مع استمرار الجهود في محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار.
وكانت الإمارات التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، وحافظت على تواصلها مع الدولة اليهودية رغم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وأعرب مسؤولون عرب عديدون عن مخاوفهم من أن يُنظر إليهم على أنهم يدخلون غزة على ظهر الدبابات الإسرائيلية، ومخاطر الانجرار إلى قتال التمرد هناك.