كشفت مصادر ل”إمارات ليكس”، متطابقة عن ضغوط شديدة يمارسها النظام الإماراتي لمنع تقارب سعودي مصري مع تركيا.
وذكرت المصادر أن محاولات التقارب الناشئة بين السعودية ومصر وتركيا تواجه محاولات إعاقة من جانب الإمارات.
وأوضحت أن أبوظبي غير مرحبة بخطوة مصر بشأن التقارب مع تركيا وترى أن المزيد من الضغط على أنقرة سيجعلها تقبل باشتراطات تتعلق في المقام الأول بدعمها تيار الإسلام السياسي، في المنطقة العربية بشكل عام.
بالإضافة إلى ملفات أخرى، ترى الإمارات أنه لا بد من الوصول إلى أقل مستوى من التواجد التركي بها، مثل الأزمة السورية.
وكذلك إبعاد أنقرة بشكل كامل عن التفكير في التواجد بالأزمة اليمنية، والأراضي العراقية.
وأشارت المصادر إلى أن أبوظبي فشلت في تعطيل التوجه السعودي صوب تركيا، والتوصل إلى تفاهمات مبدئية معها بعيداً عنها.
لذلك فهي كانت، ولا تزال، تراهن بشكل كبير على تأجيل تلك الخطوة من جانب مصر، لإجبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاستجابة للمطالب الإماراتية.
وقالت المصادر إن اتصالات مصرية إماراتية جرت أخيراً، تناولت ما يدور بشأن التواصل المصري التركي الأخير، والدعوات من جانب أنقرة لتسريع وتيرة التهدئة بين الجانبين.
وهي الاتصالات التي تحركت فيها القاهرة بعيداً عن أبوظبي بشكل كامل، وذلك على ضوء تباينات بين الجانبين منذ عدة أشهر.
وكشفت المصادر أن أبوظبي طلبت بشكل واضح تأجيل خطوة التقارب المصري التركي، ومزيداً من الوقت لترتيبها.
بحيث تكون عوائد النفع منها أكثر لكل من مصر والإمارات، بدلاً من الاكتفاء بتعديل سياسات المنابر الإعلامية المصرية التي تبث من تركيا.
وأضافت المصادر أن “أبوظبي ترغب في اللحاق بالتفاهمات المصرية والسعودية الأخيرة مع تركيا”.
لكن المصادر أكدت أن “هناك فتوراً وتردداً من جانب المسؤولين الأتراك في مبادلة الإمارات نفس الرغبة أو التوجه، على الأقل في الوقت الحالي”.
وشددت على أنه “إذا كانت هناك مصلحة مشتركة للقاهرة وأبوظبي، دون أي تضرر للمصالح المصرية، فلن تتأخر القيادة المصرية في مراعاتها”.
ونقلت مصر رسائل بينية أخيراً لأبوظبي، توضح حرصها على استمرار نهج العلاقات المتميزة بين الجانبين، لكنها في الوقت ذاته طالبتها باحترام المصالح المصرية.
وأكدت المصادر أن “الطرفين ــ أي تركيا والإمارات – كلاهما مشكلته الأساسية مع التوقيت، والظروف المحلية في الوقت الراهن، وربما محاولة كل طرف الضغط على الآخر من أجل الوصول لأكبر قدر من المكاسب”.
ونبهت المصادر إلى أن حسابات القاهرة في الوقت الراهن، هي ما تم تنفيذه والتعبير عنه للجانب التركي، وأعلن الأخير تجاوبه معها.
وأشارت إلى أن كافة الأطراف أدركت، خلال السنوات الماضية، أنه عندما تتلاقى المصالح سيتواصل الجميع.
ولكن في الوقت الراهن هناك تحفظات تركية على التجاوب مع النوايا الإماراتية، خصوصاً أن أنقرة تتهم أبوظبي بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري على أردوغان في 2015، وهذا الأمر محوري بالنسبة لتركيا، من وجهة نظر المصادر.