موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس تكشف: توتر غير مسبوق بين الإمارات والمغرب

564

علمت “إمارات ليكس” من مصادر موثوقة عن توتر غير مسبوق في العلاقات بين النظام الحاكم في دولة الإمارات والمغرب.

ويأتي التوتر على خلفية قرار المغرب الانسحاب من التحالف السعودي الإماراتي في الحرب الإجرامية على اليمن، إضافة إلى موقف الرباط الرافض للانحياز لصالح أبو ظبي والرياض في الأزمة الخليجية المستمرة من عدة أشهر.

واختار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قناة الجزيرة، ليعلن أن بلاده لم تعد مشاركة في ما سمي “التحالف العربي” الذي يقود حربا مدمرة ضد اليمن وشعبه منذ نحو أربع سنوات.

وفي اختياره القناة القطرية “المزعجة للإمارات والسعودية” لتكون رسالة المغرب التي أراد أن يبلغها للتحالف السعودي الإماراتي الذي يقود فعليا الحرب في اليمن قوية، وذات أبعاد سياسية ستكون لها تداعياتها فيما هو آتٍ من الأيام.

قال الوزير المغربي إن انسحاب بلاده من التحالف، المتهم حسب تقارير منظمات حقوقية دولية بارتكاب جرائم حرب في اليمن، جاء بناء على ثلاثة أسباب، حدّدها في التطورات على أرض الواقع، وفي طريقة تدبير التحالف، وأخيرا، في تقييم المغرب للتطورات في اليمن.

وفي هذه الأسباب إشاراتٌ إلى الانتقادات التي توجه اليوم إلى التحالف السعودي الإماراتي من منظماتٍ حقوقية عديدة، ومن دول أوروبية ديمقراطية، ومن منظمة الأمم المتحدة نفسها، وكلها تجمع على أن الحرب في اليمن التي شنّت بهدف “إعادة الأمل” تحولت حربا مدمرة قتلت الآلاف، وشرّدت وجوعت الملايين.

وبدلا من إعادة الشرعية التي باسمها يخوض التحالف حربه ضد اليمن، زادت الحرب من تقسيم اليمن واليمنيين. كما أن الحرب التي خُطط لها أن تكون سريعةً خاطفةً وحازمةً أصبحت حرب استنزافٍ طويلة ارتكبت خلالها جرائم حرب، وزجّت اليمن وشعبه في أسوأ أزمة إنسانية في العالم في الوقت الحاضر.

أما التحالف المفترى عليه، فلم يوجد في أيٍّ منذ لحظات هذه الحرب التي أعلنتها وقادتها السعودية والإمارات بدون استشارة باقي دول التحالف، وقد لاحظنا الخلاف الذي نشب بين هاتين الدولتين في أكثر من معركةٍ

وشكل قرار المغرب والإعلان ولو متأخرا، عن انسحابه من حربٍ قذرة، خيبة أمل قوية لدى الإمارات وحليفتها السعودية، خاصة انه جاء لإعادة التفكير في العلاقة المغربية الخليجية، وخصوصا مع السعودية والإمارات، انطلاقا من تأكيد المسؤول المغربي على أن سياسة بلاده الخارجية تقوم على مبدأ “الاستقلالية”، وأنه يرفض “سياسة الاصطفاف” التي تريد أن تفرضها هاتان الدولتان على باقي الدول العربية: “إما معانا أو ضدنا”.

وأكد مراقبون مغاربة مرارا أنه ليس من مصلحة المغرب الاستمرار في تحالفٍ يخوض حربا تحوّلت مسرحا لارتكاب جرائم حرب.

وحذر هؤلاء من أن “جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، حسب التكييفات القانونية، لا تسقط حسب الزمن، وسيأتي اليوم الذي سيستعيد فيه الشعب اليمني سيادته، ويتابع أصحابها أمام المحاكم الدولية”، وهذا المطلب عبّرت عنه قوى حقوقية وسياسية مغربية، في مقدمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب النهج الديمقراطي، فيما صمتت عنه أغلب الأحزاب المغربية.

وبوادر الأزمة بين المغرب والإمارات بدأت عندما اختار المغرب عدم الاصطفاف في غضون الأزمة الخليجية، وتعمقت عندما اختار الملك محمد السادس الذي كان في زيارة الإمارات العام  الماضي ركوب طائرته والتحليق نحو الدوحة، خارقا الحصار الجوي الذي تفرضه السعودية والإمارات على جارتهما قطر.

وبعيدا عن اللغة الدبلوماسية لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، آن الأوان لوضع النقاط على الحروف، فيما يخص علاقات المغرب مع الدول الخليجية التي يغلب على أكثرها النفاق والمجاملات.

ويؤكد المغرب في قراره الانسحاب من التحالف الإماراتي السعودي أنه يبحث عن طرقٍ تحفظ استقلال قراره، وتصون كرامة مواطنيه، وتراعي عمقه التاريخي وبعده الحضاري وهو ما يغضب أبو ظبي ويشكل انتكاسة لخططها الإجرامية في المنطقة.